انعقد في وسط العاصمة البريطانية لندن بمؤسسة " الابرار الاسلامية" المؤتمر الثالث للحوار الاسلامي المسيحي تحت عنوان(البحث عن قضايا مشتركة بين المسلمين و المسيحيين). حيث أوصى المشاركون بضرورة خلق حالة من التنسيق لحوار عالمي بين الديانتين في البلدان العربية وغيرها، مع ضرورة محاربة القيم المنحرفة والتطرف المنتشر في العالم. و امتد المؤتمر على ثلاث جلسات، الجلسة الاولى حملت شعار " التحديات العالمية و الوسائل الدينية ". ادار الجلسة الدكتور سعيد الشهابي، و كان اول المتحدثين توفي بيرش و هو رجل دين بريطاني، و تركز حديثه حول الازمة الاقتصادية التي تواجهها البشرية في الوقت المعاصر، و كيف ان الازمة كانت بسبب اتباع الراسمالية التي تبحث عن المصلحة و المال فقط دون النظر الى الابعاد الاجتماعية الاخرى. فقد اكد ان الغرب يريد تحقيق نمواً اقتصادياً بأي ثمن حتى لو كان على حساب القيم و المبادئ، و بين ان الازمات الاقتصادية تاتي متلازمة مع ازمات البيئة، و العالم المعاصر لا يحترم البيئة، و ان البنوك والمؤسسات الاقتصادية تريد تحقيق الربح عن طريق الربا مما دمر اقتصاد العالم و جعلنا نواجه اكبر ازمة اقتصادية . بعد ذلك تحث طارق الديواني و هو اقتصادي مسلم، الذي عرف بنفسه و اعطى موجزاً لحياته، و كيف انه اطلع على الديانة المسيحية بسبب والدته و الاسلام لان والده مسلم، و كيف اصبحت لديه معلومات عن الديانتين، و بين كيف ان الاعلام يتجاهل المشتركات بين الاسلام والمسيحية بل ويركزعن نقاط الاختلاف و يثيرها في كثير من المرات،و عاب على المصارف الاسلامية المالية اتباعها طريق المصارف الاخرى و لكن بطرق مختلفة ،فالمصارف الاسلامية كما يقول هي طريق اخر لصناعة الربا و الربح، و اشار الى انه يجب علينا ان لا نسمح للمرابين بالاستمرار بممارسة اعمالهم التي تسببت بكل هذه الازمات للبشرية . اما الدكتور كمال الهلباوي الذي طرح بحثاً بعنوان " حضارة اللا توازن" ، و بين فيه ان في العالم المعاصر لا يوجد توازن بين القوة والعدالة ، و ان العالم متوجه ليكون امريكياً. و ان صياغة المستقبل هي مهمة عظيمة و صعبة ،ومن اجل تحقيقها يجب ان يتم هناك تعاون كبير بين المسجد و الكنيسة، و ان نبحث عن المشتركات بيننا، بل حتى البحث عن مشتركات مع الديانة اليهودية. و في الجلسة الثانية،التي جاءت بعنوان "الحالات الانسانية و الخبرة الدينية" تحدث فيها القس بيتر و هو شخصية لها تاريخ طويل في الحوار بين الاديان، القس تحدث عن مسؤولية الانسان في هذا الكون و ضرورة الحفاظ على البيئة ، و اكد على ضرورة ان يكون للانسان مبادئ يحافظ عليها و يعمل على نشرها و لكن يجب ان تكون متصلة بالرب. تحدث بعد ذلك منير شفيق المفكر الفلسطيني المعروف، الذي اكد ان الفكر الاسلامي يفتقر الى الفكر العميق عن النظام الرأسمالي العولمي، وهناك تبسيط شديد في فهم البنوك الربوية . و اما الدكتور راشد شاز و هو مفكر اسلامي هندي، فقد اكد على وجوب وجود شفافية في تعامل صندوق النقد الدولي و طالب كذلك للتحرك ضد النظام الاقتصادي الحالي. و في الجلسة المسائية و الاخيرة و التي كانت تحت عنوان "الخبرات الشخصية في اطار التعايش الديني"، حيث ادار الجلسة عبد الوهاب الافندي و اشترك فيها الاستاذ عبد المجيد القطمة والاستاذ جوليان بوند و الدكتور رودني شكسبير، حيث اكد الجميع على ضرورة التعايش بين اتباع الديانات فيما بينهم، و بحثوا النقاط المشتركة التي تجمع بين ابناء الديانات و تبادل المعلومات و الاستفادة من الكتب المقدسة لخدمة البشرية و التواصل الى حلول للمشاكل العامة لا سيما المشاكل الاقتصادية التي تواجه العالم. و قد تخللت الجلسات الثلاث من المؤتمر الذي استمر يوماً واحداً فترة من الاسئلة و الاجوبة و المداخلات من قبل الحاضرين. و في نهاية المؤتمر شكر الدكتور الهلباوي المشاركين و الحضور . و بعد نهاية المؤتمر لبى المشاركون في المؤتمر الاسلامي الاسلامي و الاسلامي المسيحي دعوة حجة الاسلام و المسلمين السيد مرتضى الكشميري وكيل المرجع الاعلى سماحة اية الله العظمى السيستاني في اوربا و امريكا و المشرف على مؤسسة الامام علي في لندن. و في مؤسسة الامام علي (ع) وهي مكتب الارتباط بالمرجعية العليا ، القى السيد مرتضى الكشميري كلمة اكد فيها بان مرجعية السيد السيستاني حريصة كل الحرص على فتح باب الحوار مع الاخر، و ذكر موقف اية الله العظمى السيستاني عند لقاءه مع وفد من الكرادلة الذين زاروا سماحة السيد ، حيث قال لهم " انتم اهل العراق "، ولهذا اصبحت المرجعية سداً منيعاً للعراقيين بكل فئاتهم و اديانهم المختلفة. و اشار الى ان مثل هذه المؤتمرات لها التأثير الكبير في فتح باب الحوار بين اتباع المذاهب و الديانات المختلفة، و انها تساهم بشكل مؤثر في تقليص فجوات الخلاف، و تمنى النجاح لمنتدى الوحدة الاسلامية في مسيرته لتوحيد صفوف المسلمين .