لم يكن احد يتوقع للطالبة ( مروة ) احدى طالبات ثانوية الشموخ للبنات في حي التاميم غربي الرمادي ان تواتيها الشجاعة الى الحد الذي يجعلها تتصدى للمحافظ علنا وامام الطلبة والملاك التدريسي وجمع غفير من المسؤولين والمرافقين ورجال الحماية. لكن وكما يرى اهالي الانبار ان العراقيين بدأوا بالفعل يتعلمون ممارسة ديمقراطية ابداء الراي والتصدي ولو بمستويات مختلفة عما يرونه اخطاء او اوضاعا شاذة وغير طبيعية في دوائر الدولة ومؤسساتها.
مروة وفي اللحظة التي دخل فيها محافظ الانبار الى المدرسة تصدت له قائلة: نحن لا نريدك ان تتفقد احوال المدارس لان الملاك التدريسي جيد و لانحتاج اي شيء وانما نريدك ان تتفقد احوال المواطنين، وانا اتحدث اليك واعدك مواطناً بغض النظر عن الرسميات وكونك محافظاً لان هناك (حرية راي وديمقراطية حسب ما تدّعون) فمن حق اي مواطن ان يعّبر عّما بداخله.
فأجاب المحافظ : نحن طورنا المحافظة .. وسرعان ما قاطعتهُ هذه الطالبة قائلةً: ((أي تطور هذا ؟ انتم تتلاعبون باموال المحافظة لمصالحكم الشخصية وتتقاسمون ملايين الدولارات بينكم وبين المقاولين حيث تعطون المقاولين الافاً ولايصرفون هم الا القليل منها والبقية يشترون بها العقارات خارج العراق لكي تؤمنوا مصالحكم الشخصية )) .
وامام نظرات زميلاتها والمدرسات واستغراب المحافظ لهذه اللهجة الجديدة في التعاطي مع المسؤولين مضت مروة ((نحن لانريد منكم شيئاً سوى حقّنا في ثروة محافظتنا))، فرّد المحافظ : نحن أمّنا المحافظة من الارهابيين , فاجابته الطالبة : انتم لم تؤمنوها لانكم متفقون معهم.
فقال المحافظ : نحن خصّصنا لكم النفط والكهرباء فقالت مروة :(( اي كهرباء هذه التي تاتي خمس دقائق وتنقطع ؟ هل تسميها كهرباء واي نفط هذا تحاسبنا عليه ؟ هل الخمسون لتراً كل كم شهر ؟ .. لماذا لم تحاسبوا الدولة والاميركان الذين يسرقون النفط ويصدرونه الى خارج العراق؟)). حصل ذلك بينما كانت فضائية الانبار تغطي الحدث لكن ليس على الهواء مباشرة ..
المصدر : الملف برس
https://telegram.me/buratha