الديوانية / بشار الشموسي
اقيمت صلاة الجمعة العبادية السياسية بجامع الامام الحكيم . وسط مدينة الديوانية . بامامة حجة الاسلام والمسلمين . سماحة السيد حسن الزاملي . امام جمعة الديوانية . وقد ابتدأ خطبته الاولى بآي من الذكر الحكيم . بعدها قدم سماحته احر التعازي والمواساة لصاحب العصر والزمان الامام الحجة (ع). ومراجع الدين العظام والامة الاسلامية . بذكرى شهادة الامام الحسن المجتبى (ع).
حيث اننا نعيش في هذه الايام . ايام المصاب الاليم . وان الحديث عن الائمة الاطهار (ع) . هوحديث عن حملة رسالة الاسلام . بل حديث عن الاسلام ورسالته . هو حديث عن السنة الشريفة والحجة. حيث انهم يمثلون حجج الله على البرايا . وهم الحق والصدق والوفاء والعدالة والقيم الحقة والمثل العليا . هو حديث عن المظلومية والصبر والمعانات والالام والتشريد والمحاصرة . حديثعن الشهادة والتضحية والايثار والفداء .وبالتالي الحديث عنهم (ع) . هو حديث عن جميع هذه المعاني العالية . وفي المقابل . الحديث عنهم يكشف ويفضح المنهج المخالف والمقابل لهذا الوجود المبارك . اي يكشف عن الظلم .
مبيناً سماحته اهداف اهل البيت (ع) . ومناهجهم وادوارهم . مشيراً الى دور الامام الحسن (ع) . والظروف التي احاطت به . متناولاً شذرات من حياته (ع) . واهم مراحل حياته .
اما في خطبته الثانية . فقد تناول سماحته العديد من المواضيع السياسية الساخنة . متحدثاً عن ان هناك صفتان مذمومتان اينما وجدتا . حيث انهما يجلبان الخراب والدمار والآلام . والمصائب والمحن وسفك الدماء . وسلب الامن والامان والاستقرار . وبالتالي اشاعة الفساد والفحشاء والمنكر . وهاتان الصفتان هما : الخيانة والغدر . فاي حاكم اتصف بهما واي قائد واي حزب . فلا يجلب الا الخراب والدماء والفساد . واذا خان الحاكم ونقض العهود والمواثيق . وحنث بالايمان . فلا يؤمن جانبه من فعل الشر للامة . لايتورع من عمل اي شيء . وكذا الغدر . فبعض الشعوب ابتليت بحكام من هذا الصنف . اقرأوا التاريخ . سترون كم من حاكم باع وطنه وشعبه وخان المبادئ وغدر بشعبه في احرج المواقف . مما سبب لهم المحن والآلام وابرز شاهد لدينا . هم الصداميون البعثيون . حيث اتصفوا بهذين الوصفين والحالتين. وبالتاي لم يجلبا للعراق واهله الا الحروب والسجون ونهب الاموال والفقر والجوع .
ان الجميع يعلم مالذي جاء به البعثيون والصداميون للعراق . وما هو تاريخهم الاسود . موضحاً .. ان البعث الصدامي المجرم يريد ان يعود لاستلام السلطة في العراق . وكل ما نسمعه هذه الايام من صيحات وتعالي للاصوات والصراخ والعويل والتباكي والضجيج والعجيج والوعيد والتهديد والمواقف المختلفة هنا وهناك . فان كل هذا من اجل عودة البعثيين !!!
فهناك من يرغب بعودة البعث ويدعوا لذلك . سواء في الخارج او الداخل . والغريب جداً ان امريكا في مقدمة الدعين لعودة البعث . ومن المدافعين عنهم . ومن الرافضين لمنع مشاركتهم . وكذا بعض الدول العربية وفي المقدمة .. السعودية . ولذا سمعنا الضجيج الاعلامي والدعوات المعترضة على قرار المسائلة والعدالة . وهذا معناه دعوات لعودة الغدر والخيانة . بغدر وخيانة . وبالتالي . عودة التاريخ الاسود والمعادلة الظالمة والدماء والخراب والفساد والمقابر الجماعية والحروب . وقائمة تطول بالمصائب والجرائم والظلم .
