اتفق المشاركون في الاجتماع الثلاثي الذي عقد، الأحد، بمنتجع دوكان بمحافظة السليمانية، بين رئيس الجمهورية جلال الطالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني على وضع جداول وآليات لمناقشة الخلافات واستئناف المحادثات ببغداد بين حكومة كردستان والحكومة الاتحادية.
وقال رئيس الجمهورية جلال الطالباني في مؤتمر صحفي مشترك مع المالكي والبارزاني حول زيارة المالكي إلى كردستان "إن زيارة رئيس الوزراء إلى الإقليم ستمنح مزيداً من التشويق للأطراف المختلفة للعمل معا على تنفيذ الاتفاقيات الموجودة، وهي خطوة كبيرة ومقدسة في موضوع العلاقات بين الإقليم وبغداد وأيضا بين أحزابنا الثلاثة".
من جانبه، قال رئيس الوزراء نوري المالكي إن "التحديات التي تواجه العملية السياسية هي مدعاة للمزيد من الانفتاح واللقاءات الأخوية ومد يد جميع المكونات بعضها للبعض الآخر"، معربا عن تفاؤله بهذا اللقاء وقال "اتفقنا على أن يستمر على مستوى القيادات والمكاتب السياسية واللجان الفنية".
وحول نتائج اجتماع اليوم، قال المالكي إنهم "اتفقوا على يبدأ فريق ابتداء من هذه الليلة بوضع جداول وآليات حول كيفية بحث المواضيع والخلافات الموجودة بين إقليم كردستان والحكومة الاتحادية"، مضيفاً " كما تم الاتفاق على أن يقوم وفد من حكومة الإقليم ونتمنى أن يترأسه رئيس الحكومة إلى بغداد لاستئناف المباحثات".
وأعتبر المالكي "وجود الخلافات بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان طبيعيا" مشيراً إلى "وجودها حتى بين أعضاء الحكومة والمحافظات، وقال إن "الاختلاف في وجهات النظر موجود ليس مع حكومة الإقليم وإنما في داخل الحكومة ومع المحافظات وبين المحافظات، وأنا اعتبرها طبيعية لأننا بصدد بناء دولة على أنقاض دكتاتورية ونظام مركزي حديدي".
وتابع "لذلك عندما تقع بعض الخلافات يجب أن لا نتشاءم ونعتبر إن الخلافات ستؤدي إلى إسقاط العملية الديمقراطية والانجازات التي حققناها، نحن نتفق في المساحات الأكبر وإذا كانت هناك مشكلات فهي في التفاصيل والمساحات الأصغر، والتي اتفقنا على حلها اليوم".
وحول المادة 140 من الدستور قال المالكي "بالنسبة للمادة 140 هي مادة دستورية وهناك لجنة تتابع تنفيذها ونجحت اللجنة في عملية التطبيع وبقيت عملية الإحصاء والتعداد، والعمل مستمر فيها، وهناك مشروع حل مقدم من الأمم المتحدة يقوم الأخوة في حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية بمناقشتها".
وأضاف "طالما هي مادة ضمن الدستور فهي ضمن مبدأ التزام السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية بالتعامل معها وتذليل الصعوبات في طريقها"، مبيناً "الهدف النهائي هو إيجاد حل يحفظ تماسك مكونات الشعب العراقي ووحداته الإدارية ومحافظاته في إطار الدولة العراقية".
ورداً على سؤال بشأن تأييده لتنفيذ المادة 140 من الدستور من عدمه، حتى لو أدى تنفيذها إلى انضمام كركوك إلى إقليم كردستان، رد المالكي "كردستان جزء من العراق وليس من دولة أخرى، أنا مع كل فقرة وردت بالدستور سواء أيدها أو اعترضها عند وضع الدستور، لأن الدستور الحالي هو الذي صوت عليه الشعب العراقي ونحن في السلطة التنفيذية أمام مسؤولية الالتزام بالدستور".
أما رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني فرد بالنفي على سؤال حول تشدده في مواقفه إزاء العلاقة مع بغداد، مبيناً "المرونة كانت ولا تزال موجودة، لم نكن متشددين في يوم من الأيام".
وكان رئيس الوزراء نوري المالكي قد وصل صباح امس الاحد الى مطار السليمانية يرافقه وفد رفيع المستوى متكون من وزير الخارجية هوشيار زيباري وعدد من المسؤولين واعضاء بمجلس النواب العراقي حيث كان باستقباله الرئيس الطالباني ونائب رئيس الوزراء برهم احمد صالح ونائب رئيس الاقليم كوسرت رسول علي.
وذكر مصدر مقرب من رئاسة الجمهورية لوكالة أن اللقاء الثلاثي بين رئيس الجمهورية جلال الطالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني في السليمانية سيتناول المسائل العالقة بين بغداد وأربيل ومواضيع هامة اخرى.
https://telegram.me/buratha