زار السيد نائب رئيس الجمهورية والقيادي في الائتلاف الوطني العراقي الدكتور عادل عبد المهدي عشائر آل عواد في قضاء الشطرة بمحافظة ذي قار ، والتقى بشيوخها وأبنائها وسط ترحيب واحتفاء حارين .
وبعد الكلمة الترحيبية التي ألقاها رئيس عشائر آل عواد الحاج عبد السميع الحاج عزيز التي أكد فيها على تأييد أبناء العشائر لكتلة الائتلاف الوطني العراقي دعما لمشروعها الوطني مشيدا في الوقت ذاته بجهود فخامة نائب رئيس الجمهورية ودوره الرئيسي في الانجازات الكبيرة سواء على الساحة الوطنية أو على مستوى الدعم الذي قدمه في محافظة ذي قار .
أعقبه بعد ذلك السيد عادل عبد المهدي بإلقاء كلمة مهمة جاء فيها : أن دياركم هذه معروفة بوطنيتها وولائها لمرجعيتها وهي دائما تقدم الكثير بالرغم من حصولها على القليل ، فهذه العشائر هي التي قدمت الشهداء من اجل التخلص من حكم الطاغية صدام ، ولولا دماء هؤلاء الشهداء لما اجتمعنا اليوم في هذا المكان فهم دين في رقبتنا ولم يغمض لنا جفن قبل أن تحصل عوائل الشهداء على جميع حقوقها التي حرصنا على تضمينها في الدستور الذي ساهمنا في كتابته وهذا واجب كل عراقي .
الأعيب السياسة عطلت الكثير من مواد الدستور
وأضاف فخامته : عند كتابة الدستور كنا على اتصال دائم بمراجعنا وقادتنا وقد كان هناك صراع عنيف بين رؤية المرجعية الدينية والقوى الوطنية المساندة لها وبين رؤية السفير الأمريكي بريمر والقوى المؤيدة له فقد كانوا يريدون دستورا تكتبه نخبة لا دستورا تكتبه ( جمعية وطنية منتخبة ) كما هي فتوى سماحة السيد السيستاني ( دام ظله ) ، وقد انتصرت إرادتنا وأصبح لدينا دستورا اقر في استفتاء شعبي ، وهو مرجعية قانونية ضرورية ، ولكن ألاعيب السياسة عطلت الكثير من مواده مما ترك البلاد غير قادرة على تحقيق المطامح العليا .
وتابع : التغيير الذي حصل في العراق هو تغيير قادت إليه دماء شهدائنا ، فقد وقفت الأطراف الأجنبية ضد الانتفاضة الشعبانية التي كادت أن تطيح بالطاغية ، وفرضت على العراق الحصار والعقوبات والأحكام القاسية التي راح ضحيتها آلاف العراقيين ، و نحن اليوم نسير في طريق تغيير الأمور ، و هناك تغيير في بعض الشؤون وتراجع في شؤون أخرى .
نجحنا عندما كانت تجمعنا الوحدة وبدا الفشل عندما برزت عوامل الفرقة
وأشار نائب رئيس الجمهورية الدكتور عادل عبد المهدي : عندما كنت وزيرا للمالية لفترة قصيرة ذهبت إلى خيار مهم وهو أن أوقف نزفا اقتصاديا وهو تخليص العراق من الديون ، وعملنا خلال فترة أشهر قليلة وطلبنا من الحكومة آنذاك ، كانت حكومة الدكتور علاوي ، أن لا تتدخل في هذا الملف وبدأنا أنا وسنان الشبيبي وبعض الأشخاص نعمل ودخلنا في مفاوضات معقدة واستطعنا أن نخفض نسبة 90% من أصل 140 مليار دولار كانت ديونا على العراق ، ولكم أن تتصورا ما هو وضع العراق اليوم لو كنا لم نتخلص من ذلك النزيف الاقتصادي الخطير ، وعندما جئنا إلى الدولة بدأنا بحملة كبيرة من اجل إصلاح النظام التشريعي فبدون تشريعات لا يكون هناك إصلاح ، ودولة المؤسسات تراعي الدستور وتراعي القانون فهي ليست دولة شخصية ، وقد نجحنا في ذلك عندما كانت الوحدة تجمعنا ، ولكن بدا الفشل عندما برزت عوامل الفرقة بسبب الانحراف في الرؤية وأصاب مشروعنا انحراف وتعطل .
