الأخبار

النص الكامل للقاء الذي أجرته فضائية "العربية" مع الرئيس طالباني

706 15:38:00 2009-02-02

اجرت فضائية "العربية"، عبر برنامج "بصراحة"، لقاءاً موسعاً مع فخامة رئيس الجمهورية جلال طالباني، الجمعة 30-1-2009 في مقر اقامته بالسليمانية، حول مستجدات الأوضاع السياسية على الساحة العراقية، فيما يلي نصه:

العربية: أهلاً بكم مشاهدينا في هذه الحلقة الجديدة من برنامج بصراحة، وهذا الأسبوع نستضيف الرئيس العراقي جلال طالباني والحديث يتركز حول انتخابات مجالس المحافظات التي ستنطلق يوم غدٍ وعن مجمل طبعاً القضايا التي تهم العراق والمنطقة على وجه الخصوص. مام جلال أولاً أشكرك وأرحب بك قبل أن أبدأ بالحوار السياسي أريد أن أطمئن ونطمئن المشاهدين عن صحة مام جلال هل يعني الإطلالة اليوم تدحض كل الشائعات والأقاويل التي دائماً تقول أن الرئيس طالباني ليس بصحة جيدة؟طالباني: أنا أشكرك جداً أخي وصحتي جيدة والحمد لله والشائعات المغرضة لا يمكن إنهاؤها، فحتى لو كنت حاملاً شهادات مستشفيات كبيرة بالعالم بأنني في صحة جيدة فالشائعات تستمر.

العربية: على كل حال نحن يعني نتأمل دائماً ونأمل أن تكون بصحتك ونشاطك الذي نعرفه ما شاء الله عليك يعني، أكثر من 14 ساعة عمل كل يوم.طالباني: أنا أشكرك لكني..

العربية: تفضل..طالباني: أنا مؤمن بالله، الأعمار بيد الله.

العربية: صحيح طبعاً، فخامة الرئيس يعني جرى تقليد كما كل ليلة انتخابات أن تطل وتوجه الرسالة إلى العراقيين، قبل أن أبدأ بموضوع الانتخابات وهي الانتخابات الثانية في العراق والتي نتمنى أن تحدث على خير وأن لا يكون هناك مشاكل أمنية لكن أريد أن أبدأ فخامة الرئيس أولاً برسالة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى العالم الإسلامي والتي وجهها عبر العربية مع الزميل هشام ملحم، كيف قرأت فخامة الرئيس هذه الرسالة؟ وهل ترى هناك فعلاً تغير في المفاهيم الأميركية تجاه المنطقة و العالم الإسلامي؟طالباني: أنا أعتقد أن مجرد وصول السيد باراك أوباما إلى البيت الأبيض هو تغيير وتغيير كبير وتأريخي، وأنا أعتقد أن لهجته الجديدة المفعمة بمشاعر الحوار والمودة تبشّر بالخير، وأن السيد أوباما عندما حلف اليمين لم يتردد من ذكر اسمه باراك حسين أوباما وهذه أيضاً في رأيي رسالة إلى العالم الإسلامي، أنه لا ينكر رابطته بالعالم الإسلامي لذلك أنا أعتقد أن رسالته تبشّر بالخير، ولكن هنالك مشاكل عديدة وعويصة لا بد للعالم الإسلامي أيضاً ولقادته من العمل من أجل تسهيل المهمة الشاقة لحل القضايا العالقة في العالم الإسلامي.

العربية: فخامة الرئيس ذكر الرئيس أوباما أنه أيضاً بصدد اتخاذ قرارات صعبة وكبيرة بخصوص العراق، وطبعاً الكل يعتقد أنه سينفذ الوعود التي وعد بها الشعب الأميركي خلال الحملة الانتخابية وهي انسحاب كبير لقوات التحالف أو للقوات الأميركية بالتحديد، هل تخشى من هذا الانسحاب؟ وهل تعتقد أن القرار الصعب هو انسحاب فوري من العراق؟طالباني: أنا لا أخشى من الانسحاب التدريجي الذي وعد به السيد باراك أوباما الشعب الأميركي أثناء الحملة الانتخابية، وأعتقد أن تحقيق الأمن والاستقرار في العراق منوط بوحدة القوى الأساسية بحكومة وحدة وطنية حقيقية، وكذلك بوحدة وتحقيق المصالحة الوطنية في العراق، فإن تم إنجاز هذه المهام أعتقد أن الأمن والاستقرار يسودان العراق وبالقوات العراقية الموجودة الآن قوات الجيش والشرطة بهذه القوات نستطيع أن نفرض القانون والأمن والاستقرار في البلاد.

العربية: هذه المصالحة الوطنية التي تكلم عنها مام جلال كم نحن بعيدون عنها، يعني أنت تقول تشترط أن الانسحاب التدريجي يجب أن يتم بالتوازي مع المصالحة الوطنية الشاملة؟طالباني: ليس بالتحديد بالتوازي، بل إننا نعتقد أن المصالحة الوطنية يجب أن تبدأ الآن مسيرتها بعدما شرعت في العام الماضي، وأن تستكمل بمعنى أن المصالحة الوطنية بحاجة إلى استكمال الخطوات اللازمة الأخرى لتحقيقها، وأنا أعتقد أن وحدة القوى الفاعلة المعتدلة الديمقراطية والإسلامية كفيلة بتحقيق هذه المصالحة أيضاً.

