تظاهر المئات من المزارعين والفلاحين أمام مبنى محافظة النجف، امس لمطالبة تركيا وايران وسوريا بإطلاق الحصص المائية المخصصة للعراق وفق القوانين الدولية، محذرين من عدم الاستجابة لمطلبهم. ودعا المتظاهرون في بيان لهم الرئاسات الثلاث الى الضغط على الدول التي تنبع منها المياه وتمر عبرها لإطلاق النسب المقررة للعراق من المياه وفق المعاهدات الدولية،
وقال المتحدث باسم المتظاهرين حسين وحيد العيساوي إن "المتظاهرين خرجوا احتجاجا على حجب الدول التي تنبع منها المياه وتمر عبرها لحصة العراق المائية مما تسبب بانخفاض مناسيب المياه في نهري دجلة والفرات وتضرر الأراضي الزراعية في العراق"، لافتا الى "إنشاء تركيا وإيران وسوريا لعدد من السدود التي حجبت المياه عن العراق".
ورأى العيساوي أن هذه الدول "متجاوزة على الاتفاقات الدولية والأعراف الخاصة بتنظيم حصص المياه بين الدول المتشاركة في مصادر المياه"، مضيفا "الشعب العراقي يتعرض إلى إرهاب دولي جديد يفوق ضحايا التفجيرات عبر العبوات الناسفة والسيارات المفخخة".
من جهته قال عباس العبودي، وهو أحد الفلاحين الذين شاركوا في التظاهرة، إن شحة المياه "اضطرتنا إلى حفر آبار في البيوت لاستعمالها في السقي والشرب"، داعيا الحكومة العراقية الى التحرك للضغط على دول الجوار لايجاد حل للمشكلة.
فيما طالب رئيس اتحاد الجمعيات الفلاحية في النجف احمد سوادي حسون الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة والاتحاد الأوربي بـ"التدخل السريع وبشكل فعال لإيقاف حملة الإبادة الجماعية التي يتعرض لها العراقيون بسبب أزمة المياه".
وقال حسون "مواشينا ومزروعاتنا ماتت جراء شحة المياه، والعراق على أبواب كارثة طبيعية تأخذ شكل القتل الجماعي لعدم توفر المياه الكافية للزراعة وحتى للشرب". واصدر المتظاهرون بيانا طالبوا فيه الرئاسات الثلاث في حال امتناع سوريا وإيران وتركيا عن إطلاق النسب المقررة من المياه بـ"تجميد العلاقات بكافة أنواعها".
يذكر ان العراق يمر منذ سنوات بحالة جفاف أثرت الى حد كبير على بنيته الزراعية وأدت الى هجرة مئات المزارعين لحقولهم وقراهم والتوجه الى المدن، ويقول المختصون في مجال الزراعة والبيئة ان المساحات الباقية من اراضي العراق مهددة بالتصحر نتيجة الجفاف وانخفاض كميات المياه الواصلة الى البلاد والتي ادت الى تراجع الزراعة.
و تقدر وزارة الزراعة ، وفق تقرير لصحيفة لوس انجلس تايمز الامريكية نشر الخميس، ان 90% من الاراضي العراقية الآن هي اما صحراء او تعاني من تصحر شديد للغاية، وان المتبقي من الاراضي الصالحة للزراعة "يتآكل بنسبة 5% سنويا.
https://telegram.me/buratha