وقال : اليوم توجد مشاكل كثيرة ، دور ومدارس بائسة ومياه آسنة وبطالة ومناطق محرومة ونقص في الكهرباء والخدمات والصحة ، وحاولنا أن نضع الخطط الكفيلة بمعالجة هذه المشاكل إلاّ أنه واجهنا بيروقراطية وإداريات معقدة قيدت عملنا .
ونوه : إننا كدولة عراقية لا تنقصنا الأموال ففي كل عام تُدّور مليارات وتريلونات الدنانير إلى الموازنة القادمة ، وإنما تنقصنا الكفاءات في الإدارات والرؤى ، فاليوم بناء مدرسة بسيطة أو شق قناة مائية أو مشروع تحلية مياه يأخذ من الوقت والأموال والإمكانيات الكثيرة ، فطريق الموت ( الناصرية – الكوت ) لم نترك مسؤولا أو وزيرا إلاّ وتكلمنا معه بشأنه ونسمع الوعود فقط وبقي طريق الموت يحصد أرواح أبنائنا .
وأوضح : نحن اليوم بحاجة إلى تغيير ، فإذا كان العذر في السابق الوضع الأمني الآن لا عذر لنا ، والذهاب إلى الانتخابات هو جهاد اكبر لأننا نختار مسؤولينا الذين يرضى عنهم الله والمرجعية والشعب ويتمتعون بالكفاءة والنزاهة والإخلاص .
الفردية والتخندق يجب أن تتغير وان تعددت أسماؤها
وكشف السيد عبد المهدي : إن الفردية والتخندق تأخذ اسماءا متعددة إلاّ أن محتواها واحد فيجب أن نغير المضامين فالحكومات تذهب والدول باقية ومن لا يفي بوعوده يجب أن يتغير ، ونحن مقبلون على سنوات حاسمة في تاريخ العراق ، ويجب أن نهتم ببناء اقتصاد قوي فهو السد المنيع أمام الإرهاب وهو القادر على تطوير البنى التحتية للوطن فالدول القوية اقتصاديا قوية سياسيا وامنيا ، و لا يمكن أن يبقى هدر الأموال ، فهناك عشرات المليارات من الدولارات هدرت ولو وزعت موارد النفط على كل مواطن عراقي بدون عمل وبدون زراعة أو صناعة أو بطاقة تموينية لحصل على آلاف الدولارات سنويا من موارد النفط فقط ، فكيف إذا استثمرت هذه الأموال ؟ لتولدت لدينا أضعافا ، ولكن الحال اليوم أن أطفالنا في المدارس لا يجدون مرافقا صحية في مدارسهم ، وهذا بسبب السياسات الخاطئة التي هدرت الأموال .
وأكد : إن الائتلاف الوطني العراقي وضع برنامجا طموحا صرف في وضعه وقتا طويلا خيرة الخبراء في البلد من اجل خلق فرص للتطور فالعراق فيه طاقات هائلة وإمكانات كبيرة يجب أن تستثمر .
وعرج سيادته على موضوع الزراعة قائلا أن مشاكلها لا تحل بطرق بائسة بل يجب إعادة تنظيمها ووضع اطر محددة وتشريعات تضمن حقوق الأطراف في العلاقات الزراعية ، فالإصلاح الزراعي غير شيئا ولم يخلق شيئا جديدا ، وثانيا الاعتماد على التمويل الذاتي وثالثا دعم الدولة .
ليختتم كلمته بتقديمه الشكر والاعتزاز بأبناء العشائر التي رحبت به معاهدة على الوقوف مع الائتلاف الوطني ورموزه الوطنية لإنجاح مشاريعه وخططه التي تصب في مصلحة العراق وشعبه .
ذي قار – علي عبدالخضر
https://telegram.me/buratha