العربية: من هنا يعني نفتح الباب على.. بما أنك ذكرت القوى المعتدلة والإسلامية أفتح الباب على موضوع الانتخابات غداً، وسمعنا الكثير عن هذه الانتخابات هناك اتهامات، هناك طبعاً اتهامات بالتزوير، بسوء استعمال السلطة، فخامة الرئيس أولاً هل تعتقد أن السيد نوري المالكي يعني يسيء استخدام السلطة كما اتهمته بعض القوى الأساسية في الائتلاف العراقي؟طالباني: أنا أعتقد أن الانتخابات في العراق تجري حتى الآن بشكل طبيعي آخذاً بنظر الاعتبار حقيقة العراق الذي لم يشهد انتخابات حرة وديمقراطية منذ أكثر من 50 عاماً، لذلك فنحن نعتقد أن الانتخابات الآن تجري بشكل لا بأس به بشكل جيد، تبادل الاتهامات شيء طبيعي أثناء الحملة الانتخابية، ولكن نحتاج إلى البرهان، إلى إثبات، إلى أدلة على تدخل أجهزة الحكم، وبعض النتائج التي ظهرت حتى الآن لا تؤيد الاتهام، فمثلاً القوات المسلحة في بعض الأماكن الرقم الأول المتقدم هو للمجلس الأعلى الإسلامي، وليس لحزب الحكومة، فلذلك أنا أعتقد أنه يجب أن ننتظر نتائج الانتخابات التي ستظهر إن شاء الله بعد أيام وأنا أتمنى أن لا تجري تزويرات في أي منطقة من مناطق العراق، لأن هذه الانتخابات انتخابات مهمة، والشعب العراقي يمارس حقه في هذه المرة وهي أيضاً ممارسة تمهيدية للانتخابات البرلمانية القادمة.

العربية: فخامة الرئيس يعني ما الفرق بين الانتخابات التي حصلت عام 2003 كما أعتقد الانتخابات التشريعية الأولى وهذه الانتخابات؟ هل تعتقد أن هناك تحسن ما في هذه العملية الانتخابية؟ هل استفاد العراقيون من أخطاء ارتكبت في الانتخابات التشريعية الأولى؟طالباني: نعم. أعتقد ذلك و نلاحظ الآن القوائم الانتخابية التي تخوض المعركة تجد نوعية جديدة لم يبقَ التخندق الطائفي هو السائد، فمثلاً في الائتلاف الشيعي نزلت الأحزاب بقوائمها الخاصة وكذلك في الائتلاف السني، وهنالك أيضاً لأول مرة قوائم وطنية تضم أكثر من قومية مثلاً في قائمة التحالف التآخي التي فيها التحالف الكردستاني في الموصل تضم العرب والكرد والشبك واليزيديين والتركمان وكذلك الشيعة والسنة، وهنالك أيضاً نفس الصفات في القائمة الموجودة في منطقة صلاح الدين وديالى، وكذلك إذا ترى القوائم الموجودة في جنوب العراق أيضاً ترى في قائمة المجلس الإسلامي الأعلى كرداً فيليين بجانب العرب، ولذلك نرى أن هذه المرة الأحزاب هي التي تخوض المعارك ببرامجها بشعاراتها بمطالبها وليست الطوائف والقوميات.

العربية: هل هذا يؤكد فخامة الرئيس ما نسمعه أو نقرؤه في الصحف من استطلاعات رأي عن تقدم العلمانيين والمعتدلين على حساب الأحزاب الطائفية أو الأحزاب الدينية؟ هل تشعر بهذا التراجع للأحزاب الدينية؟طالباني: أنا لا أستطيع أن أحكم الآن ولا أعتقد.. أنا أعتقد أن القوى الأساسية الفاعلة ما زالت تتمتع بجماهيرية كبيرة، وأنا ألاحظ تقدماً بالنسبة لبعض الأحزاب العلمانية، وألاحظ أيضاً ظهور قوائم علمانية عديدة في المناطق، مما يبشر بأن هنالك تطور، ولكن أيضاً ألاحظ في الحملات الانتخابية الكبرى ترى احتفالات جماهيرية كبرى حضوراً جماهيرياً كبيراً مثلاً في الاحتفالات أو الاجتماعات التي يعقدها المجلس الأعلى الإسلامي وبعض القوى الإسلامية الأخرى، لذلك أنا لا أستطيع أن أحكم الآن، ولكن بعد نتائج الانتخابات ستظهر الحقائق وكل الشائعات أو الأقاويل أو التوقعات ستمتحن وستظهر الحقيقة للرأي العام العراقي والعربي.

العربية: من هنا فخامة الرئيس هل تشعر لأننا شهدنا في الانتخابات الأولى التشريعية كان هناك تجاذب حول موقف المرجعية، ونعني هنا السيد السيستاني، هل تشعر في هذه الانتخابات أن الأمر يحدث أيضاً وهناك استغلال لهذا الموقع؟ هل تشعر أن المرجعية تؤيد طرف على آخر؟ أم هي تؤيد بشكل عام العملية الانتخابية فقط؟طالباني: سماحة السيد العلاّمة آية الله العظمى السيد علي السيستاني حفظه الله هو محايد وهو فوق الميول والاتجاهات الحزبية، هو يدعو إلى إشراك الجماهير في الانتخابات وإلى اختيار من يرون ممثلهم بأحسن شكل، وبالتالي فهو لا ينحاز إلى فئة أو جماعة معينة ضد جماعاتٍ أخرى، وأنا أعتقد أنه لعب دائماً هذا الدور التاريخي المجيد بالنسبة لجميع القضايا العراقية، وهو ما زال يواصل هذا الدور حفظه الله إن شاء الله.

العربية: إذاً لا ميول من المرجعية باتجاه أي من اللوائح المرشحة إلى هذه الانتخابات؟طالباني: أعتقد أن المرجعية هي فوق الميول والاتجاهات.

