متابعة : سامي جواد كاظم
كشف المحلل السياسي الاستقصائي وين ماديسون، المقيم في واشنطن، وكاتب العمود في صحف ميامي هيرالد، وهيوستن كرونيكل، وفيلادلفيا انكوايرر، ومواقع كاونتر بنج، وكورب ووج، وأونلاين جورنال، وغيرها أنّ الولايات المتحدة ((استوردت)) المتمردين الأفغان لمصلحة (القاعدة في العراق). وقال إنه علم من مصادر استخبارية خدمت سنة 2007 في قاعدة (طليل) الجوية في العراق، المعروفة لدى الجيش الأميركي باسم (Camp Adder) والتي كانت تُسمّى من قبل قاعدة الإمام علي الجوية واحتلتها القوة الجوية الأميركية في وقت مبكر، علما أن أجهزة المخابرات الأميركية استوردت (مرتزقة أفغان) لدخول العراق بهدف مهاجمة المدنيين، وأفراد الجيش والشرطة العراقيين، وكذلك مهاجمة قوات التحالف، بضمنها جنود الجيش الأميركي. وأوضح أن هؤلاء المرتزقة الأفغان جُنّدوا من قبل زعماء في طالبان، ودفعت لهم مبالغ ضخمة كنتيجة لـ(خدماتهم) في العراق.
وأماط ماديسون اللثام عن علمه أن الشرطة العراقية أوقفت خلال سنة 2007، شاحنة تسحب مقطورة (تريله) طولها 40 قدماً فوق جسر الكرادة ببغداد. وعندما فحص ضباط الشرطة العراقيون مقطورة الشاحنة، اندهشوا لاكتشافهم بين 30 إلى 40 أفغانياً من عناصر طالبان. لقد قيل لهم إنهم جلبوا إلى العراق من قبل الولايات المتحدة الأميركية، وكـُلفوا بمهمة إثارة المشاكل والفتن في العراق، والتي وصفت معظمها من قبل الجيش الأميركي بأنها (أعمال مريبة) يقوم بها تنظيم القاعدة الجهادي في بلاد الرافدين، والتي تُشتهر على نطاق واسع باسم (القاعدة في وادي الرافدين)!. وكان القادة العسكريون الأميركان الموجودون ساعة اكتشاف الشاحنة قد أمروا الشرطة العراقية بالسماح للمتمردين الأفغان بمغادرة جسر منطقة الكرادة من دون أية إعاقة.
لقد عملت خلية طالبان في العراق -كما يبدو للمحلل السياسي- بموجب خطة سرية بغطاء أميركي لمواجهة خلايا جيش المهدي التي كانت تزرع القنابل في طرق القوات الأميركية. وفي 9 نيسان سنة 2009، علم ماديسون من مقاول عسكري خاص سابق مع الجيش الأميركي في العراق أن الولايات المتحدة كانت تعرف بالضبط هويات صانعي القنابل، وأرقام تلفوناتهم الخلوية ممن يعملون مع جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر. ويقول أديسون إن خلايا القنابل كانت مسؤولة عن تفجير الكثير من القنابل التي استهدفت السُنّة وجنود قوات التحالف، بضمنهم الأميركان. ويؤكد أن فشل الجنرال ديفيد بيتريوس، وجورج كيسي لعمل شيء ضد خلية صنع القنابل، كان يهدف إلى عدم تعريض اتفاقية تمديد اتفاقية الشهور الستة لوقف إطلاق النار بين قوات التحالف متعددة الجنسيات، وبين الميليشيات الشيعية سنة 2006.
ويقول إن واحدة من خلايا صناعة القنابل كان موقعها في منطقة الكرادة ببغداد، وهي المنطقة نفسها التي أوقفت فيها الشاحنة من قبل الشرطة العراقية. لقد حصل المحلل السياسي الأميركي على قائمة -بجزءين- وصلت الى السلطات الأميركية من قبل خلية قنابل الكرادة. ولم تتخذ الاستخبارات الأميركية أية إجراءات بصدد ذلك، كأن تخبر جنود الجيش الأميركي لإعاقة عملية صنع القنابل التي تقوم بها المجموعة الشيعية شبه العسكرية. وفي الترجمة الإنكليزية لخلية صنع القنابل ذكر أحدهم الآتي: إسمي (فاضل سليم ناجي) في منطقة الجادرية 92343، بغداد، ورقم الموبايل 07901289687. كنتُ قبل سنة 2003 عضواً في حزب البعث، و(منسّقاً) للحكومة العراقية مع الحكومة الإيرانية. ومنذ ذلك الوقت أعمل مع الحكومة الإيرانية بالتنسيق مع جيش المهدي. كان دوري تسلم الأموال لشراء أسلحة هذا الجيش من الاستخبارات الإيرانية، وتقديم طلبات الأسلحة. وموقع اجتماعي مع الإيرانيين، كان عند نقطة حدودية قريبة من مدينة ماراغين (Maraghen) الإيرانية....وكنت أتلقى أوامري دائماً من مدينة الثورة القريبة من الكرادة، وفيها كنت أجري اتصالاتي بزعماء جيش المهدي.
