اثمرت الجهود والمساعي التي بذلت خلال الساعات الماضية عن التوصل الى صيغة قرار سيصوت عليه البرلمان اليوم الاثنين يمنح الحكومة تخويلا بتنظيم عمل قوات ست دول وحلف شمال الاطلسي وانسحابها من البلاد بحلول 31 تموز المقبل.وتأتي هذه المعلومات متزامنة مع قرب انتهاء بغداد وواشنطن من تشكيل اللجان الخاصة بتنفيذ بنود اتفاقية الانسحاب.واعلن النائب عباس البياتي عضو لجنة الامن والدفاع اتفاق الكتل النيابية الرئيسة على صيغة قرار يسمح للقوات الاجنبية ومن بينها البريطانية باستمرار عملها في العراق لسبعة اشهر مقبلة.وقال البياتي في تصريح خاص لـ"الصباح": ان مشروع القرار يتضمن ثلاث نقاط هي: "التأكيد على انسحاب القوات الاجنبية عدا الاميركية من البلاد بحلول 31 تموز 2009، وتخويل الحكومة بالتوصل الى ترتيبات لتنظيم انهاء الوجود المؤقت لهذه القوات لحين انسحابها، اضافة الى تأكيده ان العمل بتنفيذ القرار سيبدأ من تاريخ نشره في الجريدة الرسمية".وكان مجلس النواب قد رفض امس الاول مشروع قانون اقره مجلس الوزراء مؤخرا، يجيز لقوات ست دول من بينها البريطانية وحلف شمال الاطلسي بالبقاء في البلاد حتى نهاية تموز المقبل.واكد البياتي وجود اغلبية مؤيدة للقرار الذي توصلت اليه الكتل امس، لافتا الى ان لجنة الامن اطلعت على القرار واعطت موافقتها عليه، بعد ان صاغته اللجنة القانونية في البرلمان بشكل قانوني، مبينا في الوقت نفسه "تواصل الحوارات والاتصالات بين الحكومة ومجلس النواب لاعتماد القرار باعتباره حلاً وسطاً بين الاتفاقية والقانون".من جانبه كشف وزير الدفاع البريطاني جون هيوتن عن وجود خطط طوارئ بديلة تسمح لقوات بلاده بالبقاء في العراق في حال عدم التوصل الى اتفاق مع الحكومة العراقية، بحسب ما نقلته عنه محطة سكاي نيوز الاخبارية.
وسط هذه الصورة، شارفت المباحثات الجارية بين العراق والولايات المتحدة بشأن تشكيل اللجان المختصة بتنفيذ اتفاقية سحب القوات على نهايتها، لاسيما ان الاتفاقية ستدخل حيز التنفيذ اعتبارا من الاول من الشهر المقبل.وذكر النائب عباس البياتي انه "سيتم تشكيل عدة لجان لغرض الاشراف وتطبيق هذه الاتفاقية، ومنها "اللجنة المشتركة لتنسيق العمليات العسكرية وهي لجنة ميدانية فنية اختصاصية من وزارتي دفاع البلدين والعسكريين في البلدين مع وجود لجان فرعية سيتم تشكيلها بخصوص بحث كل ما لم يرد بالاتفاقية وحل القضايا الفنية"، فضلا عن "اللجنة الوزارية العليا" لحسم الخلافات واعطاء تفسير موحد بشأن النصوص في حال الاختلاف من قبل اللجنة المشتركة . ووقع رئيس الوزراء نوري المالكي والرئيس الاميركي جورج بوش خلال زيارة الاخير العاصمة بغداد الاسبوع الماضي، بيانا مشتركا للبدء بتنفيذ اتفاقية الانسحاب والالتزام ببنودها.واوضح عضو لجنة الامن والدفاع ان المباحثات الحالية تنصب على تعيين ممثلي الجانبين العراقي والاميركي وستكون اللجنتان او على الاقل اللجنة الميدانية جاهزة قبل نهاية الشهر كونها ستكون مسؤولة عن العمليات العسكرية المشتركة بين الجانبين.
https://telegram.me/buratha