العربية: فخامة الرئيس ماذا عن الأكراد؟ أنا أعرف أنه في كردستان لستم معنيون كثيراً في هذه الانتخابات، ولكن هناك حديث كبير أن الأكراد الذين يترشحون في الموصل أن هناك تراجع كبير في مواقع الأكراد وشعبيتهم، ما هي صحة هذه الأقوال؟ وإذا صحيحة؛ لماذا هذا التراجع؟طالباني: أنا لا أعتقد ذلك، ولا أستطيع أن أحكم حكماً دقيقاً حتى تظهر نتائج الانتخابات، صحيح أن الكرد في الموصل تعرضوا إلى حملات تهجير وتشريد كبيرة، وآلاف العوائل شردت، وهنالك يمكن عشرات الآلاف لم يبقوا في أماكنهم، كما تعرض الأخوة الكرد اليزيديون إلى حملات ظالمة، إلى جرائم كبيرة جرائم القتل الجماعي الوحشي، ولذلك لا بد أن نرى تغييراً ولكن أنا لا أعتقد أن هنالك تغيير كبير .. أو تراجع كبير لشعبية قوائم الكرد فهم لم يدخلوا وحدهم في هذه القوائم، بل هنالك أيضاً قوى عربية وعراقية وإسلامية وغير إسلامية اشتركت في هذه القوائم.

العربية: من هنا أيضاً وقبل أن أتوقف مع فاصل فخامة الرئيس، كركوك نعرف أنه ليس هناك انتخابات في كركوك بسبب مشكلة كركوك التاريخية، ألا تعتبر هذه شائبة في هذه الانتخابات؟ وإلى متى سنؤجل هذا المشكل؟ ولا نعالجه مرة نهائية أي مشكلة كركوك؟طالباني: أنا أعتقد أنه أيضاً كركوك تشهد بعض الانتخابات للمهجرين في المناطق الأخرى إلى كركوك، وهنالك كما سمعت سبع مراكز انتخابية لهؤلاء المهجرين سيدلون بأصواتهم، أما بالنسبة لأهالي كركوك نفسها فهم الآن غير ملزمين بالاشتراك في الانتخابات وذلك للأسباب التي تعرفوها جيداً وهي أن مشكلة كركوك أساساً لم تحل، ومشكلة كركوك دستورياً حلها في المادة 140 من الدستور العراقي الدائم الذي صوّت عليه أكثر من 12 مليون عراقي، ولكن هنالك عقبات في طريق تنفيذ هذه المادة مثل أولاً التطبيع كما تعلمون أن الدكتاتور السابق أجرى تغييرات في حدود عديد من المحافظات، محافظات كربلاء والنجف الأشرف وبغداد وديالى وكركوك وصلاح الدين وأربيل ونينوى والأنبار أيضاً، هذه التغييرات التي أجراها الدكتاتور يجب أن تنتهي كي تعود الأمور إلى طبيعتها، كي تعود مثلاً محافظة كركوك إلى ما كانت عليه قبل إجراء هذه التغييرات هذه عقبة، وهذه عقبة لم يتم القضاء عليها حتى الآن، العقبة الثانية: الاستفتاء، إجراء استفتاء في كركوك يتطلب أن يجري الإحصاء في العراق بحيث نعرف عدد المواطنين الذين لهم حق التصويت في اختيار هذه.. هذه أيضاً عقبات جديدة، ولكن هنالك أيضاً مسألة مهمة وهي أن أهالي كركوك هم الذين يجب أن يختاروا وأن يتوصلوا فيما بينهم إلى حل، أنا أعتقد أن هنالك إمكانية لتطبيع الأوضاع في كركوك، قبل فترة كنت في كركوك والتقيت بممثلي جميع الطوائف وجميع مكونات أهالي كركوك، ووجدت لديهم جميعاً الرغبة في التصالح، الرغبة في المصالحة الوطنية، الرغبة في تطبيع الأوضاع والعلاقات فيما بينهم، والرغبة في حل موضوع كركوك باتفاقٍ بالتوافق بين هذه القوى، وأنا أعتقد أن قضية كركوك قضية كما وصفتها قضية تاريخية وقضية معقدة تحتاج إلى الصبر وإلى التحقيق الدقيق وإلى العمل الجدي من أجل المصالحة بين مكونات أهالي كركوك، ومن أجل إيجاد حل يرضي الجميع أو الأكثرية على الأقل.

