وقال رئيس المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق فرج الحيدري في حديث لـ"نيوزماتيك" اليوم الثلاثاء إن "جميع الكتل والكيانات السياسية تتهم المفوضية بعدم الاستقلالية وعدم الحيادية، وهذا معناه أن الجميع غير راض عنا"، مضيفا أن "هذا الأمر يؤكد أن المفوضية العليا للانتخابات تعمل بشكل جيد ولا ترضي طرفا على حساب الطرف الآخر".
وكانت النائبة عن القائمة العراقية الوطنية عالية نصيف جاسم أكدت في حديث سابق لـ"نيوزماتيك" إن "مفوضية الانتخابات تطبق القوانين بحذافيرها تجاه القوائم أو الكتل الصغيرة، وتفرض عليها العقوبات، فيما تتعامل بليونة مع القوى السياسية المتنفذة في البرلمان والحكومة"، داعية المفوضية إلى أن "تتمتع بالمهنية وان تقف على مسافة واحدة من جميع الكيانات السياسية دون تمييز"، حسب قولها.
كما اتهم زعيم حزب الأمة العراقية، النائب مثال الآلوسي في حديث لـ"نيوزماتيك" "المفوضية العليا للانتخابات بأنها غير مستقلة وأغلب أعضائها رشحوا من نفس الأحزاب الحاكمة، وبالتالي فهم لديهم التزامات تجاه أحزابهم، ومن غير المنطقي أن يصدروا عقوبات لأنفسهم" حسب وصفه.
وأوضح الحيدري أن مسالة الاتهامات للمفوضية بعدم الحيادية "لن تنتهي وهي أمر معروف في جميع دول العالم التي تشهد عملية انتخابات"، مشيرا إلى أن "الجهات التي تتحدث عن ذلك تحاول أن تستخدم هذه الورقة للاحتياط، في حال خسارتها للانتخابات".
وفيما يتعلق بالحديث عن استخدام بعض الكيانات السياسية للرموز الدينية في الدعاية الانتخابية قال الحيدري "انه لم تصل إلى المفوضية حتى الآن أية شكوى موثقة بهذا الخصوص"، داعيا "جميع القوى السياسية التي ترصد وجود مخالفات في الحملات الانتخابية إلى تقديم شكوى موثقة بأدلة حتى يتم التعامل معها بشكل قانوني".
وبين رئيس المفوضية العليا للانتخابات أن "المفوضية لن تتعامل مع التصريحات التي يطلقها البعض من خلال وسائل الإعلام حول وجود خروقات أو استخدام للرموز الدينية في الدعاية الانتخابية". ولفت الحيدري إلى أن "الضجة الإعلامية التي أثيرت في الآونة الأخيرة حول سكوت مفوضية الانتخابات عن قيام البعض باستخدام الرموز الدينية، تدخل في إطار الصراع السياسي بين المتنافسين، ولن يؤثر على عمل المفوضية ولن يجعلها تغير تقييمها أو تفقد توازنها"، حسب تعبيره.
وأكد فرج الحيدري "وجود فهم خاطئ لمسالة استخدام الرموز الدينية في الدعاية الانتخابية، ففي حال قيام بعض الجهات بوضع صور لمرجع ديني على مقراتها أو في القنوات الفضائية التي يمتلكونها، فهذا لا يعتبر استخداما للرموز الدينية"، مضيفا أن "هذه الجهات لو ادعت بشكل علني أن المرجع الديني الفلاني يؤيدني، وإنني من أنصار المرجع الفلاني وانتخبوني على هذا الأساس، عند ذلك يعتبر الأمر استخداما للرموز الدينية".
يذكر أن مجلس النواب العراقي صوت، في الرابع والعشرين من شهر أيلول الماضي بالإجماع على قانون انتخاب مجالس المحافظات، بعد جدل كبير دام عدة أشهر بين الكتل السياسية حول الفقرات الخاصة بإجراء الانتخابات في كركوك والسماح باستخدام الرموز الدينية في الدعاية الانتخابية، ومسالة تمثيل الأقليات وإعطاء نسبة 25 % للنساء من مقاعد مجالس المحافظات.
https://telegram.me/buratha