وتقول صحيفة واشنطن بوست الأميركية ان الأنبار تحولت من قاعدة صحراوية واسعة لتنظيم القاعدة الإرهابي الى قاعدة للتنافس السياسي على المشاركة في حكم البلاد مع بقية الأحزاب السياسية العراقية، ثم تفرغ وجهاؤها وشيوخها للدخول في انتخابات محلية لتأسيس مجلس جديد لأربعة أعوام قادمة بدلا من المجلس الحالي.وتشير الصحيفة الى دور مجالس الصحوة، التي كانت بذرتها الأولى في محافظة الأنبار ذات الوجه القبلي، في اعطاء العشائر العراقية دورا كبيرا في رسم خطوط الخارطة السياسية العراقية الجديدة.
وذكّرت الصحيفة بدور قوات الصحوة العشائرية في عام 2007 في استعادة محافظة الأنبار لأمنها وطرد تنظيم القاعدة وحلفائه من المنطقة. ثم تحولت تلك القوات الى مجالس عشائرية تشارك في المشاورات السياسية في العراق الجديد وتبحث لنفسها بين القوى الحزبية العراقية عن موقع دائم عبر صناديق الاقتراع. ومع استقطاب القوى السياسية العراقية للعنصر العشائري بغرض الاستفادة منه في الانتخابات أصبح لهذا العنصر دور هام في توزيع القوى الانتخابية على الخارطة الجديدة للبلاد بعد انتخابات السبت المقبل.ويتندر مرشحو الأنبار هذه الأيام ببيت شعر من التراث العربي، يقول وكل يدعي وصلا بليلى، وليلى لا تقر لهم بذاكا".أحد الشيوخ علق في مضيف الشيخ الهايس على التمثيل العشائري في العراق قائلا ان الاميركان كانوا يتمنون عدم بروز العشائر كقوة كبيرة في العراق، ولكن الوضع الحالي يطرح صورة معاكسة، لأنهم الآن أقوى مما كانوا عليه في عام 2003. فرد الشيخ الهايس بأن مركز القوة هو في الأنبار نفسها. وأزاء هذه المجادلات قال أحد الأطباء ان المشكلة في الأنبار هي الإعمار والخدمات التي يجب أن يعتني بها التكنوقراط في حين أن المرشحين هم من الوجوه العشائرية.وتقول الصحيفة ان القوى العشائرية الرئيسة في المحافظة لا ترغب بالتعاون مع الحزب الإسلامي العراقي الذي يضم في معظمه تكنوقراط وبعض الوجوه العشائرية، حيث لا يتمتع الحزب بشعبية كبيرة في المحافظة ولكن أعضاءه يمسكون بمراكز الإدارة في الأنبار.ويبدي أكثر المواطنين الذين التقتهم الصحيفة آراء تتوافق ورأي العشيرة التي ينتمون اليها. غير أن الصحيفة تلخص دور العشائر بأنه عنصر فوز مهم في الانتخابات المحلية القادمة في العراق.ويقول الشيخ رعد العلوان، أحد الشيوخ البارزين في قتال القاعدة مع الشيخ حميد الهايس والشيخ عبد الستار ابو ريشة الذي استشهد نهاية صيف 2007، أنه لا يرغب بدولة عشائرية ولا يرغب بحكم القوة العشائرية بشكل عام، ولكنه يرى أن الوضع الحالي يحتاج الى أصوات العشائر، معلقا بأن أهون الشرين أفضل، مؤكدا أنه وزميله الهايس يفضلان الاعتماد على العشائر كقوة مؤثرة وليس على زعماء العشائر.
https://telegram.me/buratha