العربية: فخامة الرئيس العلاقة متوترة بين الأكراد والرئيس المالكي، وسمعنا الرئيس المالكي بإشارة إلى الأكراد أنهم أصحاب مشاريع دويلة ودويلات وإلى آخره، سمعنا الرئيس مسعود البرزاني يتكلم عن أجواء صدامية وبعثية جديدة وكل هذا الكلام حول الحكومة المركزية، من هنا ليس فقط من موقعك كرئيس للجمهورية ولكن أيضاً ككردي كيف تقرأ هذه الخلافات؟ ولماذا بالتحديد اليوم هذا الخلاف الكردي مع رئيس الحكومة؟طالباني: أنا أشكرك على عبارتك الأخيرة، الخلاف الكردي هو مع رئيس الحكومة وليس هنالك خلاف عربي كردي، الحزبان الكرديان الرئيسيان متحالفان مع المجلس الأعلى الإسلامي ومع الحزب الإسلامي ومع القائمة العراقية التي يقودها الأستاذ إياد علاّوي ومتفقان معهم على جملة القضايا الأساسية، وكذلك هنالك علاقة جيدة مع حزب الدعوة تنظيم العراق ومع حزب الدعوة الذي يقوده السيد المالكي فالخلافات برزت كما تعلمون حول قضايا معينة وأنا آسف لانتقال هذه الخلافات إلى الإعلام فكنت أتمنى كرئيس جمهورية يلعب دور الوفاق أن تبقى هذه الخلافات محصورة داخل أروقة هذه الأحزاب والاجتماعات أروقة الاجتماعات الودية، الآن الاختلافات ليست كبيرة وشديدة كما يقال في بعض الأوساط، الاختلافات موجودة طبعاً حول القضايا التي شُكلت من أجلها خمسة لجان، هذه اللجان هي لجنة الإصلاح السياسي والبرلمان العراقي أقر ورقة للإصلاح السياسي بمعنى أن هنالك حاجة لإجراء إصلاح سياسي في العراق، والبرلمان أقرّ هذه الورقة ورقة الإصلاح السياسي التي بعدما وقّع عليها مجلس الرئاسة أصبحت قانون هذه الورقة أصبحت قانون ملزمة التنفيذ على الحكومة وعلى الأحزاب وعلى البرلمان، وكذلك هنالك موضوع الأمن موضوع القوات المسلحة موضوع النفط موضوع المناطق المتنازع عليها هذه كلها شكلت لها لجان لمعالجة القضايا العالقة فيها، بمعنى أن الجميع يعترفون بأن هنالك مشاكل عالقة في هذه المجالات التي ذكرتها، وأنّ هذه المشاكل تحتاج إلى حلول مشتركة وفقاً للدستور العراقي ووفق النهج الديمقراطي الصاعد في العراق الآن، أنا أعتقد أن نجاح اللجان الخمسة التي شكلت من الأحزاب الخمسة لحل هذه المسائل أن نجاح هذه اللجان في حل المشاكل الموجودة أمامها سيؤدي إلى حل جميع الخلافات وبالتالي إلى تعزيز الوحدة الوطنية العراقية، ولا أرى ككردي أي مشكلة عويصة غير قابلة للحل، وذلك لأنني أعتقد أن الأخوة العربية الكردية راسخة الجذور في التاريخ، وأن الكفاح العربي الكردي المشترك هو السبيل الأوحد لتحقيق أهداف الكرد والعرب وغيرهم من المواطنين العراقيين، وأن العراق الديمقراطي البرلماني الاتحادي الموحد والمستقل هو بيت الجميع وضمن هذا البيت يجب أن نحل جميع المشاكل العالقة في العراق، والعراق كما قلت مراراً هو رقم غير قابل للتقسيم، لذلك يجب أن نسعى جميعاً لحل المشاكل كي لا تتعقد وكي لا تخلق بعض المواقف الصعبة أمام الشعب العراقي.

العربية: يعني أنا أفهم ما تعنيه فخامة الرئيس، ولكن يعني عند كل انتخابات نأتي إلى هذا الموضوع ويتهم الأكراد بأنهم أصحاب المشاريع التقسيمية وأصحاب مشاريع الدويلات، هل برأيك هذه الاتهامات هي اتهامات انتخابية تأتي في مواسم الانتخابات فقط؟ أم هي فعلاً ما يشعره المواطن أو المسؤول العراقي تجاهكم أنتم الأكراد؟طالباني: أنا أعتقد أن هذا رأي بعض العراقيين ليس كل العراقيين، فأنا كما قلت لك لنا علاقات جيدة مع قوى أساسية كالمجلس الأعلى الإسلامي كالحزب الإسلامي العراقي كالدكتور إياد علاوي رئيس الوفاق الوطني العراقي وقائمته، وهذه القوى الأساسية لا تتهم الأكراد بهذه التهم الباطلة، ولكن هنالك نقطة أنه في بعض الأحيان بعض الأشخاص يوجهون هذه التهم إلى الأكراد بينما الكرد هم الذين صوّتوا بأكثرية كبيرة للدستور العراقي ونسبة التصويت في كردستان العراق للدستور العراقي الذي تنصّ مادته الأولى على أن العراق دولة ديمقراطية برلمانية موحدة اتحادية مستقلة أن نسبة التصويت في كردستان كانت أعلى من جميع المناطق الأخرى في العراق، وهذا يدل على أن الكرد مصممون على البقاء ضمن العراق الديمقراطي البرلماني الاتحادي الموحد، وإن ما يقال عن دويلات واتهامات هذه قديمة في الحقيقة وليست جديدة، كل ما قام الكرد بعمل من أجل تحقيق مطالبهم اتهموا، وأنت تعرف الشاعر العراقي الكبير الأستاذ الجواهري الذي وصف هذه الأحوال من قديم الزمان فقال: "ذُعر الجنوب فقيل كيد خوارجٍ.. وشكى الشمال فقيل صنع جوار" هذه مسألة قديمة تعود إلى الأربعينات والثلاثينات.