مؤكداً على ان كل هذا الغضب تمت مواجهته بغضب جماهيري عارم . حيث خرجت الجماهير الغاضبة . والتي ضمت بقايا ضحايا النظام . من ايتام المقابر الجماعية . من ارامل ومعوقين ومظلومين ومحرومين ومعذبين في زنزانات البعث الميتة . خرجت الجماهير الغاضبة لدعم قرارات المسائلة والعدالة وقرار اجتثاث البعث المجرم .لكن المؤسف ان هذه المواقف لم تغطى اعلامياً بالشكل المناسب ولم تسند من جهات حكومية . بل حصل في بعضها اخفاءلمواقف معينة . كما بين ان التركيز على شخص ظافر العاني او صالح المطلق وغيرها . ليس بالمناسب . حيث ان هذا التركيز خلق منهؤلاء رموزاً وطنية وجعل منها قيادات وطنية . وهذا ليس بالامر الصحيح .نعم .. نشير لهما ولما يمثلانه من انتماء لكن ليس بالشكل الذي عرفهما للشعب بانهم رموز .متمنياً سماحته ان تكون المطالبات واضحة ومقبولة . كالمطالبة بانزال القصاص وتنفيذ احكام الاعدام بحق المدانين . ورموز البعث .ممن حكموا بالاعدام وهم بالمئات . ولا يتوقف الامر على علي كيمياوي فقط. وانما ينبغي ان تكون المطالبة بكل من لف لفه . بل المطالبة بتنفيذها على الجميع . وايضاً المطالبة بتطهير المؤسسات من عناصر البعث ومحاسبتهم . وكذلك ملاحقة المطلوبين منهم واستحضارهم واخذ تعهدات عليهم . بل محاسبة المذنبين والمرتكبين للجرائم .تسخير الاعلام للكشف عن جرائم البعث بحق الشعب . وتذكير ابناء الضحايا وعوائل المقابر الجماعية . وعلى الشرائح المثقفة ان تتحمل المسؤولية لتوعية الشعب وتعبئته فكرياً وثقافياً ازاء هذه المخاطر التي تهدد العراق . وايضاً الكيانات السياسية تتحمل مسؤولية للوقوف بوجه البعثيين . والتاكيد على المفوضية العليا للانتخابات بعدم التساهل مع العناصر البعثية . وان تنفذ قرارات هيئة المسائلة والعدالة .
اما الموضوع الثاني الذي تناوله خلال هذه الخطبة هو موضع مجلس النواب وتاخير وتعطيل القوانين لعدم اكتمال النصاب . ومنها تعطيل قانون الشلوك الانتخابي . والاخر هو تعطيل التصويت على الموازنة العامة .
مشيراً الى ان هذه المواضيع تدعونا ان نتحدث مع الاخوة اعضاء مجلس النواب ونسالهم . عن اسباب هذا التعطيل والتسويف والمماطلة . ونحن على ابواب نهاية الفصل التشريعي . اليس هذا مخالف للعهودوالمواثيق ؟ . اليس هذا حنث للقسم الذي اديتموه ؟ . اليس هذا مخالف للشعارات التي رفعت ابان الانتخابات ؟ .
ثم نسال ونقول ؟ . كم هي الامتيازات التي اخذتموها وحصلتم عليها خلال مدة وجودكم ؟. فضلاً عن الرواتب العالية والمنح وغيرها . واليوم تصوتون على امتيازات اخرى خاصة بكم . وهي : ترفيه . وفي المقابل سكتم . بل نسيتم الحفاة والمحرومين والفقراء ممن انتخبوكم . واوعدتموهم بالوفاء لهم . فهل هذا من الانصاف ؟ . وهل انكم سوف ترشحون للانتخابات القادمة مرة اخرى ؟ . وهل سوف تذهبون لهم مرة اخرى وتدعوهم للانتخابات ؟ . او انكم ستعرفون انكم غير مرغوب فيكم ؟ .
