بيّن ممثل المرجعية الدينية العليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في 27 صفر الخير 1431هـ الموافق 12-2-2010م أن المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني - دام ظله الوارف - قد استقبل خلال الأسبوع الماضي عدداً من الوفود من زوار العتبات المقدسة من مختلف دول العالم ومنها وفود من الزوار العرب ومن بلدان إسلامية متعددة، .. وقدّم سماحته لهذه الوفود بعض التوصيات نوردها كما يلي:
1- ضرورة محافظة المسلمين على أمن بلدانهم ووحدتهم وألا ينجروا إلى أصحاب الفتن ...
وأوضح الشيخ الكربلائي أنه قد دأب السيد المرجع - دام ظله الوارف - على توصية جميع الزائرين وفي مختلف المناسبات على بيان أهمية الحفاظ على وحدة المسلمين في مختلف أقطارهم وان يبتعدوا عما يؤدي إلى التفرقة وشق الصفوف أو يؤدي إلى نشر الكراهية والأحقاد وعدم السماح لمن يدعو إلى الفتنة أن يُنْصَتَ إليه أو يستجاب إلى دعوته كما كان سماحته - دام ظله - يؤكد على الابتعاد عن الخطابات التحريضية التي تؤجج مشاعر الكراهية بين المسلمين وتؤدي إلى حصول الفتنة ..
2- أهمية نشر ثقافة المحبة والوئام والانسجام بين المسلمين بما يحفظ لهم وحدتهم ويبعدهم عن التفرقة وإضعاف صفوفهم ..
3- التخلّق بأخلاق الأنبياء من عدم الرد على الإساءة بالإساءة بل الرد عليها بالإحسان والمغفرة والصفح لكي يعيش المجتمع بأمن وسلام ومحبة وبعيداً عن التشنّجات والعنف ..
وعن ذكرى وفاة النبي الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم) حيث يتوجه الملايين من شيعة أهل البيت ( عليهم السلام) إلى مدينة النجف الاشرف لتعزية وصي النبي (صلى الله عليه واله وسلم) وأخيه ووارثه ومستودع علمه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام) بهذه الفاجعة الأليمة والمصاب الجلل .. توجّه ممثل المرجعية الدينية العليا للإخوة في الأجهزة الأمنية أن يكونوا على حذر ويقظة تامة ونشر الدوريات في الأماكن التي يحصل للأجهزة الأمنية - في بعض الأحيان - اطمئنان إلى عدم حصول خرق منها ... فإن من الممكن أن الإرهابيين وأعداء العراق يراقبون الخطط الأمنية ويحاولون الابتعاد عن اختراق الأماكن والنقاط المحصّنة بالتفتيش والمراقبة ويحاولون النفاذ والاختراق من خلال الأماكن الرخوة - كما يسميها البعض - متمنيا من الإخوة في الأجهزة الأمنية أن يكونوا حذرين في جميع المناطق والمنافذ التي يفد منها الزائرون وعدم الاطمئنان إلى أي موقع من حيث كونه لا يخترق من قبل الإرهابيين، بل تكون جميع المناطق على حدّ سواء في الاهتمام الأمني والمراقبة ..
ومع بدء حملة الدعاية الانتخابية للترشيح للمجلس النيابي القادم قدّم الشيخ الكربلائي مجموعة من التوصيات للإخوة المرشحين والكيانات التي رشحت نفسها للانتخابات ..
1- استخدام الأساليب المشروعة والمقبولة أخلاقيا للدعاية الانتخابية وذلك من خلال طرح المرشح أو الكيان لبرنامجه الانتخابي على أن يكون واقعياً وممكن التطبيق والابتعاد عن طرح الوعود غير ممكنة التطبيق في الوقت الحاضر، ليكون للمرشح والكيان مصداقية في طرح برنامجه والعمل على تحقيقه لو تم انتخابه من قبل المواطنين ..
2- الابتعاد عن أسلوب الطعن والتجريح والتسقيط للآخرين فإن ذلك سبب لسخط الله تعالى وغضبه والتعرض لعذابه ومحاسبته، إذ أن الله تعالى أمرنا أن نحفظ للآخرين شخصيتهم الاعتبارية وكرامتهم وموقعهم الاجتماعي لدى الناس .. كما إن القيم الأخلاقية والوطنية تدعونا لتجنّب استخدام هذا الأسلوب المجافي للفطرة وللأخلاق الإنسانية .
3- عدم استخدام الأموال والهدايا لإغراء الناخب بانتخاب شخص مرشح معين أو كيان سياسي معيّن فان هذا الأمر حرام على الجهة والشخص الذي يستخدمه وحرام استلامه من قبل المواطن كما إن أي قسم أو يمين يقدمه المواطن لمن يدفع له مثل هذه الهدايا والأموال ليست بإلزامية ولا قيمة لها شرعاً ولا أخلاقا ..
4- عقد العزم من قبل المرشحين والكيانات المُرشِحّة نفسها للانتخابات على أن تكون نيتها خدمة البلد والمواطن والدفاع عن مصالحها وحفظ حقوقها وتطهير النفس من شوائب البحث عن المنصب والجاه والمال والتسلط على الآخرين، فان مثل هذه الدوافع ستحبط العمل وتصبح وبالاً على المرشح الذي سيصل إلى مقاعد مجلس النواب لأنها مطامع دنيوية ستجره إلى الحرام لا محالة ..
موقع نون خاص
https://telegram.me/buratha