تفتتح اليوم أمانة بغداد شارع المتنبي بعد ان انجزت جميع اعمال إعادة إعماره وتأهيله بعد تعرضه الى عمل تخريبي أسفر عن تدمير أجزاء كبيرة منه وحرق الكثير من المكتبات والمطابع والمباني التراثية فيه فضلا عن كتب ومخطوطات قديمة ونادرة.
وقال مصدر مسؤول في امانة بغداد ان الأمانة تفتتح الشارع رسميا اليوم بعد إنجاز عملية إعادة إعماره وتأهيل الأبنية التراثية القديمة التي يضمها، لاسيما المكتبة العصرية ومقهى "الشاهبندر" والأبنية والمكتبات القديمة الأخرى التي حُددت وشُخصت بالتنسيق مع دائرة الاثار والتراث، تمت إعادتها الى سابق عهدها بكونها أماكن ثقافية ومراكز للإشعاع الفكري ورمزاً من رموز العاصمة.وبين المصدر أن إعادة الإعمار والتأهيل شملت إنشاء رواق على امتداد الشارع على الجانبين ببعد "1.5_2" م عن واجهات الأبنية وبارتفاع ثمانية امتار ويتألف من طبقتين مع وجود سلالم عمودية ومدخل ومخرج وبوابات للشارع وتم البناء باستعمال الطابوق البغدادي "جف قيم" الذي يتناغم مع تاريخ واسم الشارع وأهميته الثقافية، فضلاً عن نصب تمثال كبير للشاعر "أبو الطيب المتنبي" عند تقاطع الشارع مع الشارع المؤدي الى القشلة، إضافة الى تطوير مقهى "الشاهبندر" الشهير.
وأضاف المصدر: أن المشروع شمل تطوير الخدمات التحتية للشارع من خلال تجديد شبكات المجاري وتأهيل شبكة الماء الصافي وإستبدال القوالب الجانبية المتضررة ورصف الأرصفة على الجانبين بالمقرنصات الملونة وإكساء الشارع بالطابوق المقرنص بدلاً من الإسفلت لإضفاء لمحة تراثية تتناسب وطبيعة الأبنية والمواقع الأخرى التي يضمها هذا الشارع ونصب منظومـة حريق متكاملة تحسباً لأي حريق قد يحدث مستقبلاً .مشيرا الى ان الشارع زود بزخارف خارجية عبارة عن أقواس عربية وإسلامية كواجهة للأبنية على الجانبين حيث وضعت التصاميم الخاصة بها من قبل المكتب الاستشاري للجامعة التكنولوجية، لضمان أقصى درجات المهنية والحرفية في تنفيذ هكذا أعمال تتعلق بتراث وأصالة بغداد.
واوضح المصدر ان امانة بغداد طورت الفضاءات على نهر دجلة القريبة من شارع المتنبي وجعلتها أماكن خضراء ومتنفساً لجمهور القراء والمثقفين من رواد هذا الشارع الذين يرغبون بالمطالعة والقراءة على ضفاف النهر.جدير بالذكر ان الامانة كانت رصدت خمسة مليارات دينار وحددت "180" يوماً سقفاً زمنياً لإعادة إعمار وتأهيل شارع المتنبي الواقع في وسط العاصمة بالقرب من منطقة الميدان وشارع الرشيد، ويعد شريانا ثقافيا للمدينة حيث تزدهر فيه تجارة الكتب بشتى أنواعها ويمثل ملتقى لادباء ومفكري البلاد.
وتوجد فيه مطابع قديمة منها ما يعود الى القرن التاسع عشر، كما يحتوي على عدد من المكتبات التي تضم كتباً ومخطوطات نادرة، اضافة إلى بعض المباني البغدادية القديمة، مثل المحاكم المدنية قديما، المسماة بالقشلة حاليا، وهو موضع مديرية العقاري "الطابو" ووزارة العدل في العهد الملكي.وتعرض شارع المتنبي الى تفجيرات عديدة خلال مدة عدم الاستقرار الأمني السابقة، كان اسوأها هجوم بسيارة ملغمة في الخامس من اذار من العام الماضي راح ضحيته اكثر من 30 بائع كتب ومتسوقاً ودمرت جراءه العديد من المكتبات والمباني. كما دمر الهجوم المكتبة العصرية بشكل كامل، وهي أقدم مكتبة في الشارع، اسست في 1908، اضافة الى تدمير مقهى الشاهبندر الذي يعد من معالم بغداد العريقة، واحتراق العديد من المباني البغدادية التراثية في الشارع.
https://telegram.me/buratha