«الدار» - خاص: بعد ثلاثة أشهر من تقديم «الدار» طلبا لزيارة معتقل «كروبر» قرب بغداد، حيث يوجد عدد من المعتقلين الكويتيين والعرب وافقت القوات الاميركية على الزيارة بعدما وقع مندوب «الدار» في بغداد على الالتزام بـ«سلة» شروط أبرزها عدم الاقتراب، أو التصوير، أو الحديث مع المعتقلين: ولحسن الحظ فان الهواتف بقيت معنا ولذلك استطعنا تصوير عدد من المعتقلين الكويتيين، قدر الامكان، اما ما يتعلق بهذا السجن الكبير، فالتحقيق التالي يوضح كل الاستفسارات.
ليس ببعيد عن مطار بغداد الدولي يقع سجن كروبر المعروف بسجن المطار في بغداد ،حيث ترتفع الاسيجة الكونكريتية المغلفة بالاسلاك الشائكة فضلا عن ابراج السيطرة التي تعتلي اسوار المعتقل، الذي احكمت بواباته بحراسات مشددة من قبل الجنود الاميركيين المدججين بانواع مختلفة من الاسلحة الحديثة والمتطورة وداخل السجن يوجد عدد كبير من المعتقلين، بينهم معتقلون عرب، من ضمنهم سبعة كويتيين.
عند دخولنا للبوابة الرئيسة في المعتقل ايقنا ان الفرار مستحيل لكثرة ماشاهدنا من اجراءات مشددة . بترحاب شديد استقبلنا الجنرال روبرت كاينين قائد لواء الشرطة العسكري المشرف العام على ادارة المعتقل، وبدوره قدم لنا موجزا عن كيفية التعامل مع المعتقلين، وقال انهم يحظون بعناية من قبل المشرفين على شؤونهم فضلا عن متابعة احوالهم الصحية الى جانب مراجعة قضاياهم والتهم المنسوبة اليهم .
بعدها اصطحبنا الرائد ايريك لارسن الضابط في مكتب الشؤون العامة التابع للواء الشرطة العسكري في جولة طويلة بين اروقة المعتقلات، عفوا بين «اقفاص» المعتقلين ، ولحسن الحظ تزامنت جولتنا مع قدوم بعض عائلات المعتقلين لزيارة ابنائهم ممن يقبعون في سجن كروبر فكانت مشاهدة حية لتفاصيل الزيارة ومراقبتهم عن قرب حيث لم يسمح لنا بالاقتراب من المعتقلين وهم في «اقفاص» الاعتقال بسبب اجراءات امنية فضلا عن التزامهم بتوصيات المنظمات الانسانية التي اقرت من قبل الامم المتحدة والتي منعت على حد قول المسؤولين الاميركيين الاقتراب من المعتقلين او الحديث معهم .
المعتقلات والتي هي عبارة عن اقفاص محكمة محمية من التغييرات الجوية محاطة باسيجة حديدية مشبكة تمكن الزائر من مشاهدة المعتقلين وهم يمارسون حياتهم اليومية داخل اسوار المعتقل. وبالقرب من المعتقل المخصص للعرب حيث وقفنا على مسافة 3 امتار منهم، شرع المقدم كراول براد المشرف التنفيذي على معتقل كروبر والذي تولى مهامه حديثا بحسب المعلومات التي حصلنا عليها، في شرح الضوابط، اذ حذر من محاولة الاقتراب من المعتقلين او التحدث اليهم وتحذيراته تلك كانت حازمة واشبه بان تكون تهديدا ،والمعتقلون بدورهم ما ان شاهدوا جوقة الضباط والجنود الاميركيين وهم يحيطون بنا سارعوا مهرولين ووقفوا عند السياج المشبك،لكن محاولاتهم تلك لم تفلح في الحديث معنا، كون الاميركيين رفضوا اقترابنا من القفص الذي يقبع فيه المعتقلون العرب لكننا تمكنا من التقاط الصور لهم بواسطة الهاتف ما اعتبر مخاطرة كبيرة . ولكن ماشاهدناه هناك انهم كانوا يمارسون حياتهم بشكل طبيعي ويدخنون السجائر فيما وجد البعض الاخر منهم فرصته في لعب البلياردو وغيرها من الالعاب.
وبحسب المقدم براد يقبع في سجن كروبر مايقارب 160 معتقلا عربيا واجنبيا بينهم 7 كويتيين .واضاف «هذه الاعداد قابلة للتغيير بسبب عمليات الافراج التي نقوم بها» لافتا الى ان المفرج عنهم هم من المعتقلين الذين لايشكلون خطورة امنية كبيرة.فضلا عن ان بعضهم معتقل تحت تهمة الاشتباه به. واضاف: بعد اليوم لايحق للقوات الاميركية اعتقال اي من العراقيين الا وفق مذكرة قضائية تصدر من الحكومة العراقية مشفوعة بدليلين جرميين لادانة المطلوب القبض عليه او اعتقاله.
وبالعودة الى شؤون المعتقلين هناك .مالفت انتباهنا وجود بعض الاقفاص المنفردة التي لاتتسع الا لشخص واحدة قيل لنا انها مخصصة للمعتقلين المشاغبين اي بمعنى ان السجين المراد معاقبته على خطأ اقترفه يحجز في ذلك القفص ولمدة 12 ساعة، واذا استمر بخطئه او شعر المشرف على محاسبة المعتقل بان العقوبة غير كافية ينقل الى مكان اخر ليعاقب على فعلته.واوضح لنا المقدم براد المشرف التنفيذي على المعتقل ان هذه الطريقة اثبتت نجاحها في منع المعتقلين من ارتكاب اية اخطاء او اساءة الى بعضهم البعض، والقفص الحديدي الذي يحجز فيه المعتقل المعاقب لايتجاوز ارتفاعه المتر ونصف المتر فيما عرضه بمساحة تقارب 130 سم، وعادة مايتناوب على حراسة المعتقل في الانفرادي اكثر من جندي وهؤلاء يتكفلون بمهمة كتابة تقرير عن وضع المعتقل المعاقب وآلية التزامه بالعقوبة.
بالقرب من اقفاص الاعتقال تلك امتدت قاعات المعتقلين من الاحداث والبالغ عددهم 40 حدثا تتراوح اعمارهم بين 11و 16 عاما وقد ارتدوا بزات بلون بنفسجي تختلف عن بزات المعتقلين الكبار التي ميزت باللون الاصفر غير اننا لاحظنا وجود معتقلين ارتدوا بزات بلون ابيض «دشداشة» ورغم الحاحنا الشديد في تفسير سبب اختلاف الوان بزات المعتقلين الكبار الا ان الاجابات كانت دبلوماسية ومبهمة وتدور حول ان الكبار ميزت بزاتهم باللون الاصفر والذين يرتدون دشداشات بلون ابيض هم ممن يرفضون ارتداء البزات الصفراء «بقطعتين اشبه ببيجامة النوم «لكننا عرفنا في ما بعد ان الذين يرتدون دشداشات بيضاء هم من السعوديين والكويتيين وحين نظرنا اليهم في محاولة للتفاهم ولو بالاشارات زجرهم مرافقنا العسكري وطلب اليهم ادارة ظهورهم او النظر جانبا، ولاحظنا ايضا ان كثيرين من المعتقلين كانو يرتدون «دشداشة» بلون اصفر.
يذكر ان المعتقلات التي تضم سجناء عربا واجانب مكيفة باجهزة التبريد والتدفئة فضلا عن توفر وسائل الراحة بمنافعها الكاملة الى جانب الخدمات الصحية.
https://telegram.me/buratha
