في خضم الانباء المتضاربة حول عدد الارهابيين الهاربين من سجن الفرسان في محافظة الانبار وهم ينتمون الى تنظيم القاعدة الارهابي أعلن مدير شرطة محافظة الأنبار اللواء طارق الدليمي استشهاد ستة من عناصر الشرطة وسبعة من عناصر تنظيم القاعدة الارهابي خلال محاولة لعناصر القاعدة الفرار من السجن في وسط الرمادي كبرى مدن محافظة الأنبار غرب بغداد.
وقال الدليمي للصحافيين إن «ستة من عناصر الشرطة استشهدوا وجُرح أربعة آخرون فيما قُتل سبعة من عناصر تنظيم القاعدة واعتقل آخر، خلال محاولة قام بها عناصر تنظيم القاعدة للفرار من سجن وسط مدينة الرمادي وأضاف أن «ثلاثة آخرين من عناصر القاعدة استطاعوا الفرار».
وأكدت مصادر في وزارتي الداخلية والدفاع الحادث. وأوضح مصدر في الداخلية أن «الحادث وقع في مركز شرطة الفرسان وسط مدينة الرمادي عندما استطاع أحد عناصر تنظيم القاعدة الارهابي من قتل شرطي أخرجه من المعتقل للذهاب الى الحمام». وتابع أن «المعتقل قام بعدها بتحرير الآخرين وهم من التنظيم ذاته والاشتباك مع الشرطة، ما أدى الى استشهاد ستة من الشرطة بينهم ضابطان هما مقدم ونقيب وجرح أربعة آخرين».
وأكد «مقتل السجناء السبعة فيما استطاع ثلاثة من أمراء التنظيم الارهابي كانوا بين المعتقلين من الفرار واعتقال آخر بعد اصابته». وذكر مصدر في شرطة الرمادي ان «الاشتباكات بين الشرطة والسجناء دامت حوالي ساعتين». وأوضح أن «الإرهابيين الذين هربوا عراقيون من أهالي الأنبار»، مشيراً الى أن أحدهم «معروف باسم عماد عمية هو أحد زعماء تنظيم القاعدة في الانبار واعترف في وقت سابق بقيامه بقتل أكثر من مئة شخص».
قال رئيس مجلس انقاذ الأنبار الشيخ حميد الهايس في تصريح صحفي أن «11 أميراً من تنظيم القاعدة الارهابي متهمين بقضايا قتل وتسليب وخطف معتقلين في مركز شرطة الفرسان وسط الرمادي، استولى أحدهم ليل أول من أمس على سلاح أحد الحراس أثناء اقتياده الى ضابط التحقيق وفتح باب السجن لرفاقه الذين بدورهم هاجموا مكاتب الضباط وقتل اثنين منهم بعد قتلهم أربعة من أفراد الشرطة».
وأضاف الهايس أن «المواجهات داخل المركز وفي محيطه أسفرت عن قتل سبعة من الأمراء هم خالد نجم الهزيماوي ووليد جياد وسيف بحر الفراجي وأحمد عطا العلواني وخليل اسماعيل ابراهيم وسعدون منعم وفاهم حاتم الجبوري، فيما تمكنت قوات الشرطة من اعتقال ليث خلف الريشاوي وهو محتجز الآن لديها، وما زال ثلاثة منهم طلقاء وهم عبدالعليم عبدالوهاب ولازم محمد وعمار أحمد فرحان المحمدي».
وألقى الهايس باللوم في الحادث على حارس السجن كونه «اقتاد أحد عتاة المجرمين دون تكبيل يديه أو الحذر منه، ما ساعد على مهاجمته والاستيلاء على سلاحه وبالتالي حدث ما حدث». وأشار إلى «أن سيف بحر الفراجي أحد الذين قُتلوا في الحادث كان يشغل منصب معاون والي الأنبار في ما يسمى دولة العراق الاسلامية». وقال إن «جميع هؤلاء المعتقلين متهمون بجرائم ارتكبت في المحافظة خلال السنوات الماضية».
من جهته، أكد مصدر في وزارة الداخلية أن أسماء عناصر القاعدة الذين فرّوا من الاعتقال هم «لازم محمد علاوي وعمار أحمد فرحان المعروف بعماد عمية وعبدالعليم عبدالوهاب». وأكد مصدر في شرطة الرمادي إعلان حظر للتجول في المدينة بحثاً عن السجناء الفارين. كما قال مسؤول في الداخلية ان 23 من بين 40 معتقلاً كانوا في سجن مركز الشرطة هربوا في بادئ الأمر ثم اعتقلوا لاحقاً.
وأغلقت المحال التجارية أبوابها بعدما أغلقت الشرطة معظم شوارع المدينة، وفقاً للمراسل. وكانت القوات الاميركية سلمت في الاول من ايلول (سبتمبر) الماضي، مسؤولية الملف الأمني في محافظة الانبار التي تعد أكبر محافظات البلاد مساحة، الى السلطات العراقية.
وينتشر حوالي 36 ألفا من قوات الامن العراقية في الانبار بينهم 28 ألفاً من عناصر الشرطة، معظم هؤلاء كانوا بين قوات الصحوة. وشكلت قوات الصحوة على يد الشيخ الشهيد عبدالستار أبو ريشة في محافظة الانبار، باسم مؤتمر صحوة الأنبار، في 14 ايلول عام 2006 إذ شكل تحالفاً قوياً من 42 قبيلة معروفة.
https://telegram.me/buratha