نقابة الصحفيين: ما قام به مراسل البغدادية بعيد عن المهنية وتطالب الحكومة باطلاق سراحة لدواعي انسانية

أعربت نقابة الصحفيين العراقيين، الاثنين، عن استغرابها لما قام به مراسل قناة البغدادية خلال المؤتمر الصحفي المشترك لبوش والمالكي أمس الاحد، وقالت في بيان لها عقب اجتماع استثنائي عقدته اليوم إن هذا التصرف بعيد عن المهنية وجعلها في “موقف مهني محرج”، مؤكدة في الوقت ذاته على ضرورة أن تكون المعارضة “سلمية وحضارية”. وأوضح البيان أن مجلس نقابة الصحفيين العراقيين عقد بكامل أعضاءه وبحضور رئيسي وأعضاء لجنتي المراقبة والانضباط أضافه إلى عدد من أعضاء الهيئة الاستشارية العليا للنقابة اجتماعاً استثنائياً صباح يوم الاثنين وتدارس المجتمعون ما جرى خلال المؤتمر الصحفي المشترك لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مع الرئيس الأمريكي جورج بوش بعد التوقيع على اتفاقية سحب القوات الأجنبية من العراق.وأضاف البيان أن نقابة الصحفيين العراقيين إذ تؤكد على خطها الوطني المهني المستقل غير المنحاز إلى طرف على حساب طرف آخر فأنها تؤكد أيضا إن الصحفيين العراقيين عملوا خلال أكثر من خمسة أعوام بمهنية عالية ومعارضة ديمقراطية بالقلم من خلال المقال والتحقيق والرسالة وفنون الصحافة الأخرى. وتابع البيان "كانت تلك المعارضة وانتقاد التصرفات السلبية لها اثر بالغ في تقويم العديد من تلك الحالات ولم تر النقابة ان هناك تصرفاً واحداً لصحفي عراقي أساء فيه للآخرين أو إلى مهنته بعيداً عن القيم العراقية الوطنية والحضارية او المهنية للعمل الصحفي."وقالت النقابة في بيانها أن "ما قام به مراسل قناة البغدادية خلال المؤتمر الصحفي من تصرف شخصي غير مسبوق وبعيداً عن أصول المهنية جعل نقابتنا في موقف مهني محرج لأنها دأبت على الدفاع عن عموم الصحفيين والإعلاميين في عموم العراق كانت تلقى تجاوبا كبيرا وايجابيا من لدن الجهات الحكومية العراقية والشخصيات الوطنية وفي مقدمتهم رئيس الوزراء نوري المالكي حتى إن الصحفيين العراقيون يشعرون بغبطة حقيقية من عدم وجود أي معتقل من الصحفيين لدى وزارات الدولة الأمنية ، وهذا يعبر عن تقدير الحكومة العراقية وأجهزتها والشخصيات الوطنية والمجتمع لعمل وشجاعة وإبداعات الصحفيين العراقيين".وأردفت أن "هذا الموقف جعل نقابتنا بعد اتصالاتها المكثفة ومن منطلق قوانينها وحرصها على مهنية الصحفي والتأكيد على إن المعارضة الحقيقية تكمن في استخدام القلم الصحفي والكلمة الصادقة لانهما الأكثر والأمضى سلاحاً وان لغة الحوار واختيار الأساليب الديمقراطية الحقيقية هي التي ترسم مستقبل العراق المشرق وهذا ماتجسد في العديد من القوانين التي عارضها سياسيون عراقيون ووافق عليها سياسيون آخرون في أجواء ديمقراطية في مجلس النواب وبشكل محترم وحضاري يعبر عن نضج التجربة الديمقراطية في العراق."وتابعت النقابة في البيان "وإشارة إلى ماتقدم فان استغرابنا لهذا التصرف الشخصي غير المسوؤل إنما يأتي من باب المسؤولية للحفاظ على حرية الرأي باستخدام الأساليب الديمقراطية المتبعة في الدول المتحضرة وتأكيدا لوطنية ومهنية الصحفي وليس مثل التصرفات الهمجية الطائشة للجنود الأمريكان بإساءتهم للشعب العراقي وللصحفيين بشكل خاص وما رفضهم لإطلاق صراح الزميل مصور ( رويترز ) والذي برأه القضاء العراقي ومداهمتها للعديد من المؤسسات الإعلامية إلا دليلاً على تلك التصرفات غير المسؤولة."وأضاف "كما تؤكد نقابة الصحفيين العراقيين على الجهات المسؤولة بضرورة إشراك النقابة أو من يمثلها في التجمعات والمؤتمرات التي تقتضي تأثيرا مهنياُ ومعنويا على المراسلين والمندوبين والذين يغطون أحداث كبيرة في هذا الجانب للالتزام بالخط الوطني الحيادي وأخلاقيات المهنة."كما تعرب النقابة عن ارتياحها لرحابة صدر الحكومة العراقية وشخصية السيد رئيس الوزراء المعبرة عن روح التسامح بان تكون فيصلا لمساعدة من يخطي ويتصرف بعجالة غير مسؤولة قد تأتي من حاله عصبية أو لحظوية لم تبنى على سياق متعارف عليه."وأعربت النقابة "عن تقديرها واعتزازها بالمواقف الوطنية الداعمة للصحفيين العراقيين في مختلف الجوانب بغض النظر عما حدث ويأتي في مقدمتهم السيد رئيس الوزراء نوري المالكي الذي عرفناه أخا وصحفياً داعماً لزملائه الصحفيين ولحقوقهم في جانب المكاسب الاجتماعية والاقتصادية والمهنية وكذلك حرصه على تشريع قانون حماية الصحفيين."واختتم البيان "تأمل نقابة الصحفيين من رئيس الوزراء إطلاق سراح مراسل البغدادية لدواعي إنسانية." وطالبت قناة البغدادية التي يعمل بها الصحفي منتظر الزيدي أمس الأحد السلطات العراقية بالإفراج الفوري عن منتسبها الزيدي تماشيا مع الديمقراطية وحرية التعبير التي وعد العهد الجديد والسلطات الأمريكية العراقيين بها.من جهته طالب المركز الوطني للإعلام قناة البغدادية بتقديم اعتذار معلن جراء تصرف مراسلها الزيدي، معتبرا اياه “اساءة للصحفيين العراقيين والصحافة بشكل عام”، بحسب بيان صدر عن المركز اليوم الاثنين.