يعبر مواطنون عن استيائهم من تدني مستوى الخدمات البلدية في قضاء الهندية، 22 كلم شرق كربلاء، ويصفونه بأنه "مكان مهمل تنتشر فيه النفايات"، فيما يعزو مسؤولون محليون تدني مستوى الخدمات إلى قلة التخصيصات المالية.
ويقول المواطن محمد رضا كعيد (45 سنة) وهو من سكنة القضاء في حديث لـ"السومرية نيوز" إننا "نفتقر إلى شوارع معبدة، فهناك شارع واحد مزدحم دائما بالسيارات والمارة، فالمدينة تعتبر مدخل كربلاء من جهة محافظة بابل والمحافظات الجنوبية".
ويضيف كعيد أن "قضاء الهندية أكبر أقضية كربلاء وذو كثافة سكانية كبيرة، وتمر من خلاله ملايين السيارات سنويا ومع ذلك فهو مهمل تنتشر فيه النفايات". ويتساءل كعيد "عما جناه قضاء الهندية من وصول رئيس الوزراء نوري المالكي إلى السلطة". ويوضح كعيد أن "الكثير من المسؤولين في الدولة، وفي مقدمتهم رئيس الوزراء ووزير البلديات، ينحدرون من كربلاء لكن ذلك لم يجلب النفع لسكانها ومناطقهم".
ويعد قضاء الهندية من أكبر الأقضية التابعة لكربلاء، ويبعد بنحو 22 كم شرق المدينة، ويزيد عدد سكانه على 300 ألف نسمة، ويعتبر من المناطق الزراعية حيث يمتهن الكثير من سكانه الزراعة، وتكثر فيه بساتين النخيل والحمضيات.
أزقة موحلة ومشاريع متعثرةويقول المواطن جلال العرداوي (56 سنة) إن "الهندية تفتقر إلى شبكة المجاري لذلك فإن أقل تساقط للأمطار يحول أزقة المدينة إلى وحل يصعب السير فيه"، واصفا مشاريع الإعمار في القضاء بـ"المتلكئة".
ويضيف العرداوي أن "الجسر الجديد الذي تم افتتاحه في كربلاء العام الماضي، والذي يربط جانبي القضاء ويقع على شط الهندية، لم يتم ربطه بشبكة طرق تجعل منه نافعا بدرجة أساسية"، مشيرا إلى أن "الجسر لم يخفف الزحام كما أريد له، لأنه لم يرتبط بالطريق العام بين كربلاء وبابل إلا من خلال تحويلة صغيرة"
من جهته لم يذهب قائمقام قضاء الهندية، عباس عبد عباس الشمري، بعيدا عن وصف العرداوي إذ يعتبر "مشاريع الإعمار في القضاء متعثرة".
ويعزو الشمري في حديثه لـ"السومرية نيوز" هذا "التعثر إلى ان القضاء يعاني من مشكلة حقيقية تعيق كافة مشاريع الإعمار هي مشكلة تأخر مد شبكة المجاري فضلا عن قلة التخصيصات المالية المرصودة للقضاء".
ويقول إن "مد شبكة المجاري تأخر بسبب تأخر الرسومات الفنية والتصاميم الهندسية، وبسبب عدم مصادقة المديرية العامة للمجاري في بغداد على المشروع، وأيضا لقلة التخصيصات".
ويشير قائمقام قضاء الهندية إلى أن "الأموال اللازمة لمد شبكة مجاري كاملة في القضاء تتراوح بين 75- 100 مليار دينار، فيما كانت حصة القضاء من موازنة المحافظة للعام الماضي 7 مليارات دينار، وهو مبلغ قليل لا يتناسب ومساحة القضاء ولا مع عدد نفوسه وحاجته إلى الإعمار"، على حد قوله.
ويلفت الشمري إلى أن "الـتأخر في مد شبكة المجاري يعرقل عمل المشاريع الأخرى" قائلا "لا يمكننا تبليط متر واحد من طرق القضاء بسبب عدم اكتمال شبكة المجاري".
ويصف الشمري جسر الهندية الذي افتتح في 15 أيار من العام الماضي بأنه "أنشئ دون تخطيط"، موضحا أن "كل الأراضي القريبة من الجسر، والتي يفترض أن تمر خلالها الطرق المؤدية إليه، هي مملوكة لمواطنين الأمر الذي يستلزم شراء قسم من تلك الأراضي. لكن الاستملاكات متعثرة بسبب رفض المواطنين بيع أراضيهم، وعدم توفر الأموال الكافية لشرائها".
ويزيد الشمري أن "قلة التخصيصات المالية اللازمة لشراء هذه الأراضي تجعل مد طريق رئيس يوصل الجسر بالطريق العام الذي يربط محافظتي كربلاء وبابل أمرا مؤجلا حتى إشعار آخر".
المخصصات المالية لا تسد الحاجة من جهته بين رئيس لجنة الإعمار في مجلس محافظة كربلاء، عباس ناصر حساني إن "شكاوى الهندية من قلة التخصيصات لا تختلف عن شكاوى غيرها من مناطق كربلاء".
ويوضح حساني في حديث لـ "السومرية نيوز" إن ما "يخصص لكربلاء من الموازنة لا يسد احتياجات المدينة بأقضيتها ونواحيها"، مشيرا إلى إن "التخصيصات المالية توزع على الأقضية والنواحي والأحياء وفقا لعدد السكان، لذلك فإن لجنة الإعمار قدمت مقترحا لمجلس المحافظة يوصي باعتماد الحاجة معيارا أساسيا لتنفيذ المشاريع".
ويتابع أن "هذا المقترح يهدف إلى التقليل من معاناة المواطنين والبدء من المناطق المحرومة أكثر من غيرها"، متوقعا أن يكون "لتطبيق هذا المعيار أثر إيجابي على الإعمار في الأقضية والنواحي ومنها قضاء الهندية".
https://telegram.me/buratha