ويشاهد المتسولون في أرجاء العراق بشكل لافت ولجميع الفئات من الأطفال الرضع إلى الأطفال بفئات عمرية مختلفة إلى النساء والرجال والبنات من الأصحاء والمعاقين والمتخلفين عقليا بعضهم يفترش الرصيف برفقة أطفال رضع بأعمار تقل عن عام وآخرون يجوبون الشوارع والتقاطعات المرورية وفي الأسواق المكتظة وقرب المراقد الدينية وفي الأزقة والأحياء السكنية من أجل الحصول على المال بشكل مقزز وذليل.
وتتسع الظاهرة خلال أيام الأعياد حيث يرى المتسولون بكثرة أمام المساجد ومدن الألعاب وفي الساحات العامة والشوارع ما يثير الريبة والمخاوف والفزع لدى الآخرين من أن يكون أحدهم يرتدى حزاما ناسفا قد يفسد عليهم متعة الاحتفال بالعيد. والملفت أن العراقيين ورغم المخاوف من احتمال أن يكون أي من المتسولين الذين يصادفونهم في الطرق والشوارع أشخاصا مفخخين إلا أنهم يتعاطفون معهم ويغدقون الأموال عليهم بسخاء ويساعدونهم بتقديم الملابس والغذاء.
وقال أبو سامر وهو موظف متقاعد: "التسول مرض قبل أن يكون ظاهرة وعلينا معالجة المتسولين من خلال مطاردتهم من قبل أجهزة الأمن ودعوة المواطنين إلى عدم تقديم المساعدة لهؤلاء وتصاحب هذه العملية تغطية إعلامية واسعة من جميع محطات الإذاعة والتليفزيون والصحف للتعريف بمخاطر هذه الظاهرة وكيف أنها تتعارض مع تعاليم القرآن الكريم وحث الناس على عدم التعاون وتقديم يد المساعدة للمتسولين والعمل على إعانة الفقراء والمحتاجين".
ورغم إعلان السلطات الأمنية العراقية من أن الجماعات الارهابية المسلحة تقوم باستخدام الشحاذين وخاصة المتخلفين عقليا والمعاقين والنساء في تنفيذ انفجارات بأحزمة ناسفة بالتحكم عن بعد وكان أخطرها سقوط عشرات الشهداء والجرحى في سوق للطيور في حي بغداد الجديدة في شباط (فبراير) الماضي إلا أن هذه السلطات لم تبادر بشن حملات للحد من اتساع هذه الظاهرة بشكل ملفت والعمل على جمعهم في مراكز إيواء من اجل تأهيلهم وإدخال المتخلفين عقليا في المستشفيات المتخصصة.
https://telegram.me/buratha