شهدت السياحة الدينية في العراق خلال الأعوام الماضية تطورا ملموساً لاسيما مع وجود العتبات المقدسة التي يؤمها المسلمون من كل بقاع العالم، ونظرا لما يسهم به هذا القطاع في تعزيز الموازنة وتوفير موارد مالية تنعش الحركة الاقتصادية.
ويوضح مدير المجاميع السياحية في الهيئة العامة للسياحة نجاح محمد الجبوري لـ"الصباح: انه بالتنسيق مع اللجنة العليا للسياحة التابعة الى وزارة الخارجية منحت الهيئة تراخيص لاكثر من 518 شركة اهلية لتفويج الوفود الايرانية الى البلاد، مبينا بهذا الصدد انه سيتم التنسيق مع منظمة الحج والزيارة الايرانية لمنح الشركات المذكورة عقودا تخولهم بتسلم الزائرين الوافدين الى البلاد لزيارة العتبات المقدسة.الى ذلك اشار الى ان الهيئة تسعى من خلال ذلك الى دعم القطاع الخاص وتوسيع قاعدة التنافس بين الشركات لتقديم الافضل في مجال السياحة الدينية، لاسيما ان دخول الوفود كان يقتصر على شركات دون اخرى وبالتالي يؤدي الى تقليل النشاط الاقتصادي الذي تسهم الهيئة في رفعه.وقال مصدر مسؤول في الهيئة العامة للسياحة : انه يجب الاهتمام بدور الشركات الجديدة، فضلا عن تفعيل المكتب الوطني للسياحة الذي كان معمولاً به قبل عام 2003 والذي كان يوزع الزائرين بين الفنادق والشركات بالتساوي كما يجب إعادة النظر بالاتفاقيات السياحية المبرمة مع بعض دول الجوار والدول الخليجية التي ترسل وفودها عبرَ مطاري بغداد والنجف الأشرف، اضافة الى الطريق البري.ويعتقد باسل قاسم صاحب فندق في كربلاء امكانية ان يكون العراق واحداً من الدول الاقتصادية المهمة لما تمثله السياحة الدينية فيه من دور حتى لو نضبت في يوم من الايام ثروته النفطية، لانتشار المراقد الدينية في أراضيه وما تشكله تلك المراقد من قدسية لدى المسلمين ويؤمها سنوياً عشرات الآلاف من الزائرين غير العراقيين من شتى أنحاء العالم.مؤكدا ضرورة الاهتمام الجدي بالسياحة عموماً والسياحة الدينية بشكل خاص اذ يفتقر البلد الى أبسط البنى التحتية لقطاع السياحة وتهالك ما موجود منها بسبب الإهمال وعدم وجود استثمارات حقيقية فيها.كما يؤكد المعنيون في الشأن الاقتصادي ضرورة تخليص البلاد من اقتصاد المورد الواحد بشكل يبعد عنه تقلبات أسواق النفط العالمية، موضحين ان السياحة الدينية في كربلاء والنجف والكاظمية تعد العمود الفقري لانعاش اقتصاد هذه المدن.
https://telegram.me/buratha