تتهيأ السلطات العراقية لتسلم الملف الامني في بغداد بشكل كامل، مع بدء القوات الاميركية الانسحاب من العاصمة على وفق جداول زمنية ستتم على اربع مراحل متسلسلة. وكشف النائب عباس البياتي عضو لجنة الامن والدفاع في مجلس النواب لـ"الصباح"، عن وجود اكثر من 30 الف جندي اميركي في بغداد سيبدؤون بالانسحاب مطلع العام المقبل، لافتا الى ان "ارتفاع عدد الجنود في العاصمة والتي تعد مركز ثقل الجيش الاميركي جاء على وفق ستراتيجية الرئيس الاميركي جورج بوش منتصف 2007.
ووقع العراق والولايات المتحدة مؤخرا، اتفاقية تنص على انسحاب القوات الاميركية من المدن والقصبات في حزيران العام 2009، على ان يتم خروج جميع القوات نهاية العام 2011. واوضح البياتي ان "الانسحاب من العاصمة سيتم على وفق اربع مراحل وبحسب جداول زمنية محددة تحت اشراف اللجنة المشتركة لتنسيق العمليات العسكرية العليا التي تضم عسكريين من كلا البلدين،
منوها بأن هذه المراحل هي: "تسليم القصور والمواقع الرئاسية واخلاؤها من القوات الاميركية مع تسليم المنطقة الدولية مطلع العام المقبل، اضافة الى الانسحاب من الاحياء السكنية التي تتواجد فيها هذه القوات، خصوصا من المناطق الامنة التي تتواجد فيها قوات كافية من الجيش والشرطة، فيما تتمثل المرحلة الرابعة بالانسحاب من العاصمة الى خارجها في منشات عسكرية، تمهيدا للانسحاب النهائي في العام 2011.
وكان رئيس الوزراء نوري المالكي اكد في كلمة الى الشعب العراقي عقب اقرار الاتفاقية من قبل البرلمان، ان "التطبيق الدقيق لاتفاقية سحب القوات الاميركية من العراق يحتاج الى موقف وطني متماسك تقف فيه القوى السياسية الى جنب حكومة الوحدة الوطنية”.
على صعيد ذي صلة، اعلنت مصادر مطلعة ان اكثر من 1500 جندي اميركي سينسحبون من بغداد وسيغادرون البلاد شباط المقبل. وقالت المصادر: ان هذه الخطوة تعد مؤشرا قويا على تمسك الادارة الاميركية ببنود اتفاقية سحب القوات، منوهة بان وجبات اخرى ستخرج من العراق بشكل تدريجي لعدم حدوث أي خرق امني”. وسط هذه الصورة، بدأت القوات الأميركية بإخلاء أحد مقارها في بغداد قبل أيام من دخول اتفاقية انسحاب القوات حيز التنفيذ في 2009.
وذكر مصدر أمني في بغداد ان القوات الاميركية بدأت بنقل معداتها من أحد المراكز الامنية التي كانت تتخذها مقرا لها شمال شرقي المدينة، تمهيدا لتسليمها الى السلطات العراقية. واوضح المصدر لـ"الصباح" ان هذه القاعدة وهي مبنى للاسواق المركزية في مدينة الشعب ستتم اعادتها الى وزارة التجارة، ومن المؤمل ان يتم تأهيلها وافتتاحها من جديد.
وأكد ان عملية انتقال القوات الاميركية من المقر المذكور ستصاحبها ازالة الحواجز الكونكريتية من أمام المبنى، اضافة الى اعادة فتح الشارع الرئيس الذي تم اغلاقه ايضا بسبب اقامة هذه القاعدة.
https://telegram.me/buratha