اعترف رجل مسن عراقي، يبلغ من العمر 67 عامًا، يقيم بالولايات المتحدة منذ الثمانينيات، أمس، بجريمة تآمر فيدرالية، وأقر أنه عمل كعميل سري لأكثر من عقد لدى نظام الطاغية المقبور صدام حسين. وأوضحت وزارة العدل أنه تم الكشف عن المدعو صبحي جاسم الدليمي الذي قدم إلى الولايات كطالب، ثم مقيم بصفة دائمة من خلال الوثائق التي تم فحصها في أعقاب الغزو الأميركي للعراق.
وقال المدعي العام إن فحص تلك الملفات أدى إلى توجيه تهم ضد على الاقل 12 عراقيا آخرين. وبحسب افادته التي تضمنت طلبا بالالتماس، فإن الدليمي، الذي حمل الاسم الحركي (آدم)، قد قدم معلومات إلى الحكومة العراقية ووكالاتها الاستخباراتية حول هويات ونشاطات المجموعات المناوئة للطاغية المقبور صدام حسين وحكومته. وأشارت الوثائق التي قدمت إلى محكمة المقاطعة في بالتيمور، إلى أن الدليمي الذي يقطن في ميريلاند، كان قد استضاف مجموعة من ضباط الاستخبارات العراقيين ومسؤولين حكوميين في المطعم الذي يديره بالقرب من وكالة الأمن القومي.
وتضيف الوثائق أن الدليمي قد استغل قرب المطعم من وكالة الأمن القومي لجمع المعلومات حول الحكومة الأميركية. ولم تشر الوثائق إلى محل إقامة الدليمي في ميريلاند، كما لم تأت على ذكر اسم المطعم، لكن سجلات الهواتف تربطه بمطعم جورمت شيش كباب في منطقة لوريل، وقال الموظف الذي أجاب على الهاتف، أمس، إن الدليمي يدير المطعم الذي تمتلكه زوجته. ولم توجه إلى الدليمي تهمة السعي أو الحصول على معلومات سرية، ولكنه اتهم بالتآمر للعمل كوكيل غير مسجل لدولة أجنبية وهي جريمة تصل عقوبتها القصوى إلى خمس سنوات.
وأوضح رود رونستون المدعي العام الأميركي، أن العمل بصورة سرية لصالح حكومة أجنبية جريمة خطيرة، وقال: «إن ذلك أمر على قدر كبير من الأهمية، لأنه دائمًا ما يحاول العملاء الأجانب في الولايات المتحدة جمع معلومات كي تستخدمها الحكومات المعادية، وأعتقد أن من المهم بالنسبة لنا أن نوضح أن من يتعامل بصورة سرية مع مخابرات أجنبية قد يتعرض للمحاكمة».
وأبرزت الوثائق أن الدليمي الذي بدأ عمله منذ عقدين، كان قد أرسل إلى الدراسة في الولايات المتحدة بموجب منحة من حزب البعث الارهابي، مقابل مساعدة ضباط الاستخبارات الصدامية في العمل في الولايات المتحدة، وقد تعاون تحديدًا مع الجواسيس العراقيين من «واشنطن ستيشن» التي كانت تدار من قسم شعبة رعاية المصالح العراقية التي أنشئت في أعقاب توقف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 1990. وقالت الوثائق إنه في الوقت الذي كان فيه شبح الحرب يخيم على المنطقة بين الولايات المتحدة والعراق حول الكويت، فإنه قد ساعد في تمزيق وثائق في السفارة العراقية كان من الممكن أن تضر بنظام الطاغية المقبور صدام حسين وان تفضح هويات عملاء المخابرات الصدامية في الولايات المتحدة. وأشارت أوراق المحققين الذين أعادوا دراسة الوثائق التي عثر عليها في العراق، إلى أن «واشنطن ستيشن» دفعت للدليمي مقابل جهوده، لكن الأوراق لم تذكر قيمة المبالغ التي تلقاها وعدد المرات التي تلقى فيها تلك الأموال.
وقد تحدث الدليمي أمام ريتشارد بنيت قاضي المقاطعة، بلغة انجليزية ركيكة، وبدا بحاجة في بعض الأحيان، إلى مساعدة من محاميه ريتشارد جيلوتي وروبرت كنغ لمساعدته في فهم أسئلة القاضي. وبعد أن عرضت المدعية العامة كريستين مانوليان الأفعال التي ارتكبها الدليمي، اعترف الدليمي بدوره في المؤامرة وأقر بالذنب في التهمة.
وبعد أن أقر الدليمي بأنه مذنب، اقتيد من قاعة المحكمة بواسطة عملاء مكتب المباحث الفيدرالية، ولم يتم الكشف عما إذا كان سيطلق سراحه في الفترة التي ينتظر فيها النطق بالحكم من عدمه. ورفض جيلوتي محامي الدليمي التعليق على القضية.
https://telegram.me/buratha