العربية: فخامة الرئيس أشعر من كلامك أنك لست راضياً أبداً عن الرئيس نوري المالكي و إنك لا تريد أن تقولها بصراحة، ولكن هناك شعور لدينا أنك..طالباني: لا، أنا أريد أتكلم بصراحة، الأخ نوري المالكي هو صديق قديم هو أحد الذين ناضلنا معاً من أجل هذا اليوم المشهود، جلال طالباني ونوري المالكي علاقاتهم الشخصية جيدة ومستمرة، ولكن طبعاً هنالك اجتهادات مختلفة في قضايا معينة هذه الاجتهادات قد تكون أحياناً بين جلال طالباني ونوري المالكي، قد تكون أحياناً بين نوري المالكي ومسعود البرزاني ولكن هذه ليست قطيعة وليست اجتهادات متعادية متناقضة بحيث لا يمكن حلها، بل أنا أعتقد أنه يمكن الحل وكما أودّ أن أقول لك أنه في آخر لقاء لنا اتفقنا أن يتم تعزيز وتوسيع العلاقات بين أعضاء مجلس الرئاسة ورئيس الوزراء ضمن المجلس التنفيذي، وعلى وثيقة الإصلاح السياسي التي يجب أن تكون برنامج للجميع، فإذاً هنالك مجالاً واسعاً للاتفاق والتفاهم، كما أن للبشر طبعاً اجتهاداتهم المختلفة وأحياناً اجتهادي مع الأخ المالكي يختلف واجتهاده مع الأخ مسعود يختلف، ولكن هذه كلها تدور ضمن الدائرة الوطنية العراقية التي يجب أن نسعى لحل القضايا بالتفاهم وبالطريقة الديمقراطية والدستورية.

العربية: فخامة الرئيس أريد أيضاً أن أستوضح منك حول موضوع أثار الجدل إعلامياً هذا الأسبوع ألا وهو وقبل أن أدخل إلى أيضاً اتهامات دول الجوار في التدخل في هذه الانتخابات مما سمعنا أن ما قاله السيد موفق الربيعي الدكتور موفق الربيعي حول إغلاق معسكر أشرف وأن هناك منظومة أمنية جديدة مع إيران، هل يعني هذا قرار للسلطة وللدولة العراقية أم كما سمعنا عبر أيضاً وسائل الإعلام من بعض المرشحين ومن بعض النواب أن هذا كلام انتخابي، وأن الدكتور موفق الربيعي غير مخوّل أن يتكلم عن هذا الموضوع وأن يعلن إقفال معسكر أشرف؟طالباني: نعم. الأخ الدكتور موفق الربيعي غير مخوّل بإعلان هذا الموقف، لأنه ليس الناطق باسم الحكومة العراقية، لدينا الدكتور علي الدباغ هو الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية، العراق طبعاً دستوره يرفض وجود قوات أجنبية مسلحة على أرضه، يعني الدستور العراقي يرفض وجود أي منظمة مسلحة غير عراقية على أرض العراق سواءً كانت كردية أو فارسية أو تركية، لذلك نحن في الحقيقة نعتقد من قديم الزمان بأنه يجب إيجاد حلّ لمعسكر أشرف حل يقوم على أساس إنهاء هذا المعسكر وإيجاد أماكن آمنة للموجودين داخل هذا المعسكر، فليس لدى الحكومة العراقية الأمنية ولا القدرة الدولية القانونية على تسليمهم إلى إيران، وإيران عرضت علينا مقترحات أنها مستعدة مثلاً أن تعطي جواز سفر لكل واحدٍ منهم يريد أن يسافر إلى أوروبا، وأنا شخصياً الآن أجد جواً جديداً في أوروبا تجاه منظمة المجاهدين، فإن شاء الله الدول الأوروبية تتوصل إلى حل بحيث أن تقبل هؤلاء الموجودين في العراق، لأن بقاء هؤلاء في العراق لم يعد مقبولاً شعبياً وحكومياً، يعني أنا أودّ أن أقول لك أن هذه الجماعة مع الأسف قيادتها ارتكبت أخطاء كبيرة تعاونت مع النظام الدكتاتوري ودخلت في معارك مع الكرد ومع الشيعة في الوسط والجنوب، وأصبحت طرف في النزاع العراقي الدامي، لذلك فالغالبية الساحقة من الشعب العراقي تريد أن يخرجوا من العراق لا أن يبقوا، ولكن ليس بطريق القهر والغلق وما يقال أيضاً بتسليمهم إلى إيران هذه الطريقة مرفوضة من جانبنا.

العربية: إذاً فخامة الرئيس أنت مع إقفال هذا المعسكر ولكن طبعاً ضمن المعايير القانونية والدولية والإنسانية لهؤلاء؟طالباني: نعم. بالتأكيد، نحن نريد إغلاق هذا المعسكر، ونريد أن يرحل هؤلاء البشر الموجودون في هذا المعسكر، ولكن وفق المعايير الدولية وفق القوانين الدولية ووفق التزامات العراق الدولية أيضاً كما تعرفون.

العربية: طيب ما هي هذه المنظومة الأمنية الجديدة التي تكلّم عنها الدكتور موفق؟ هل اطلعت عليها فخامة الرئيس؟ وهل يمكن أن نعرف ما هي؟طالباني: لم أطلع عليها، وهذه فكرة طرحها الأخ الدكتور موفق الربيعي وليست فكرة مدروسة من قبل الحكومة العراقية، ولا من قبل البرلمان العراقي، أنا أرى أحياناً بعض الإخوة المسؤولين يدلون بتصريحات خارج اختصاصهم، ودون مشاورة الحكومة المركزية أو الرئاسة أو البرلمان، فالعراق لم يبحث مثل هذا الموضوع فيما هنالك طبعاً أحياناً البحث بيننا ندعو دول الجوار، ولكن ليست فقط الدول الأربعة التي أشار إليها الأخ الموفق بل ندعو جميع دول الجوار العراقي إلى الاجتماع لبحث الموضوع الأمني أو كذلك إسهام العراق الفعال أكثر في الأمن منظومة الأمن العربي، وفي تحسين علاقاته مع تركيا وإيران وسوريا والدول العربية الشقيقة الأردن والسعودية والكويت، لكن ليس هنالك قرار من الحكومة العراقية أو من البرلمان العراقي أو من الرئاسة العراقية بأن نقوم بمثل هذه المنظومة الأمنية التي دعا إليها الأخ الدكتور موفق.

