الديوانية - منتصر الطائي
تشهد الأسواق العراقية في معظم المحافظات رواجاً كبيراً لظاهرة البيع بـ "التقسيط" تزامناً مع توفر بضائع عربية وأجنبية غزت الاسواق بشكل ملفت غابت بوجودها البضائع المحلية.
وعد مختصون في الاقتصاد ان ظاهرة البيع بالتقسيط مفيدة للفرد العراقي الذي بات لا يكتفي بالصناعة المحلية ويريد ان يواكب حركة التطور بإقتناء الاجهزة والبضائع الالكترونية والكهربائية والسيارات المتطورة والحديثة.
وقال المتخصص في مجال الاقتصاد د. موسى عبد ان "ظاهرة التقسيط لا تقتصر على الفائدة النفع الذي تدره على الفرد العراقي (المستهلك) بل انها تدر بالنفع ايضا على التجار الذين تكدست في مخازنهم البضائع المستوردة، وان ارتفاع اسعارها لم يتح لهم بيعها بالشكل المطلوب".
واضاف " انه "في الوقت الذي استفادت العائلة العراقية وتجار البضائع المستوردة من البيع بظاهرة التقسيط فأنه في الوقت ذاته اثر ذلك على الصناعة المحلية فشهدت الكثير من المصانع والمعامل المحلية كسادها لهذا السبب".
التاجر عارف رسن احد تجار الاجهزة الكهربائية والالكترونية الذي اعتمد آلية التقسيط في تصريف بضاعته التي تكدست في مخزنه، قال "لا شك ان البيع بالتقسيط طريقة بيع ناجحة خدمت التاجر والمستهلك معا".
واوضح" ان "حركة السوق قائمة على نظام دفع وسحب، واحيانا يصيب الخمول السحب على بعض البضائع نتيجة لارتفاع اسعارها مثلا بسبب مناشئها ذات الجودة الكبيرة مقارنة بالبضائع المحلية هذا ان وجدت ومن خلال البيع بالتقسيط تمكنا من دفع خسائر محققة بتجارتنا فضلا عن تمكن المستهلك العراقي من شراء ما يحلو له، لان نظام الاقساط لا يحمله فوق طاقته دائما".
فيما اكدت المواطنة فاطمة عباس وهي موظفة على ملاك تربية الديوانية، انها جهزت بيتها الجديد بكافة الاجهزة الكهربائية والصحية عن طريق الشراء بالتقسيط.
وقالت "لم يكن بمقدوري تجهيز بيتي بالاجهزة المختلفة عن طريق الشراء نقداً وذلك لمحدودية دخلي الشهري، لكن مع التقسيط تمكنت من ذلك دون ان يؤثر ذلك على دخلي المحدود".
ويعتقد ابو عمر وهو احد تجار الجملة في الديوانية ان "التاجر يضطر احيانا ان يقبل بربح قليل عبر البيع بالاقساط تجنبا للخسارة الفادحة فيما لو بقيت البضائع مكدسة في مخازنه ، مبيّنا ان "ببيع السلع بالتقسيط قد لا تحقق للتاجر الارباح الكافية التي قد يحصل عليها فيما لو باعها واستلم الاموال مباشرة وبصورة نقدية".
من جانبه اكد المواطن مكي عمران ان "البيع بالاقساط فاشل دون ان يعي المواطن هذا الشيء". معللا ذلك بأن "الشراء بالتقسيط يضر بالمواطن دون ان يعلم".
ولفت" ان "ما يدفعه المشتري لسد قيمة القسط قد يستطيع من خلاله شراء سلعتين بدل الواحدة اذا جمع مبلغ الاقساط لان التاجر في كثير من الاحيان يحمل السلعة المباعة بالتقسيط اكثر من قيمتها بكثير".
فيما يعتقد الاستاذ في المعهد التقني في القادسية المهندس مهند الحسيني، وهو احد الاشخاص الذين يرفضون التعامل مع الية التقسيط، كاشفا عن السبب بقوله "ان نوعية السلع المعروضة بالتقسيط ذات نوعيات محددة وشبه مفروضة على المستهلك كما انها لا تمتاز بالجودة والمواصفات المطلوبة في الاسواق".
ولفت الى ان المواطن الذي يشتري بالتقسيط مضطراً على القبول بنوعية السلعة وسعرها المعروض لانه يدرك ان لا مجال امامه سوى التقسيط لشراء السلع الضرورية لسد حاجته".
https://telegram.me/buratha