أبدت لجنة إنعاش الأهوار في مجلس محافظة البصرة، الأحد، امتعاضها من قيام شركة نفط الجنوب بتجفيف مساحات من الأهوار بهدف تنفيذ مشاريع نفطية، مطالبة في الوقت نفسه بصرف تعويضات لسكان الأهوار بسبب ما يتعرضون له من مخاطر صحية وبيئية ناتجة عن تنامي الصناعة النفطية.
وقال سكرتير اللجنة علاء هاشم البدران في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "شركة نفط الجنوب شرعت، في الآونة الأخيرة، بتجفيف مساحات من الأهوار في مناطق الشافي والدير والهارثة، بهدف تنفيذ مشاريع نفطية"، مبينا أن "عمليات التجفيف تضمنت إغلاق بعض الأنهار، التي كانت ترفد الأهوار بالمياه، حيث وضعت عليها عبّارات من أجل استخدامها في نقل آليات ومعدات ثقيلة متعلقة بصناعة النفط".
واعتبر البدران هذه المشاريع بأنها "مخالفة لشروط مديرية الموارد المائية والضوابط المتعلقة بحماية البيئة، والتي كفلها الدستور"، موضحا أن "صناعة النفط باتت تشكل خطراً كبيراً على بيئة محافظة البصرة، بشكل عام، وعلى مناطق الأهوار بصورة خاصة، باعتبارها مناطق منخفضة ومحاطة بالحقول النفطية الكبيرة".
وأعرب البدران عن أسفه من "عدم قيام شركة نفط الجنوب بإبلاغ مجلس محافظة البصرة بنوعية وطبيعة المشاريع، التي تنفذها في الأهوار وعدم التعاون مع اللجنة في مجال حماية بيئة الأهوار"، مؤكدا أن "مجلس المحافظة لن يلزم الصمت حيال ما تتعرض له بيئة الأهوار".
وطالب البدران بـ"تعويض سكان الأهوار بسبب ما يتعرضون له من مخاطر صحية وبيئية، نتيجة تنامي صناعة النفط"، لافتا إلى أن "التغييرات الديموغرافية التي شهدتها الأهوار خلال تسعينيات القرن الماضي، كان بعضها بسبب صناعة النفط، فضلا عن عمليات التهجير القسري التي كانت بدوافع سياسية وبهدف إخلاء المحرمات النفطية القريبة من المنشآت والحقول والتواجد السكاني".
وحذر سكرتير لجنة إنعاش الأهوار في مجلس محافظة البصرة من "تكرار تهجير تلك الأسر، التي تسببت بإزالة قرى بأكملها".
يذكر أن أهم وأكبر الحقول النفطية في جنوب العراق تقع في مناطق الأهوار أو بالقرب منها، حيث يقع حقل مجنون النفطي في قلب هور الحويزة ضمن الحدود الإدارية لمحافظة البصرة نحو 590 كم جنوب بغداد، فيما يقع حقل غرب القرنة في ناحية عز الدين سليم ضمن قضاء المدينة، وهي من مناطق الأهوار، كما يقع حقل نهران عمر في ناحية الهارثة المتاخمة لمناطق الأهوار، فيما يقع حقل بأهله جنوب قضاء المدينة الذي تمثل الأهوار غالبية مساحته.
https://telegram.me/buratha