نيوزماتيك ـ اربيل
ناشد رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني الأوساط الشعبية والرسمية العربية في العراق بالعمل على تعزيز التفاهم المشترك مع الأكراد والتصدي للأشخاص والجهات التي تحاول دفع العلاقات بين الجانبين باتجاه التشنج، من خلال إثارة النعرات القومية.
وجاءت دعوة رئيس إقليم كردستان العراق خلال رسالة مفتوحة وجهها اليوم الأربعاء 31 كانون الأول الجاري بمناسبة حلول رأس السنتين الجديدتين الميلادية والهجرية.
وأشار البارزاني إلى انه يأمل أن تساعد رسالته على "توضيح الصورة ورفع الالتباس وتعزيز التفاهم المشترك"، مؤكدا أن "العلاقات بين العرب والأكراد هي علاقات تاريخية وثقافية واجتماعية ودينية امتزجت بطموحات وأهداف سياسية مشتركة من اجل الحرية وحقوق الإنسان والديمقراطية".
وقال البارزاني إن "العرب والأكراد في العراق وعلى اثر تبني الفيدرالية كشكل جديد للدولة، انتهوا إلى خيار التعايش السلمي على أساس الإتحاد الاختياري الديمقراطي"، لافتا إلى وجود مسؤولية مشتركة ملقاة على عاتق الطرفين "لإنجاح هذه التجربة".
وأثنى رئيس إقليم كردستان على إقرار الفيدرالية في العراق واصفا إياها بأنها "تجربة ديمقراطية إنسانية فذّة يقدمها العراق الجديد بعد تحرره من الدكتاتورية والسياسات الشوفينية"، مبينا أنها "ستكون منارة لشعوب ودول الشرق الإسلامي" حسب تعبيره.
وذكر البارزاني في رسالته أن "الأكراد لا يسعون إلى الانتقام عندما يدعون إلى ضرورة توثيق الجرائم البشعة التي ارتكبت بحق الشعب العراقي وخاصة ما ارتكب منها بحق الكرد بدءً من تدمير 4500 قرية والإبادة الجماعية بحق الفيليين والبارزانيين وحلبجة وعمليات الأنفال"، وأوضح "إننا ندعو إلى تحقيق العدالة وإنصاف المظلومين وتعويض ذوي الضحايا، وان ذلك وحده قد يساعد على التئام الكثير من الجروح المؤلمة التي أحدثتها الممارسات الوحشية التي نفذها النظام السابق" حسب وصفه.
ودعا البارزاني العرب إلى "التضامن مع الشعب الكردي سواء في العراق أو على مستوى المنطقة، معتبرا ذلك التضامن "خير معين لنا للإصرار على التعايش السلمي المشترك".
واتهم رئيس إقليم كردستان العراق في رسالته من اسماهم "بعض الشوفينيين والمتطرفين" من بعض الشرائح والأوساط العربية وفي أجنحة معينة في الحكومة الفدرالية بـ"محاولة اختطاف الروح المشتركة بين الأكراد والعرب وإفراغ العلاقات الأخوية التاريخية من محتواها، وإحلال حالات متشنجة جديدة مفعمة بالاستفزاز وإثارة النعرات القومية الضارة وإثارة جروح الماضي".
وناشد بارزاني في رسالته من اسماهم بـ"المخلصين" من أحزاب وعشائر ومنظمات مدنية ومهنية وديمقراطيين أحرار.. "للتكاتف والعمل معاً بغية فضح وإدانة أي عنصر وأي اتجاه مستفز للمشاعر"، كما دعا إلى "تعزيز الكفاح لإنجاح المصالحة الوطنية الشاملة وحل المشاكل على أساس الدستور والقانون والحوار الديمقراطي والشراكة الفعلية والمتوازنة".
وحث رئيس إقليم كردستان العراق في ختام رسالته إلى "نبذ العنف واستعمال الكلام الخشن في الإعلام والصحافة والتصريحات بغية قطع الطريق على كل من يحاول تحويل المشكلات إلى خلافات عربية كردية".
يذكر أن تحذيرات عدة قد صدرت هذا العام من مسؤولين اكراد بينهم نائب رئيس الوزراء برهم صالح، من إثارة المزيد من المشاكل بين الأكراد والحكومة الاتحادية ببغداد، وتوجيه الخلافات الموجودة حاليا بين الطرفين باتجاه خلاف قومي بين العرب والأكراد.
https://telegram.me/buratha