في اجراء أمني للحد من وصول السيارات المفخخة الى المناطق السكنية قامت القوات العراقية بحفر خنادق واقامة سواتر ترابية حول القرى التابعة لقضاء تلعفر ، الاجراء الذي لقي ترحيبا من بعض سكان القرى، أثار قلق آخرين من ان يؤدي الى تقسيم القرى على اساس طائفي مشيرين الى ان عملية اقامة سواتر وخنادق لا تكفي وحدها للحد من أعمال العنف .
وعبر عبد الحبيب محمد، متقاعد من تلعفر 55 سنة، عن عدم قناعته بذلك الاجراء، وقال ل (أصوات العراق) الأربعاء ان "ما تقوم به القوات العراقية من حفر خنادق واقامة سواتر ترابية حول القرى، لا يمكن ان يكون الحل الوحيد لحماية اهالي تلعفر من الهجمات المسلحة، لأن الجماعات المسلحة استطاعت اجتياز هذه الحواجز في مناطق أخرى ونفذت عملياتها".
واضاف محمد ان "الأهم هو يقظة عناصر الأمن وتطوير امكاناتها وتوفر المعلومات الاستخباراية وتعاون المواطنين مع الأجهزة الأمنية"، منوها "اذا لم نقم بذلك فان الحواجز وحدها لن تمنع وقوع الانفجارات".
لكن سليمان محراب، معلم 40 سنة، بدا أكثر ترحيبا بالاجراء، وقال ل (اصوات العراق) "ستساعد عملية حفر الخنادق ووضع السواتر الترابية في منع أو خفض الهجمات الانتحارية بالسيارات". الا ان محراب عبر عن قلقه من ما وصفه "التأثيرات النفسية والاجتماعية الخطيرة للحواجز على المواطنين"، مضيفاً "هذه الخنادق والسواتر الموضوعة حول القرى ربما تكون حاجزاً بين الشرائح الاجتماعية المختلفة، لأنها أشبه ما تكون بجدار فصل طائفي ـ قومي حيث تفصل القرى بعضها عن بعض على خلفيات طائفية وقومية".
بيما قال مسلم علو، كاسب 29 سنة، ان "المجاميع المسلحة بدأت باستهداف القرى على خلفية انتمائها الديني والقومي كونها (تركمانية شيعية) والإجراء الذي قامت به السلطات المحلية في تلعفر سيكون له نتائج ايجابية، حيث سيكون لكل قرية منفذ ومخرج واحد يمكن السيطرة عليه"، مستدركاً "لكن ذلك لا يكفي لوحده بل ينبغي زيادة عناصر الأمن وتوفير أجهزة للكشف عن المتفجرات".
وتابع علو "ارى ان اقامة الحواجز شيء مفيد رغم ان ذلك يؤثر سلباً على حركتي ككاسب وعلى رزق عائلتي". من جهته أيد أحد قادة الأجهزة الأمنية عملية اقامة الخنادق والسواتر حول القرى حفاظا على أرواح المواطنين بعد العمليات الانتحارية التي شهدتها عدة مناطق في مدينة الموصل والتي خلفت عشرات القتلى والجرحى.
وقال آمر الفوج الأول في شرطة طوارئ تلعفر العقيد حسين خضر جمعة ان "هذه الإجراءات وقتية ونرجو من المواطنين تحملها فهي من اجل مصلحتهم وحمايتهم من اية هجمات محتملة"، مشيرا الى "عدم اقتصار حماية القرى على اقامة السواتر الترابية وشمولها باجراءات أخرى"، رافضا الكشف عن طبيعة تلك الاجراءات الاضافية.
https://telegram.me/buratha