أحيا ابناء مدينة كربلاء ذكرى استشهاد بضعة النبي الاعظم (صلى الله عليه وآله وسلم ) فاطمة الزهراء (عليها السلام ) حسب احدى الروايات المعروفة لدى المسلمين , فقد شهدت العتبة الحسينية المقدسة ومنذ صباح اليوم الاربعاء 28/4/2010 الموافق 13جمادي الاول /1431 هج توافد مواكب العزاء من كافة مناطق المحافظة لتقدم تعازيها الى الامام الحسين عليه السلام بمناسبة ذكرى شهادة والدته الزهراء (عليها السلام)
من جانبه قال نائب الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة السيد (أفضل الشامي) في تصريح لموقع نون اليوم ان الامانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة قد وضعت برنامجا خاصا بذكرى استشهاد الصديقة الطاهرة سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها السلام) حيث تقام مجالس عزاء متنوعة تشمل مجالس وعظ لعدد من خطباء المنبر الحسيني ومجالس أخرى لعدد من الرواديد الحسينيين داخل الصحن الحسيني الشريف "،موضحا ان الامانتين العامتين للعتبتين الحسينية والعباسية المقدستين تقيم ومنذ عدد ايام مهرجانها الثالث الذي يقدم فيه العدد من الفعاليات لمناسبة موسم الأحزان الفاطمي الثالث في ساحة بين الحرمين في مركز كربلاء المقدسة"
والسيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) ولدت بعد مبعث الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بخمس سنين في بيت الطهارة والإيمان لتكون رمز المرأة المسلمة وسيدة نساء العالمين وأم الأئمة حيث كانت القطب الجامع بين النبوة والامامة. فاطمة وأبوها وبعلها وبنوها، و نشأت فاطمة الزهراء (عليها السلام) في بيت اذلنبوة ومهبط الرسالة فكان أبوها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يزقها العلوم الالهية ويفيض عليها من معارفه الربانية.
و شاءت حكمة الله تعالى أن تعاني هذه الأبنة الطاهرة ما كان يعانيه أبوها من أذى المشركين فيما كان يدعوهم الى عبادة الإله الواحد"
تزوجت الزهراء بعلي بن ابي طالب (عليه السلام) على مهر قدره خمسمائة درهم، فباع علي درعه لتأمين هذا المهر ولتأثيث البيت الذي سيضمهما فكان أن بسط أرض الحجرة بالرمل ونصب عوداً لتُعلق به القربة واشترى جرةً وكوزاً، وبسط فوق الرمل جلد كبش ومخدة من ليف.
و لقد كان هذا البيت المتواضع غنياً بما فيه من القيم والأخلاق والروح الايمانية العالية فبات صاحباه زوجين سعيدين يعيشان الألفة والوئام والحب والاحترام حتى قال علي (عليه السلام) يصف حياتهما معاً،" فوالله ما أغضبتها ولا أكرهتها على أمرٍ حتى قبضها الله عزّ وجلّ، ولا أغضبتني ولا عصت لي أمراً. لقد كنت أنظر إليها فتنكشف عني الهموم والأحزان "،وقد أثمر هذا الزواج ثماراً طيبة، الحسن والحسين وزينب وأم كلثوم.
و لقد تميزت السيدة الزهراء بمستواها العلمي العميق من خلال اهتمامها بجمع القرآن وتفسيره والتعليق بخطها على هامش اياته المباركة ،وقد برزت علومها الالهية في الخطبة الشهيرة التي ألقتها في مسجد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بحضور المهاجرين والأنصار مطالبة بحقها في فدك حيث ظن بعض من سمعها أن رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم) بعث من جديد لبلاغتها وفصاحتها وبعد مراميها وعمق فهمها للاسلام وأحكامه، و كل ذلك دعاها لتكون العابدة المتهجدة الناسكة الزاهدة الورعة حيث كانت تقوم في الليل حتى تتورّم قدماها ثم تدعو لجيرانها ثم لعموم المؤمنين قبل أن تدعو لنفسها حتى عُرف عنها أنها "محدَّثة" أي كانت تأتيها الملائكة فتحدثها.
و عندما حضرت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الوفاة أسرَّ إليها بكلمة فبكت، ثم أسرّ إليها بكلمة فضحكت فسألها البعض عن ذلك بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالت: أخبرني أنه راحل عن قريب فبكيت ثم أخبرني إني أول الناس لحوقاً به فضحكت.
و لم يكد جثمان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يغيب في الثرى حتى بدأت مظلومية الزهراء تتعاظم فقد اغتصب حق بعلها بالخلافة ثم اغتصب حقها في فدك، وهي قرية كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قد وهبها لها في حياته. ولم يراعِ القومُ في ذلك مقامها ومنزلتها عند النبي ولم يحفظوا فيها وصيته فاشتد حزنها على فراق أبيها ومظلومية بعلها فكثر بكاؤها حتى ماتت حزناً وكمداً بعد خمسٍ وسبعين يوماً من وفاة والدها (صلى الله عليه وآله وسلم) فدفنها علي (عليه السلام) سراً كي لا يعلم القوم بقبرها، وذلك بوصية خاصة منها (عليها السلام) للتعبير عن سخطها على ظالميها.
و أخيرا التحقت بالرفيق الاعلي مثل هذا اليوم لتلتحق بأبيها المصطفي (صلى الله عليه وآله وسلم) وامها خديجة الكبري (عليها السلام) فسلام عليها يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا."
موقع نون خاص
https://telegram.me/buratha