أثار تصرف مراسل البغدادية منتظر الزيدي الذي رمى بفردتي حذائه على الرئيس الأمريكي جورج بوش في المؤتمر الصحفي الذي جمعه، مساء أمس، مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ردود فعل مستنكرة لدى عدد من سكان مدينة كربلاء، إذ اعتبروا ما قام به الزيدي إساءة للعراق وإهانة لأحد ضيوفه، فيما رأى البعض الاخر أن الحادث أمر عادي في الديمقراطيات الغربية، وأنه جاء لمصلحة بوش لأنه أكد ديمقراطية الرئيس الامريكي وتقبله لحرية التعبير.
الزيدي لم يحترم التقاليد الموروثة والآداب العامة في العراق
ويقول المشاور القانوني أياد حسين الموسوي إن "الفعل الذي أقدم عليه الصحفي منتظر الزيدي يمثل استغلالا غير صحيح وسيء للحريات التي أعطاها الدستور العراقي للعراقيين، والعمل الصحفي في البلاد، فضلا عن أن عمله يمثل عدم احترام للتقاليد الموروثة والآداب العامة في العراق التي اعتاد الشعب العراقي عليها".
ويضيف الموسوي انه "لحسن حظ الزيدي رمى فردتي حذائه على الرئيس الأمريكي جورج بوش، ولم يفعلها مع حاكم عربي لان سيقتل مباشرة بتهمة اغتيال الزعيم، وسيتحول إلى هريسة"، في إشارة منه إلى أكلة عراقية شهيرة.
ما قام به الزيادي استغلال سيء للحرية والديمقراطية في العراق
من جانبه يصف الناشط في مجال حقوق الإنسان مصطفى الطويل، ما تعرض له بوش بأنه "إساءة وخيبة أمل هزت مشاعر العراقيين"، ويبين أن "الرسالة التي أراد الزيدي إرسالها من خلال رمي فردتي حذائه على بوش لم تكن موفقة".
وتساءل الطويل عن "المصير الذي سيلاقيه الصحفي منتظر الزيدي لو أنه قام بالفعل نفسه في حضرة أي حاكم عربي"، ويشير إلى أن "الزيدي استغل الحرية والديمقراطية استغلالا سيئا ينافي الأخلاق والأعراف العراقية". ودعا بعض اهالي كربلاء إلى عدم النظر إلى ما قام به الزيدي من عمل ضد الرئيس الأمريكي بوش على انه يمثل رأي العراقيين جميعا.
الزيدي قام بتصرف شخصي يجب أن لا يحسب على العراقيين
ويقول المواطن أزهر جعفر إن "تصرف الزيدي لا يعبر عن رأي العراقيين إنما يعبر عن صاحبه فقط" ويضيف أن "الشعب العراقي لا يقبل أن يهان ضيفه بالطريقة التي شاهدناها، بغض النظر عن موقف هذا الطرف أو ذاك من هذا الضيف".
ويلفت جعفر إلى أن "رمي الأشياء باتجاه شخصيتين هامتين مثل المالكي وبوش وبالطريقة التي حدثت، هي إساءة إلى شعبي العراق وأمريكا، خصوصا أن العلمين العراقي والأمريكي كانا في مرمى الأحذية"، على حد تعبيره.
لكن البعض الأخر رأى في حادث رمي الزيدي لحذائه على الرئيس الأمريكي جورج أمر عاديا لا يحتمل التضخيم أو الإبراز الإعلامي، لانه ليس جديدا في الديمقراطيات الغربية.
ماتعرض له بوش جاء لمصلحته لانه أظهر ديمقراطيته
ويرى المواطن كريم جصان، أن "ما تعرض له الرئيس الأمريكي أمر عادي، لأن الديمقراطية الغربية تحدث فيها أشياء مماثلة"، ويشير إلى أن "ما حصل جاء لمصلحة الرئيس الأمريكي جورج بوش، لأنه اظهر الجانب الديمقراطي والوجه الحضاري للولايات المتحدة الأمريكية".
ويضيف جصان أن "المواطنين في الدول الغربية الديمقراطية يحتجون على المسؤولين هناك بالطماطم والبيض"، ويستدرك القول إن "من ندد باعتقال الزيدي هم مؤيدو حملات الإعدام بحق معارضي صدام".
لم انم ليلة البارحة بسبب الحزن
من جانبه يقول المواطن حيدر السماوي انه "لم ينم ليلة أمس الأحد، بسب الإساءة التي تعرض لها الرئيس الأمريكي جورج بوش من قبل مراسل قناة البغدادية منتظر الزيدي". ويضيف السماوي" لقد تملكني الحزن لأن الموقف أساء للشعب العراقي كثيرا ولجهوده في إقامة دولة تحظى بالاحترام من قبل العالم".
ويرى السماوي إن "من يعتبرون فعلة الزيدي تعبيرا عن الرأي كانوا هم أنفسهم يعتبرون توجيه اللوم لصدام حسين جريمة، ويبررون إنزاله عقوبة الإعدام بمعارضيه". ويتساءل السماوي" هل يمكن أن يرضى من يعتبر ما حصل تعبيرا عن الرأي أن يقذف بالحذاء مثل ما حصل للرئيس الأمريكي جورج بوش".
https://telegram.me/buratha