أما (عقيل سلام حامد) الملقب بـ(الإيراني) والذي يقيم في منطقة الجادرية ببغداد، فكان يعمل مع أخيه (حسين سلام حامد) وكلاهما مسؤولان عن صنع القنابل وتدبير أدوات زراعتها. ورقم هاتفه الخلوي (0770266185) والرقم الأرضي (7786495). وحسين مسؤول عن حساب المركبات العسكرية في منطقة الجادرية، وهو ضابط التخطيط الرئيس في تحديد الأهداف والبنايات والطرق التي يتم زرع القنابل فيها، وبضمن ذلك المتفجرات اللاصقة البلاستيكية التي تستخدم لمهاجة الخصوم في أغراض شتى. لقد صنع مؤخراً القنبلة التي جرى تفجيرها في محل مرطبات بشارع الجادرية. أما رقم هاتفه فهو 07803411480.
ويذكر ماديسون أسماء (فاضل دبوس) و(باسم حيدر) و(سالم) الاسم الأخير يُذكر مشفوعاً بالرقم 23، وكان سالم قد أخبر من قبل حسين حامد أن أمامه ثلاثة أيام لترك عمله أو أنه وأفراد عائلته سوف يقتلون. وأوضح ماديسون أن رقم الهاتف الخلوي لفاضل 07906761723 في مدينة الثورة (يقصد مدينة الصدر) وكان قد تلقى مكالمتين من حسين حامد في 23-10-2007 و في 11-10-2007. كما جرى تهديد زوجة فاضل دبوس من قبل حسن حامد أمام مبنى مدرسة خولة بن الأزور في الجادرية.
وقال إن (راند بدري) المعلمة المشرفة في المدرسة قتلت قبل أسبوع من قبل حسين سالم حامد، والذي قتل أيضا والدها المدير في المدرسة. ويبين المحلل السياسي أن هناك زعيماً آخر في جيش المهدي اسمه (فاضل) يحمل الهاتف الخلوي ذي الرقم 07801657566.
وأوضح أن منطقة زيونه ببغداد، كانت (موقع عمل اغتيالات يقوده حسين حامد) وبرقم الهاتف الخلوي 07902272814. وكشف أن السيارة BMW المرقمة 26888 بيضاء اللون، استخدمت لنقل عناصر الميليشيات من نقطة الحدود التي سبقت الإشارة إليها. وأورد ماديسون في تقريره اسم (سعيد حامد) الذي يستخدم رقم الهاتف الخلوي 07902272814 أيضاً باعتباره (الجهاز التنفيذي) للعمليات التي يأمره بها حسين حامد، وهو مسؤول أيضا عن عمليات القتل والتفجير في المنطقة.
ويخلص المحلل السياسي من تفاصيل تقريره الى القول إن استعمال قوات العمليات الخاصة الأميركية، ووكلاء الاستخبارات الأميركية السريين لعناصر إرهابية من مقاتلي طالبان الذين يجلبونهم من أفغانستان، ولعناصر من متمردي جيش المهدي لتصعيد العنف الطائفي والعمليات الإرهابية في العراق يمثل حتى الآن (انتهاكاً صارخاً لمعاهدات واتفاقيات وقوانين مناهضة الإرهاب المحلية والدولية) مارسته إدارة (بوش-تشيني).
وأضاف قوله: في حالة استعمال مقاتلي طالبان لتنفيذ هجمات ضد قوات التحالف الذي قادته الولايات المتحدة، وضد الأهداف العراقية، ووضع اللوم على (القاعدة في وادي الرافدين) فإن إدارة (بوش-تشيني) تثبت مجدّداً أن (القاعدة) صناعة أميركية، وتلقي هذه الحقيقة المزيد من الضوء على تنسيق هجمات 11 أيلول الإرهابية مع الإدارة الأميركية.
https://telegram.me/buratha