قال سماحة الشيخ جلال الدين الصغير رئيس كتلة المجلس الأعلى في البرلمان في بيان صدر قبل قليل من مكتبه ببغداد إن ما يؤسف له أن يمر مجلس النواب في هذه الفترة بالذات بمثل هذه الصورة المزرية التي قدمت يوم أمس من قبل رئاسة مجلس النواب، بالشكل الذي يمثل إهانة بالغة الخطورة لمجلس النواب ولمن انتخب أعضاءه، وما يؤسف له أن تستمر الرئاسة في إثارة الأجواء بطريقة غير مسؤولة لا تنسجم مع الظروف الحساسة التي يمر بها البلد، وكنا نتمنى أن تعبر رئاسة مجلس النواب عن مواقف مسؤولة للملمة الأوضاع السياسية والعمل على إشاعة روح الوئام لا الخصام في أجواء الساحة، ولكن للأسف الشديد ما حصل يوم أمس كان صدمة بالغة، وما اكدها إصرار الرئاسة على تبني نفس الأسلوب في هذا اليوم ولكن بطريقة تحمل مسؤولية ما حصل للكتل السياسية التي التزمت دوما بقرار تقوية المجلس وحمته لأنه وليد إنجازاتها ومواطنيها، ولتنأى برئاسة المجلس عن أي مسؤولية بل ولتحول رئيس مجلس النواب إلى قائد سياسي يريد وحده إصلاح البرلمان!! ونحن نرفض هذه الإهانات رفضا قاطا تحت أية عنوان جاءت.
إنا طرحنا في العديد من المرات وفي اكثر من صعيد ضرورة تحمل الرئاسة لمسؤولياتها من اجل البدء بعملية اصلاح شاملة في مجلس النواب والذي سبق أن صرحنا كثيراً أنه يحوي خطين متناقضين خط يريد تقويم العملية السياسية من خلاله وخط يريد تخريبها، وعملية الاصلاح لا يمكن لها أن تكون ناضجة من دون ان تصلح الرئاسة نفسها، ولدينا قائمة مؤلمة جدا في طبيعة المخالفات التي ترتكبها الرئاسة ليس للنظام الداخلي فحسب بل لما هو أكبر منه، وقد سكتنا عن إبرازها علناً رغم مكاشفتنا للرئيس مراراً بها حرصاً منا على عدم تهييج الأوضاع السياسية في الوقت الذي نجد أن السياسة المطلوبة هي سياسة الاحتواء للأزمات لا لإثارتها.
وقال بيان سماحة الشيخ الصغير: إن تعرض رئيس مجلس النواب لذكر سماحة السيد عبد العزيز الحكيم زعيم الائتلاف العراقي الموحد بعنوانه المتغيب عن الحضور في مجلس النواب وبالطريقة التي عرضت وكأنه هو سبب إرباك عمل مجلس النواب، يمثل قفزا على حقائق كثيرة في الساحة السياسية ومسلمات لا يمكن إغفالها، ونعتبر إن حديثه في هذا المجال كان مخيباً جداً وغير موفق، فمع إن سماحة السيد هو أحد أكثر ـ إن لم نقل بأنه الأكثر ـ حضوراً في الساحة السياسية، ومع إنه مريض بمرض عضال لو كان غيره قد أصيب بأخف منه لترك الساحة وما فيها لكي يتعافي منه، ولكنه لم يتخل عن الساحة وحضوره اليومي فيها حتى في أشد حالات المرض سوءا، رغم إصرار أطبائه على منعه من ذلك شاهد على ذلك، ولو كان رئيس مجلس النواب يريد أن يطبق النظام الداخلي للمجلس وقوانينه لكان حريا به بدلا من لغة التحريض هذه أن يمارس الدستور الذي لا يفسح المجال له بايقاف الاجراءات القضائية بحق من اتهموا بقتل وتهجير المواطنين، ولكان حرياً به أن يعمل بطريقة تعمل على تطبيق النظم القانونية في داخل مجلس النواب التي كانت كفيلة بتحويل المجلس إلى دائرة متزنة تعمل للصالح العام لا إلى تحويله إلى ساحة مهاترات وزعيق كما حصل في الكثير من الأحيان، ولكان حرياً به أن يقوم بإجراءات تجاه اعضاء لم ترهم قاعات مجلس النواب إلا مرة أو مرتين وهم جلوس في الأردن والإمارات وغيرها بهدف تقويض العملية السياسية أو منشغلون بأوضاعهم التجارية الشخصية.
وانتهى بيان سماحته إلى القول: إن المجلس الأعلى الإسلامي العراقي كان حاضرا اليوم بكامل أعضائه، ولكنه رفض الدخول إلى القاعة بعد كلمات الإهانة الكبيرة التي وجهت لأعضاء مجلس النواب يوم أمس، ولم يك قراره بمفرده، وإنما غالبية الكتل السياسية كانت على هذا المنوال، وسيستمر موقف المجلس الأعلى بهذه الاتجاه إلى أن نجد ما يمكن أن يكون مطمئنا لصيانة أعضاء مجلس النواب وعدم توجيه الاهانات المتكررة لهم ولمن انتخبهم من قبل الرئيس.
https://telegram.me/buratha