الموصل - فلاح الجبوري
لا يزال مسلسل استهداف المسيحيين في نينوى مستمرا ليضاف إلى مسلسل العنف اليومي الذي تشهده المحافظة ففي غضون عشرة أيام قتل سبعة مسيحيين في مناطق متفرقة من مدينة الموصل المضطربة أمنيا منذ سنوات طويلة وبطرق وأساليب مختلفة حتى أصبحت هذه المدينة لغزا محيرا لكل المراقبين , الواقع يقول انه هناك عنف لا يبدو انه سينتهي على المدى القريب ، بل وحسب مسؤول محلي فان هناك "مؤامرة كبيرة" من اجل إنهاء وجود بعض الأقليات بعينها في المدينة ولأسباب يقول عنها أخر "إنها تسبق الانتخابات من اجل تحقيق مصالح بعض الجهات المهيمنة على المدينة" , البعض يقول إن عملية استهداف المسيحيين والايزيدية والشبك تأتي دائما قبل الانتخابات بل وأن هناك جهات تستفيد من أصواتهم
كما ان الاستهداف يأتي من الجماعات الإرهابية المتطرفة والتي تحمل الفكر التكفيري كالتيارات الوهابية وبعض الأحزاب السنية المتشددة دينيا وقوميا و التي تنشط في المدينة والتي لا تميز بين المسلمين والمسيحيين حيث أن الاستهداف لا يشمل المسيحيين فقط فهناك اغتيالات منظمة ومستمرة في الموصل وهناك العشرات من غير المسيحيين تم اغتيالهم في هذه الفترة من باقي الأقليات كالشبك " الشيعة منهم خصوصا " والتركمان والأيزدية إضافة إلى الأكراد , وكان تنظيم القاعدة الإرهابي وتنظيم ما يعرف بدولة العراق الإسلامية قد أعلنا أكثر من مرة من خلال منشورات وزعت في مساجد الموصل وعبر بيانات نشرت على بعض مواقع الانترنيت أنهم سيبقون يستهدفون النصارى طالما أنهم لا يدفعون ( الجزية ) كما ألقت الخلافات السياسية العميقة بين قائمتي " الحدباء الوطنية " بقيادة محافظ الموصل اثيل النجيفي وقائمة ( نينوى المتآخية ) بظلالها على الأحداث الأمنية وبضمنها استهداف وقتل المسيحيين , وأشارت بعض التقارير نقلا عن شهود عيان ان بعض العوائل المسيحية بدأت بمغادرة الموصل خلال الأيام الماضية بعد تلقيها لتهديدات من قبل جماعات مجهولة حيث قام المسيحيون في مناطق الحدباء والجامعة والنور والشهداء والبكر والبلديات والسكر بترك منازلهم بعد ورود تهديدات بالقتل تحذرهم من المشاركة بالانتخابات القادمة وأكد عدد من أعضاء تلك الأسر أنهم تلقوا تهديدات عبر وسائل عديدة منها رسائل نصية بالموبايل ومنشورات تحذرهم من المشاركة بالانتخابات سواء بالدعاية أو الاشتراك في الحملات الانتخابية فيما أكدت ان محاولتها لترك المدينة تبدو نهائية بسبب الظروف الأمنية المتذبذبة في الموصل وضعف الكوادر الأمنية التي تعمل على توفير الحماية لهم وإهمال مجلس المحافظة والسيد المحافظ ,
ويقول قسما منهم " ان الأوضاع لاتبشر بالخير ونحن متيقنون بان عمليات القتل سوف تتجدد ما بين أسبوع وأخر في ظل صمت من السلطة المحلية التي تبدو إجراءاتها غير جدية للحد من العمليات وشهدت مناطق متفرقة من المدينة إغلاقا للكثير من المحال التجارية التي يمتلكها المسيحييون وخاصة في الساحل الأيمن فيما فضل الكثير من الموظفين عدم الذهاب لدوائرهم في أجواء من القلق والخوف والرعب والترقب من عودة أشباح الموت وخفافيش القتل إلى طرقات وأزقة المدينة التي تبدو في اغلب الأحيان مقفرة موحشة يلفها الغموض والمجهول !
https://telegram.me/buratha