ثم اسال اولئك الاعضاء والرموز والقادة لبعض الكتل . ماذا تقولون لشعبكم ولربكم عندما عاهدتم وقسمتم على ان تخدموا شعبكم من تحت قبة البرلمان وانتم لم تحضروا الا في مناسبات معينة اومرة في السنة ؟!! . واليوم تتقدمون للانتخابات مرة اخرى . فباي مسوغ ؟ ومن الذي ميزكم ؟ . ثم ماذا تقولوا لشعبكم لو سالكم عماذا قدمتم لهم في دوراتكم السابقة وانتم غائبون عن اجتماعات مجلسكم ؟ وبالنتالي عطلتم القوانين التي تصب في خدمة الشعب .
متطرقاً الى الكتل التي ترفض التصويت على قانون السلوك الانتخابي . ومؤكداً على ان هذا القانون لو طبق . يحقق جميع المطالبات بالنزاهة والشفافية والعدالة التي تطالب بها الكتل .. مبدياً استغرابه للرفض الحاصل تجاه هذا القانون .
مؤكداً على ان هذا الموقف الرافض يثير الشبهات . وان هناك نوايا مبيتة تريد التلاعب وممارسة الخروقات . وقد يكون تنسيق وتوافق على ممارسة اعمال تؤثر على نتائج الانتخابات كما حصلت في الانتخابات السابقة .
اما عن موضوع موازنة عام 2010 .والتباكي عليها وربطها مع قانون السلوك الانتخابي . فقد بين ان الموازنة ليست ملك لاحد . وانما هي ملك الشعب وثروات البلد . ومن حق البعض ان يحرص عليها ويصونها ويدافع عنها ويحافظ عليها . ويحذر من استغلالها لاغراض شخصية او فئوية او سياسية . وهذا من حق اي مواطن شريف ولا يحق للاخرين ان يتهموه ويفسروا نواياه . خصوصاً بعد ان مررنا بتجارب متعددة . سببت هدر الاموال الطائلة . بسبب الفساد المالي والاداري والمشاريع الزائفة والنهب والتبذير والتوزيع وغيرها . وقد سمعنا من خلال الاعلام بان الائتلاف العراقي الوطني الموحد . صدر بياناً خاصاً بهذا الموضوع . يتضمن نقاطاً وكانها شروط . من خلالها يمكن ان تتم الموافقة على الموازنة . وبعد الاطلاع وجدناها نقاطاً قيمة ودقيقة . تصب في مصلحة الوطن . ناشئة من حرص الاخوة في الائتلاف .
داعياً الاخرين للطلاع عليها وبيان اين هو الاشكال . كلها مطالب عقلانية جماهيرية استحقاقية . فما الضير من قبولها ؟ . اليس ان الرفض لهذه الشروط مدعاة لاثارة الشك على ان هناك من يريد ان يتلاعب بثروات البلد ؟. ولذا نحن ننصح الجميع ان يحكموا الضمائر .
وعن موضوع الانتخابات القادمة والاعداد لها ومنع التدخلات الخارجية كامريكا وغيرها . فقد بين سماحته ان هذه الانتخابات تختلف عن غيرها بكثير . حيث نرى التحشيد والتعبئة والتخندق والتصعيد الاعلامي . كل هذا ناشئ من الشعور باهمية هذه الانتخابات . ولذا علينا ان نحذر من التدخل الخارجي في شؤون الانتخابات من اي جهة كانت . ونؤكد على اصدار قانون السلوك الانتخابي لحفظ النزاهة والعدالة وحقوق الناخبين . والحذر من الاشاعات والاتهامات والتسقيط السياسي والاستهداف المضاد بمختلف الوسائل الغير شريفة . وايضاً علينا ان نلتفت للوضع الامني واعداد العدة لحماية الشعب . حيث توجد احتمالات تصاعد العمليات الارهابية . وكذلك التلاعب بالمال العام واستغلال المناصب واللاحيات وتكرار الزيارات من قبل المسؤولين . والحذر من مخالفة القانون لمن هو مسؤول عن تطبيقه لاغراض انتخابية . كالقرار الذي يسمح للمتجاوزين على اموال وممتلكات الدولة بالبقاء فيها ويمنع اخراجهم !!
https://telegram.me/buratha