توفي يوم الجمعة الماضي، في أحد المستشفيات الأردنية بالعاصمة عمان، طه محي الدين معروف، نائب الطاغية المقبور صدام حسين، إثر إصابته بمرض عضال. وكان معروف، مواليد 1924، عضوا قياديا في الحزب الديمقراطي الكردستاني، في عهد الزعيم الكردي الراحل ملا مصطفى بارزاني، إبان الستينات، لكنه انضم إلى حزب البعث مطلع السبعينات، غداة اندلاع الثورة الكردية بزعامة بارزاني، وأصبح نائبا للطاغية المقبور ولكن بشكل صوري ومجرد من كل الصلاحيات.
وبعد انهيار النظام السابق، سلم معروف نفسه إلى حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، بزعامة الرئيس جلال طالباني، حيث نقل إلى مسقط رأسه في محافظة السليمانية، وأسكن بعيدا عن أنظار الناس، في منزل تابع للإدارة المالية في الاتحاد الوطني بقصبة دوكان السياحية، 70 كلم غرب السليمانية، وحظي برعاية خاصة، حيث كان خادمه الشخصي منذ العهد السابق الملقب بـ«أبي عمر» وزوجته يتوليان رعاية معروف في ذلك المنزل، الذي ظل محاطا بحراسة خاصة، ولم يسمح لأي شخص أو أي صحافي بزيارته طوال إقامته فيه منذ ربيع عام 2003 وحتى ربيع 2009، حيث نقل «سرا» بطائرة خاصة في إحدى الليالي إلى العاصمة الأردنية عمان لتلقي العلاج، بعد أن اشتد عليه المرض العضال.
وكان معروف المطلوب رقم (9) ضمن قائمة المطلوبين أميركيا من رموز النظام السابق، وقد أعتقل من قبل القوات الأميركية بعيد سقوط بغداد عام 2003، لكنها أطلقت سراحه بعد فترة وجيزة، لعدم ثبوت ضلوعه في أي من الجرائم التي يحاكم عليها أركان النظام السابق.
يذكر أن معروف ينحدر من أسرة ثرية جدا في السليمانية، وتمتلك أراضي زراعية شاسعة على مشارف المدينة من الجهة الجنوبية، ولم يتزوج معروف في حياته لأسباب مبهمة، مثلما لم تتزوج شقيقاته. وفيما أشارت مصادر إلى أنه من المقرر نقل جثمان معروف إلى السليمانية ليدفن في مقبرة أسرته، تحدثت مصادر أخرى في الأردن عن أنه تم نقل جثمانه مساء السبت إلى أربيل جوا من مطار الملكة علياء الدولي.
وقالت مصادر طبية إن معروف أدخل المستشفى قبل نحو أسبوعين وكان يعاني من مرض السرطان في حنجرته أفقده القدرة على النطق والأكل. وقد حضر إلى عمان من كردستان بصفة شخصية للعلاج حيث تدهورت صحته في الآونة الأخيرة، الأمر الذي أفقده النطق والقدرة على الأكل، وفتحت له فتحة في الصدر للتنفس والأكل بواسطة أنابيب. من جانبه، قال مسؤول أردني إنه لم يتم التنسيق بصورة رسمية بين الحكومة الأردنية والعراقية من أجل معالجة معروف وقد دخل البلاد بصفة شخصية بتأشيرة عادية من أجل العلاج.
https://telegram.me/buratha