العربية: فخامة الرئيس قبل أن أتوقف أيضاً مع الفاصل الأخير في هذه الحلقة كثير من المرشحين تكلموا عن تأثير واضح وعن تدخل واضح لإيران في هذه الانتخابات، هل تقر فخامة الرئيس بهذا التأثير؟ أو بهذا التدخل المباشر؟طالباني: إذا كان المقصود بالتدخل أن إيران تتعاطف مع بعض المرشحين وقد تساعد بعض المرشحين مالياً فلا أستبعد ذلك، ولكن إذا كان تدخل مقصود بالتدخل هو التدخل الفعلي واليومي والإداري فأستبعد ذلك.

العربية: لا تمانع أن يكون هناك مثلاً تمويل لبعض الجهات من قبل إيران؟طالباني: والله أكون صريح كالعادة معك أنا لا أستبعد أن تكون هنالك جهات لها علاقة مع إيران أو مع الدول العربية تستلم المساعدات، فالأموال تأتي إلى العراق من جميع الجهات المحيطة بالعراق، هذه..

العربية: هذا واقع..طالباني: هذا واقع، لكن أنا لا أستطيع أن أحدد بالضبط إيران تساعد من، ومثلاً سوريا تساعد من، وتركيا تساعد من، فهذه مسائل سرية تقريباً ستنكشف فيما بعد ليست وليس الآن.

العربية: أليس لديك مخابرات فخامة الرئيس يوصلون لك التقارير؟طالباني: نعم. المخابرات توجد مخابرات وتوجد تقارير وتوجد أقاويل، ولكن الدولة أو السياسي الرصين لا يستطيع أن يبني سياسته على ضوء الشائعات والإخبارات والاقتراحات التي تأتي من هذه الدولة.

العربية: إذاً الرئيس طالباني يعرف من يقبض ومن من يقبض، لكنه لا يريد القول على برنامج "بصراحة" من يقبض و كم من العراقيين؟طالباني: والله لا أعرف هذا الرقم والله العظيم.

العربية: فخامة الرئيس..طالباني: ولكن..

العربية: تفضل..طالباني: صدقني لا أعرف هذا الرقم.

العربية: على كل حال فخامة الرئيس سأتوقف أيضاً مع الفاصل الأخير ونتابع في الجزء الأخير حول أيضاً العلاقة مع سوريا بعد تعيين سفير لأول مرة يمكن منذ عشرات السنين، وطبعاً حول غزة وما حصل وحول العرب والانقسامات والمبادرة العربية للسلام بعد هذا الفاصل.طالباني: مام جلال أريد أن أتكلم وليس فقط عن الانتخابات، يعني أستفيد من حضورك ووجودك معنا يقال اليوم أن هناك صفحة جديدة بين إيران وأميركا وأن هناك حواراً جديداً، ويقال أن الأميركيين يحاورون ويريدون أن يحاوروا إيران انطلاقاً من إمساكهم للورقة العراقية، انطلاقاً من إمساكهم أيضاً لورقة فلسطينية لذراع موجودة في لبنان من خلال حزب الله، كم تريد أن تعتبر أن العراق هو ورقة ويمسك بها الإيراني للتفاوض مع طهران؟أنا أعتقد أن حواراً أميركياً إيرانياً جدياً هو في مصلحة الجميع، في مصلحة العراق وإيران وأميركا، وكنت من الذين عملوا من أجل تحقيق هذا الحوار، وتوسطت بين طهران وواشنطن عدة مرات، وكنا على وشك أن نحقق لقاءً على مستوىً هام في إحدى المرات لولا كشف هذا اللقاء من قبل الأميركان، وأنا أعتقد أن الطرفين الأميركان والإيرانيين سيستعملون جميع الأوراق الموجودة على المائدة في موضوع العلاقات الأميركية الإيرانية، ولكن أنا شخصياً لا أخشى لأن الورقة العراقية هي الآن بيد العراق، العراق هو الذي يمسك الورقة العراقية الآن، وخاصةً بعد توقيع اتفاقية "سوفا"، فأنا لا أخشى من أي حوارات أو مفاوضات أميركية إيرانية، ولا أعتقد أنها تكون على حساب العراق.

العربية: وأيضاً ضمن نفس الإطار عينت الحكومة العراقية أول سفير لها في سوريا طبعاً منذ 30 سنة يمكن، هل هذا يعني أن العراق راضٍ عن ما كان يتهمه أصلاً لسوريا بأنها كانت متهمة دائماً أنها وراء تسريب مقاتلين أجانب إلى العراق، هل انتهى هذا الموضوع؟ وهل تعيين هذا السفير ينهي هذا الملف؟ أم ما زالت هناك بعض الاتهامات لسوريا بهذا الصدد؟طالباني: كما تعلم أنني أفتخر بأن لي علاقة خاصة مع سوريا منذ أيام الرئيس الخالد حافظ الأسد، وأنني استعملت هذه العلاقة منذ أن توليت رئاسة الجمهورية من أجل تحسين العلاقات العراقية السورية والإيرانية العراقية، أنا شخصياً أعتقد أن علاقات طبيعية دبلوماسية تجارية نفطية صناعية بين العراق وسوريا هي في مصلحة البلدين، وعندما زرت سوريا عملت ومعي وفد كبير يمثل كل الأطياف العراقية وكل الأحزاب والقوى العراقية من أجل تحسين العلاقات العراقية السورية، ومنذ ذلك اليوم بدأت العلاقات السورية العراقية تتحسن، وبدأت الشكاوى عن التدخل تختصر على مسائل يعني جانبية وليست هامة كالسابق، الآن أنا أرى جواً جديداً في العلاقات بين سوريا والعراق، وفي لقائي الأخير مع الأخ الدكتور بشار الأسد في الكويت اتفقنا على تعزيز هذه العلاقات وعلى تطويرها وعلى توسيعها، ونحن في العراق أيضاً عينا سفيرنا في دمشق لتعزيز هذه العلاقة، ونحن نبحث الآن موضوع تجديد أنبوب النفط المار بسوريا إلى البحر الأبيض المتوسط، والشعبة المارة أيضاً بلبنان ونسعى إلى تحسين علاقاتٍ أخرى مع سوريا، فأعتقد أن سوريا تدرك أهمية العلاقات مع العراق وأن سوريا تدرك أن علاقات طبيعية مع العراق هي في مصلحتها، وأنا أعتقد أننا استطعنا في اللقاء الأخير مع الأخ الدكتور بشار الأسد أن نشرح له حقيقة الاتفاقية العراقية الأميركية والوضع الجديد في العراق والمهام الملقاة على الحكومة العراقية في العهد الجديد بعد الاتفاقية، وأنا أعتقد أننا توصلنا إلى نتائج مشتركة ومثمرة آمل أن تكون زيارة سفيرنا إلى دمشق بداية لعهد جديد في العلاقات بين العراق وسوريا.

