بخلاف ما كان عليه الحال عند دخولها قبل ست سنوات، غادر آخر جندي بريطاني الأراضي العراقية الجمعة دون ضجيج، لتنهي بريطانيا بذلك تواجدها العسكري في العراق بشكل طوعي بعدما فشلت جهود بغداد ولندن لوضع اتفاقية أمنية تنظّم وجود الجيش البريطاني.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية إنها أتمت سحب جنودها باتجاه الحدود الكويتية، بالتزامن مع انتهاء العمل بالاتفاقية التي تتيح لهم البقاء في العراق الجمعة، ليبقى في بغداد ما لا يزيد عن 15 جندياً بريطانياً ضمن قوة لحلف شمالي الأطلسي "ناتو" تعمل على تدريب أجهزة الأمن المحلية.
وكانت القوات البريطانية قد نشرت في ذروة تدخلها العسكري في العراق عام 2003 أكثر من 46 ألف جندي من رجالها في ذلك البلد، قبل أن تتراجع الأعداد إلى أقل من 4100 جندي في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وصولاً إلى 150 رجلاً فقط خلال الأيام الماضية، كانوا يتمركزون بقاعدة صغيرة في البصرة جنوبي العراق.
ولم تشهد مدينة البصرة مراسم احتفالية بمناسبة الانسحاب البريطاني، الأمر الذي عزته وزارة الدفاع في لندن إلى واقع أن القوات البريطانية كانت قد أقامت احتفالات رسمية في مارس/آذار الماضي عند بدء الانسحاب، مضيفة أن وحداتها اكتفت بإنزال العلم وتسليم السيادة على القاعدة للقوات الأمريكية.
وكانت لندن قد ذكرت أن المفاوضات مع بغداد لوضع اتفاقية جديدة تتيح استمرار النشاط العسكري البريطاني في العراق مستمرة، وذلك من خلال البحث في أسس قانونية جديدة، في تطور يأتي بعد شهر على مغادرة القوات الأمريكية لمدن العراق بموجب ما تفرضه الاتفاقية الأمنية بين واشنطن وبغداد.
وبهذا الانسحاب سيكون العراق دون قوات بريطانية للمرة الأولى منذ ست سنوات، عندما تدخلت قوات تحالف دولي تقوده واشنطن إسقاط النظام المباد في مارس/آذار 2003.
وكانت القوات الأمريكية قد انسحبت من المدن العراقية في نهاية يونيو/حزيران الماضي، ليتمركز الجنود، وعددهم 131 ألفاً في قواعد عسكرية خارجها، على يُسمح لهم بالتدخل في العمليات العسكرية داخل المدن بالتنسيق والطلب من القوات العراقية.
ومنذ يناير/كانون الثاني سلم الأمريكيون أو أغلقوا أكثر من 150 قاعدة في أنحاء البلاد، على أن تسلم القوات الأمريكية نحو 300 موقعا في العراق تدريجيا إلى السيطرة العراقية، وذلك تمهيداً للانسحاب الأمريكي الكامل من العراق في 2011.
https://telegram.me/buratha