فيما تبذل السفارتان الامريكية والبريطانية في بغداد، جهودا مضنية لانقاذ البعثيين السياسيين من قرارات الاجتثاث ، وقيام طاقم السفارتين في الدفع باتجاه خلق قناعة قادة سياسيين حلفاء لهم وتسريب ضغوط غير مباشرة على الهيئة التمييزية " لارجاء " قرارات الاجتثاث الى ما بعد الانتخابات ، تتواصل الانتقادات الشعبية الواسعة ضد السماح للبعثيين في المشاركة في الانتخابات على جميع الاصعدة .
وجاءت تصريحات السفير الاميركي "كريستوفر هيل ط الاخيرة لوكالة الصحافة الفرنسية التي هاجم فيها قرارات اجتثاث البعث ووصف تشكيل "هيئة اجتثاث البعث" التي تحولت الى " هيئة المساءلة والعدالة " بانه قرار خاطئ ، جاءت هذه التصريحات لتتزامن مع التفجيرات التي نفذها البعثيون والتكفيريون ضد زوار الاربعين في بغداد وفي كربلاء المقدسة ، مما زاد في تنامي الغضب الشعبي العارم ضد الامريكيين وخاصة ان مواقف السفير الامريكي الاخيرة اعتبرت ثمرة من ثمار الاتصالات التي اجراها نائب الرئيس الامريكي جوزيف بايدن في بغداد مع الزعامات السياسية السنية البعثية .
وكشفت مصادر مقربة من السياسيين المروجين للبعث والسياسيين المثبت انتماءهم للبعث ، ومنهم صالح المطلك وظافر العاني وسعد عاصم الجنابي ، ان نائب الرئيس جوزيف بايدن قد قدم وعدا قاطعا على الغاء اجتثاثهم .
وبعد الاستياء العارم الذي تركتها تصريحات السفير كريستوفر هيل ، والتي انعكست في هتافات الملايين المشاركين في مواكب زوار الاربعين ، ومطالبتهم الحكومة بطرده من العراق ، حاول السفير تبرئة نفسه من تهمة التدخل في شؤون العراق ، وذلك في تصريح للمتحدث باسم السفارة فيليب فرين الذي زعم فيه ان " قرارالهيئة التمييزية بشأن إرجاء النظر في قضايا المبعدين من الانتخابات النيابية المقبلة هو مسألة عراقية بحتة".
وفي اعتراف بوجود دور امريكي في صدور مثل هذا القرار قال فيليب فرين: " أن السفارة الأميركية تقدم المشورة من دون تأثير على ما يتم اتخاذه من قرارات من قبل القيادات العراقية " ، مؤكدا ان "القادة العراقيين قد يأخذوا بعين الإعتبار وجهات النظر" الأميركية "ولكن في نهاية الأمر فإن القرار لهم".!!
وفي هذا السياق ، ذكر احد الذين شملهم الاجتثاث السياسيين المرشحين لمراسل قناة تلفزيون اوروبية بالحرف الواحد " اننا عائدون وسيتم الغاء قرارات الاجتثاث بل سيتم تجميد عمل هيئة المساءلة والعدالة لاحقا ، والغاء هذه الهيئة مستقبلا، وهذا وعد قطعه لنا نائب الرئيس الامريكي جوزيف بايدن لدى وصوله بغداد خلال اجتماعاتنا به "! هذا وتشير المعلومات المتداولة لدى الاوساط النيابية ان الدكتور اياد علاوي رئيس القائمة العراقية يبذل جهودا مضنية للحيلولة .
ومن جانب اخر، كشفت مصادر دبلوماسية اسكندنافية في بروكسل لشبكة نهرين نت الاخبارية " ان زيارة نائب رئيس الجمهورية العراقي طارق الهاشمي الاخيرة الى واشنطن ، كان لها كبير الاثر في خلق مزيد من القناعات لدى الادارة الاميركية بالتدخل المباشر في عملية تعطيل قرارات الاجتثاث بل والعمل على الغاء هيئة المساءلة والعدالة ".
واضافت هذه المصادر " ان زيارة طارق الهاشمي الى واشنطن الاخيرة ، كانت مدعومة بموقف اقليمي قوي جدا وبخاصة من السعودية وتركيا ، حيث تقف هاتان الدولتان الى تقوية السنة في العراق الذي تضاءل من موقع المالك للحكم المطلق للعراق الى شريك في الحكم " .
واكدت هذه المصادر لشبكة نهرين نت الاخبارية " ان وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل حث الاتراك في لقاءاته الاخيرة معهم وخاصة اثناء زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان على التنسيق المشترك لحماية السنة في العراق ودعم وجود البعثيين في العملية السياسية وتغلغلهم الى وزارتي الدفاع والداخلية واجهزة المخابرات ، لان البعثيين السنة اثبتوا انهم اقوى من اي طرف سني قادر على ان يكون مؤثرا في السلطة في العراق عبر مشاركته بالعملية السياسية وتغلغله بالاجهزة الامنية من خلال امتلاك حزب البعث لتنظيم امني مخابراتي وتنظيم حزبي صارم رغم تفرققياداته في عدد من العواصم العربية ، بالاضافة الى امتلاكه قوة اعلامية مؤثرة وبخاصة امتلاكه لعدد من الفضائيات منها من تمكن ان يكون مؤثرا في الشعب العراقي مثل قناة البغدادية التي تبث من الثاهرة ".
وبهذا التنسيق التركي السعودي ، تمكن طارق الهاشمي وبقية السياسيين البعثيين من الحصول على دعم اقليمي ودولي كبير وهذا مما عزز نجاحه في مهمته في واشنطن .
المصدر : نهرين نت
https://telegram.me/buratha