العربية: فخامة الرئيس كنت موجوداً في الكويت ويعني طبعاً استمعت إلى النقاش الذي حصل، واستمعت إلى كلمة جلالة الملك عبد الله الذي قال أن مبادرة السلام هي على الطاولة الآن ولكنها لن تبقى إلى الأبد، هل تؤيد هذه النظرة إلى المبادرة العربية أم تؤيد أن ما قاله الرئيس الأسد أن هذه المبادرة العربية قد ماتت؟طالباني: أنا لا أعتقد أن المبادرة قد ماتت، أنا أؤيد ما تفضل به خادم الحرمين الشريفين وأعتقد أن هذه المبادرة موجودة وهي على الطاولة، ولكن كما هو تفضل وقال لا يمكن أن تبقى هذه المبادرة إلى الأبد بدون تجاوب من الجانب الإسرائيلي، لذلك أنا أعتقد أن هذه المبادرة مبادرة ضرورية خاصةً وأن الأخ أبو مازن شرح بصورة واضحة الاحتمالات الثلاث، هي أولاً: لا حرب ولا سلم وهو احتمال مرفوض، الاحتمال الثاني: هو الحرب وهو أيضاً احتمال غير مقبول، والاستعدادات غير كافية لها، ثالثاً: احتمال المبادرة العربية، المبادرة العربية أعتقد هي مبادرة عادلة وموزونة ومتوازنة وعلى العقلاء والمدركين لمصلحة بلدهم في تل أبيب أن يوافقوا على هذه المبادرة وأن يتخذوا موقفاً جديداً ومؤيداً لهذه المبادرة.

العربية: فخامة الرئيس سؤالي ما قبل الأخير وأعود إلى نقطة البداية إلى الانتخابات التي ستجري غداً، وأنا سمعت عن أن هناك الكثير من الأفرقاء الذين غابوا عن السياسة في الانتخابات الأولى عادوا إلى رشدهم كما قال بعض السياسيين العراقيين، وسيشتركون ويشاركون اليوم في هذه الانتخابات، نرى اليوم أن الأمان أفضل بكثير الوضع الأمني مستتب، ونرى العراقيين يخرجون مساءً والأمور تتحسن بشكل واضح، إلى من يدين العراقيون بهذا الأمان اليوم؟طالباني: الحقيقة أنه لا بد من تقدير وتثمين دور التحالف الدولي الذي لعب دور كبير في إسقاط الدكتاتورية وكذلك في استتباب الأمن والنظام في العراق، ثانياً: يجب أن نؤيد ونقدّر ونبارك جهود الجماهير العراقية سواءً كانت الجماهير العربية أو الكردية والتركمانية الشيعية أو السنية كلها أدركت أن من مصلحتها أن تتصالح وأن تتعاون وأن تتعاضد فيما بينها ضد الإرهاب باعتباره آفة خطيرة معادية للجميع، وكذلك للقوات المسلحة العراقية دور في هذه الحالة الجديدة القوات العراقية من جيش وشرطة قدّم تضحيات كبيرة من أجل فرض الأمن والاستقرار وحكم القانون في البلاد، ثم أن القوى السياسية الفاعلة دعت دائماً إلى المصالحة وإلى إنهاء القتال الداخلي، ثم هنالك حقيقة أخرى وهي أن الذرائع التي كانت بعض القوى التي تدعي أنها معارضة وطنية عراقية أن هذه.. الذرائع سقطت من أيديها لأن هذه القوى تطالب بجدولة انسحاب القوات الأميركية، الآن أصبحت جدولة واضحة، وأن الأميركان أكثر استعجالاً من العراقيين في الانسحاب من العراق، ثم لم تعد هنالك أي مبرر لم يعد هنالك أي مبرر لحرب عصابات ضد القوات التي تريد أن تغادر العراق بمحض إرادة حكومتها.

العربية: هل انتهت القاعدة في العراق فخامة الرئيس؟طالباني: ضعفت القاعدة ضعفت كثيراً، والمهم أن الجو الشعبي المعادي للإرهاب هذا الجو الشعبي أصبح جواً عارماً وواسعاً، وأن الناس بدؤوا يستاءون ويعتقدون أن هذه الجرائم التي ترتكب باسم الإسلام، والجرائم التي تذكر ضد الإنسانية من قتل عشوائي وأعمى، وكذلك من جرائم تضر بالاقتصاد الوطني أن هذه كلها معادية للشعب العراقي، لذلك فالناس لم يعودوا يسابقون أو يؤيدون هذه العمليات أو يسهلون مهمات المنظمات الإرهابية، بل بالعكس أصبح الناس الآن يتعاونون مع القوات الحكومية لمعاداة ومحاربة الإرهابيين وما الصحوات مثلاً إلا مثل على ذلك وما تعاون القوى السياسية ضد الإرهاب إلا مثل آخر على هذه المقولة.

