تناول ممثل المرجعية الدينية العليا السيد احمد الصافي في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في السادس من صفر 1431هـ الموافق 22-1-2010م مسألة الانتخابات ولاسيما الذين دخلوا في هذا المعترك من الكيانات السياسية داعيا إياهم التحدث عن المنجزات التي قدموها للشعب ولا يكون ذلك إلا بتخطي مسائل قد نعاني منها بشكل يومي ألا وهي مسألة الموضوعية في التقييم ..
وتابع سماحته إن القاعدة القرآنية التي تؤكد إن الإنسان على نفسه بصيرة، هي التي تحدد من هو الذي له الحق أو عليه الحق وإنه أمام نفسه يعلم حقيقة نفسه وحقيقة ما فعل ولو يأتي بشهود على خلاف ذلك في داخله يعلم انه مزيف للحقائق، مطالبا بالتقييم الموضوعي للأداء السياسي بعيدا عن الإطراء والمديح والتلميع من الآخرين.
وأضاف إن تقييم الأداء وكما جاء في عِلم المنطق من البديهيات حيث إن الإنسان عندما يواجه مشكلة يشخص المشكلة ثم لا بد أن يعرف نوع المشكلة حتى يبدأ بعلاجها .. واستطرد قائلا: لا شك ولا ريب إن هناك منجزا ما ولكننا عندما نريد التكلم عن تجربة إنما نريد أن ننهض بالواقع وننهض بالبلد خصوصا عندما تكون هذه الكيانات تحمل شعاراً يحمل بين طياته الوطنية.
وقال سماحته في نفس المضمار السابق نحن بحاجة إلى التقييم الهادئ والموضوعي ولاسيما في التجربة القادمة، معللا: أنا لا أقول إن تجارب الأمم ليس بها أخطاء بل على العكس فالإنسان يتعلم من أخطاءه وليس عيبا على الإنسان أن يخطئ بل العيب أن يبقى على خطأه ويصر عليه .. معتقدا إن على الكيانات السياسية وكل من يتصدى للعملية السياسية أن تبين تجربتها وعليها أن تجلس مع الآخرين لغرض أن ننهض على المستويات كافة ..
وأشار السيد الصافي إلى الإعلام بأنه يؤثر وبشكل مستمر خصوصا عندما يسلط على أشياء تستفز المواطن وعلى أشياء تتعب المواطن ، من قبيل التقارير التي تحكي عن نقص الخدمات أو الأموال العامة إلى أين ذهبت؟! .... هذا الوضع يجعل المواطن دائماً في حالة من التساؤل ... نعم نحتاج إلى أن نسلط الأضواء على أشياء تجعل المواطن حقيقة يفرح .. لا نكذّب عليه .. لكن من حق المواطن أن يرى هذا البلد العملاق بلد الخيرات والثروات والعبر والكفاءات، من حقه أن يسأل أين انتهى بنا الحال؟! .. هذا ليس وظيفة المواطن بقدر ما هي وظيفة الإخوة في الكيانات السياسية ..
وعن الملايين المتوجهة صوب كربلاء المقدسة لأداء مراسيم أربعينية الإمام الحسين عليه السلام أكد ممثل المرجعية الدينية العليا نحن نشجع على شد الرحال لزيارة الإمام الحسين ( عليه السلام) وأيضا نشجع على تجديد العهد مع الإمام الحسين ( عليه السلام) ومع الإمام السجاد ( عليه السلام) في زيارة الأربعين ولعل هذه الزيارة هي أضخم تظاهرة دينية يشهدها المسلمون .. وذكر سماحته بعض الملاحظات بشأن هذا الحدث التاريخي السنوي المتجدد:
1- أرجو من جميع الاخوة الزائرين وخصوصا أهل المواكب الأعزاء أن يتقيدوا ببعض المعلومات الصحية وان يبذلوا الوسع في خدمة جميع الزائرين وعلى الإخوة الزائرين الأعزاء خصوصا الذين يأتون مشياً على الأقدام أن يتأملوا في شخصية من قصده ألا وهو الإمام الحسين ( عليه السلام) ) وان يقرأوا كتيبا أو كراسا في الطريق أو يرددوا زيارة الإمام الحسين ( عليه السلام) أو يجلسوا مجموعة من الشباب ويتفاعلوان مع قضية الإمام الحسين ( عليه السلام) فتعطيهم هذه الرحلة فرصة للاستفادة من بركات ثورته الخالدة ..
2- الالتزام بمواعيد الصلاة في أوقاتها .. فالإمام الحسين ( عليه السلام) في شدة المعركة وقف للصلاة .. وأيضا أخواتنا الزائرات أن يلتزمّن ويعرفن القصد والذهاب إلى كربلاء وهو لهدف فليست رحلة المشي رحلة استئناس بقدر ما هي رحلة تعبد .. لذلك عليهن التدبر في قضية الحوراء زينب (عليها السلام) وما مر عليها وما أظهرت للعالم من بطولة ورباطة جأش في واقعة الطف بمنتهى الحشمة والوقار الذي جسدته شخصية زينب (عليها السلام) في أحنك الظروف وبلا شك هذا لابد ان ينعطف على كل أخواتنا الزائرات ..
3- أوصي باليقظة والحذر والانتباه فحقيقة بعض الأعداء لا دين ولا عقل ولا شيمة ولا كرامة ولا انسانية له، وأنه بعيد عن أي فضيلة من الفضائل فهو لا ينتمي إليها .. مثله مثل الذين قتلوا الحسين ( عليه السلام) الذين تجردوا من كل شيء حتى من العروبة، فالعرب كان عندهم حالات من الشيم بيد أن الأعداء في واقعة الطف قد تجردوا عنها، ومن هم على شاكلتهم في الإجرام قد يأتي بدم بارد في موكب حسيني يتجمع على طعام أو عزاء ويفجر نفسه في وسط الإخوة الأعزاء .. وبصراحة عندما تكون المسيرة أكثر من 12 مليون شخص وبهذه الطريقة العفوية ما هي الوسائل التي يمكن أن تحمي بها هذه الجموع ؟!! وحماية هذه الجموع هي مسألة خارج إطار المحسوسات وخارج إطار أن نمنع أو لا نمنع... ورصد الزائرين بهذه الطريقة الدنيئة ليست فيها أية شجاعة أين الشجاعة أن يفجر المجرم نفسه وسط ناس عزّل وأبرياء؟!... فالقضية مبنية على لحى طويلة ومبنية على همجية فهم كالحيوانات أو أضل سبيلا وهم خارج نطاق الإنسانية ... وتبقى أرواح الاخوة المؤمنين عزيزة وتبقى أرواح أطفالنا وإخواننا وشيوخنا ونساءنا عزيزة علينا جمعيا، وعلينا قدر الإمكان توخي الحذر فالأعداء يكيدون لنا وان شاء الله يجعل كيدهم في نحورهم ويخزيهم في الدنيا والآخرة ..
4- الرجاء من الإخوة في الفضائيات أن يسلطوا الضوء على هذه الظاهرة الفريدة فلا توجد مدينة في العالم أن يأتيها عدد بهذه الطريقة ولا توجد مدينة طريقة الممارسة الدينية فيها بهذه الطريقة سواء من عدد الزائرين أو بذل الطعام أو تفنن أهل المواكب في خدمة الزائرين كما هو مشاهد في الطرق المؤدية إلى كربلاء قبيل الأربعين الحسيني.
5- على الإخوة المسؤولين على الحدود والمنافذ الحدودية والمطارات أن يسهّلوا مسألة الزيارة فلا نرضى إطلاقا وجود عقبات أمام الزائرين من خارج العراق ..
موقع نون خاص
https://telegram.me/buratha