نحمد الله تبارك وتعالى على سلامة جميع الزائرين وفي نفس الوقت أحب أن اشكر كل من ساهم في إنجاح هذه الزيارة المباركة من الجهات الرسمية والمحلية وكذلك الجهات الأمنية المتمثلة بالجيش والشرطة وقوى الأمن وكذلك الجهات الخدمية وأيضا نشكر الجهات الصحية التي بذلت جهودا كبيرة في هذه الزيارة وكذلك الجهات غير الرسمية من المنظمات الجماهيرية والأهالي الكرام وجميع الإخوة من منتسبي العتبات المقدسة في كربلاء والكاظمية والإخوة المتطوعين وأصحاب المواكب والهيئات الحسينية وجميع الأحبة بلا استثناء الذين وقفوا وساعدوا وقدموا الخدمات كالذين تبرعوا بالمال والثلج والطعام فشكرا لكل من ساهم في إنجاح الزيارة الشعبانية لهذا العام...
هذا ما استهل به خطبته الثانية ممثل المرجعية الدينية العليا سماحة السيد احمد الصافي أثناء صلاة الجمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في الخامس عشر من شعبان 1430هـ الموافق في 7-8-2009 م، وأضاف إنه قد بذلت جهود كبيرة في هذه الزيارة لمعلومة وردت لهم عن إصابة بعض الزائرين بأنفلونزا الخنازير، وشدد على عدم التسامح ولاسيما بعد ظهور المرض وهو يجد الأرض الخصبة في الأعداد الكبيرة المكتظة في هذا المكان، ومع تحذيرات جهات الصحة عن خطورة هذا المرض وضرورة الوقاية منه حيث إن العالم اليوم يعاني منه وأصبح وباءا امتد إلى أكثر من قارة.
وذكـّر سماحة السيد الصافي إن هذا الأمر متوقعا نتيجة الزحمة ونتيجة الزيارات أو وصول الكثير من الزائرين من الخارج وهذه مسالة طبيعية وهي تنتقل عن طريق العطاس أو ما شابه ذلك، ولكن الجهات الصحية بالرغم من اتخاذها إجراءات قوية وصارمة ونحن نحييهم ونشد على أيديهم فإنها مطالبة ببذل المزيد ومطالبة بأن تتهيأ بشكل اكبر وأكثر وان توفر العلاجات والمختبرات بشكل سريع.
وأوصى ممثل المرجعية الدينية العليا الإخوة السياسيين في العراق بعض الوصايا التي قال بشأنها إن قبلوها منا فبها ونعمت وان لم يقبلوها فنحن ليس علينا إلا أن نؤدي وظيفتنا وهي:
1- الاهتمام بالخطاب الهادئ وغير الاستفزازي سواء كان ذلك في وسائل الإعلام أم في الجلسات العامة.
2- التركيز على بث الروح الوطنية في الناس والاهتمام بالوطن وهذا لا يمكن أن يتم إلا إذا كان نفس الشخص السياسي متحلياً بهذه الروح صادقا مع نفسه محبا لوطنه ولشعبه بعيدا عن الشعارات الفارغة.
3- أن يحاول الإخوة الساسة جاهدين في زرع الأمل في نفوس الشعب من خلال توفير الخدمات التي غابت عن الناس وأصبح الناس يائسين منها لفترات طويلة كالكهرباء مثلا أو توفير فرص العمل للعاطلين وما أكثرهم.
4- الحضور الميداني للإخوة الساسة مع الشعب وفي مناسباتهم ومشاركتهم معاناتهم والوقوف على احتياجاتهم بشكل شخصي ليتسنى لهم الاطلاع الكامل والرؤية الواضحة.
5- على الإخوة الأعزاء الذين يسافرون خارج العراق سواء في مهمة رسمية أو شخصية أن يتحدثوا بروح عراقية فالمسؤول العراقي هو للعراق جميعا لا لحزب خاص أو فئة خاصة وما أجمل الثقة بالنفس عندما يتحدث المسؤول بها معبرا عن انتمائه لهذا الوطن العزيز بالإضافة إلى مبادئه وقيمه الأخرى.
وفي الختام اعتبر سماحة السيد الصافي إن هذه المناسبات الكبيرة والكثيرة التي يحضر فيها هذا العدد الكبير من أعداد الشعب العراقي إنما هي مدعاة لحضور جميع المسؤولين فيها، ما يجعل المسؤولين أكثر تحسسا لمعاناة المشاركين في تلك المراسم وبشكل واضح، مبينا إننا وفي هذه الفترة بدأنا نعدّ العد التنازلي لانتهاء هذه الحقبة والانتقال إلى حقبة أخرى متمثلة بالانتخابات والوضع السياسي الجديد فلابد أن يتفاعل جميع المسؤولين مع مطاليب الشعب العراقي، وانه لا يطلب المستحيل وإنما يطلب رفع معاناة جثمت على صدره سنين عديدة، وهو مع كل ما من شأنه أن يلبي هذا الاحتياج، وهو مع النزيه ومع الكفوء ومع الوطني والمخلص في سبيل أن نبني هذا البلد إن شاء الله تعالى بناءًِ صالحا وحقيقيا.
موقع نون خاص
https://telegram.me/buratha