العربية: نعم. فخامة الرئيس أختم بالسليمانية وسؤالي عن السليمانية وقد طرحت هذا السؤال نفسه على الدكتور برهم صالح الصديق الدكتور برهم صالح منذ حوالي شهر، سمعت أنك اخترت وبسبب لا نعرفه أنه في غيابك يكون الدكتور برهم صالح والأخ والصديق أيضاً كوسرت يتحملون كل المسؤوليات عنك ويتخذون القرارات، هل هذا انسحاب أو إعلان انسحاب من قضايا السليمانية؟ هل هذا لحسم الخلافات داخل الحزب وما يقال عن صراعات وخلافات؟طالباني: لا. ليس ذلك ليس كل ذلك إنما هو لتسهيل مهمة المكتب السياسي والقياديين الموجودين على الأرض في البلاد في كردستان، ولكي لا يتعطلوا في اتخاذ القرارات اللازمة بحجة غياب الرئيس أو الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني، والهدف هو تعزيز القيادة الجماعية في الحزب وكذلك تسهيل أمور الإنجازات والإصلاحات المطلوبة الآن في الحكومة وفي الحزب وفي المنظمات الديمقراطية وفي المجتمع.

العربية: كلمتك الأخيرة فخامة الرئيس للعراقيين عشية هذه الانتخابات؟ وهل تعتقد أن هذه الانتخابات ستفرز واقع سياسي جديد يمهد للانتخابات النيابية وبالتالي لحكومة جديدة وشخصية جديدة تترأس الحكومة؟طالباني: أتمنى أن تؤدي هذه الانتخابات إلى اختيار ممثلين حقيقيين للشعب العراقي وأتمنى أن تكون هذه الانتخابات تجربة ديمقراطية ناجحة جديدة في العراق، وأرجو من أخواتي وإخواني العراقيين أن يساهموا بفعالية في الانتخابات وفي اختيار من يرونه كفؤاً وقادراً على تنفيذ مصالحهم، وأنا أعتقد أن هذه الانتخابات ستعطي نتائج ومعطيات جديدة، وعلى ضوء هذه المعطيات يمكن التفكير بأن البرلمان القادم أيضاً سيكون نوعاً ما مختلفاً عن البرلمان الحالي، أما هذه الانتخابات المحلية هل ستؤدي إلى تغييرات في الحكومة أم لا فهذا شيء لا يمكن التكهن به الآن، لأن الانتخابات هي انتخابات محافظات وانتخابات فرعية وليست انتخابات برلمانية وطنية عامة، لذلك أعتقد أن هذه الانتخابات مهمة جداً لبيان أولاً نسبة تمتع القوى بثقة الشعب، وكذلك لبيان حقيقة أن العراقيين راغبين في التطور والتغيير والإصلاح، لذلك أنا أملي كبير بأن هذه الانتخابات ستكون فاتحة لمرحلة المرحلة الجديدة التي بدأت بعد اتفاقية سوفا مع الولايات المتحدة الأميركية.

العربية: نعم. فخامة الرئيس أنا أيضاً أود أن أشكرك، وأقدر لك هذه الإطلالة، في المرة القادمة بالسليمانية نكون ضيوفك كما جرت العادة تعذر علينا الوصول هذا الأسبوع.طالباني: إن شاء الله.

العربية: وطبعاً أتمنى للعراقيين ولجميع اللوائح التوفيق وللعراقيين تحديداً حسن الخيار في الانتخابات التي أيضاً نتمنى أن تكون نموذج في منطقتنا العربية، أشكر المشاهدين الذين تابعونا، أشكر معد ومنتج البرنامج حسين قطايا، الأخ محمد البنا.. تفضل فخامة الرئيس..طالباني: أنا أشكرك جداً على تهيئة الفرصة لي لإبداء ملاحظاتي، وكذلك أتمنى أن تزورنا في بغداد أيضاً، والآن بغداد والحمد لله آمنة وبإمكانك أن تتجول أو بإمكاننا أن نتجول معاً، وأنا أعطيك وعد إذا جئت إلى بغداد نذهب معاً إلى شارع أبو نواس حيث سنأكل المسقوف العراقي المعروف هناك على الشارع العام.

العربية: إن شاء الله بالصحة فخامة الرئيس، شكراً لك.طالباني: أهلاً وسهلاً ومرحباً بك.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احمد الربيعي
2009-02-02
القناه العربيه هي قناه عبريه بامتياز..اتمنى على قادتنا عدم اجراء لقاءات مع هذه القنوات لانه لاياتينا من هذه القنوات فقط الشر والتصيد بالماء العكر والمثل يقول(الباب التجيك منه ريح سده واستريح)
رياض
2009-02-02
هذا هو ديدن العربيه لا يتغير ، دائمن يتصيدون في الماء العكر
الدكتور شريف العراقي
2009-02-02
لماذا لاتطالب محافظة النجف الاشرف بمساحات شاسعة ذهبت الى محافظة الانبار ومنها عرعر. نطلب من مجلس المحافظة الجديد المطالبة بها كانجاز كبير يحسب لها في الانتخابات القادمة لاننا لم نسمع بها من المجلس الحالي
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك