ويضيف أبو محمد 55 سنة، وهو أحد أقرباء أبو عقيل الذي يعمل موظفا في شركة نفط الشمال في حديث لـ"نيوزماتيك" "تركنا السيارتين أمام المطعم وبعد تفتيشنا من قبل حراس الأمن، دخلنا المطعم الذي كان يزدحم بالزائرين، واخترنا مكانا أمام نافورة الماء التي تتوسط المطعم، وبعد أن استمتعنا بأكل الكباب ورفقة الأطفال، غادرت المائدة وذهبت لغسل يدي"، يتابع "ما هي إلا لحظات ودوى صوت انفجار هز المكان".
يواصل أبو محمد من على سريره في مستشفى كركوك العام "خرجت كالمجنون أبحث عن أبن عمي، وعائلته، فلم أجد إلا أشلاءهم، فعقيل مات وأبوه وأمه كذلك زينب التي رأيت جثتها وهي تحتضن الدمية التي تلطخت بالدماء".
ويصف أبو محمد مشهد ما بعد الانفجار بأنه "مشهد مروع ومخيف حيث اختلط الدم مع الأكل وأصبحت الدماء تجري مع مجرى المياه، مشهد مخيف سوف لن أنساه ما حييت".
ويشير أبو محمد إلى أن العديد من القتلى كانوا من النساء والأطفال"، ويضيف "اختلطت الجثث وتناثرت في المطعم ولا أحد يعرف ما السبب، قتلوا فرحة العيد في عيون عقيل وأخته زينب".
وكان تفجيرا انتحاريا، وقع أمس الخميس، وصف بأنه الأعنف من نوعه، استهدف احد مطاعم المدينة وأسفر عن مقتل وإصابة 150 شخصا.
أما وليد نظام نصر الدين 20 سنة وهو أحد العاملين في مطعم كباب عبدا لله، فيروي في حديث لـ"نيوزماتيك" أنه "في الساعة الواحدة والنصف من بعد ظهر أمس، وبينما كنت مشغولا بتوزيع الأكل على الزبائن وسط الصالة، حصل انفجار عنيف وتصاعدت ألسنة النيران من كل مكان، وشعرت بعصف قوي يقذف بي إلى آخر المطعم"، ويضيف "وبعد دقائق تلمست جسدي فإذا بالشظايا قد مزقت بطني وأخرى أصابت يداي وصدري".
ويقول نصر الدين إن "التفجير كان قويا جدا حطم كل شيء في المطعم"، ويضيف "كان أشبه بمجزرة، قطع من الأجساد متناثرة هنا وهناك، هنا رأس بشرية وهناك يد وهنا جثة طفل وهناك جثة امرأة".
يواصل نصر الدين حديثه بصعوبة من على سريه في مستشفى كركوك بعد أن خضع لعمليتين في بطنه وأخرى في يديه، "بعد التفجير هرعت فرق الاتقاد من الشرطة، والمدنيين إلى المطعم وقاموا بنقل المصابين إلى المستشفى"، ويبين أن "كثرة عدد المصابين جعلت الأطباء يعالجون المصابين على الأرض لتقديم المساعدة لنا".
ويتساءل شيرزاد عبدالله احد المصابين في التفجير الانتحاري، في حديث لـ"نيوزماتيك" "ماذا يريد الإرهاب الأعمى منا نحن العراقيين"، ويضيف إن "زبائن المطعم كانوا جميعهم من العوائل والنساء والأطفال سرقوا فرحة العوائل".
ويتساءل عبد الله مرة أخرى "ماذا سوف يقول المجرم الذي فجر نفسه لله تعالى؟ إنها إبادة جماعية تهدف إلى ضرب وتدمير مدينة كركوك كونها مدينة آمنة ومستقرة وبعيدة عن جميع المشاكل وأهلها جميعا متحابون فيما بينهم".
وتقول أم سمير قريبة مصطفى عدنان البالغ من العمر 13 سنة وهو أحد المصابين في الحادث، مع ستة من أفراد عائلته، إن "مصطفى أصيب في رأسه، وهناك شظايا في عموده الفقري، وهو في غيبوبة منذ الأمس"، وتضيف إن "خمسة من أفراد عائلته أصيبوا في الحادث" مبينة أن "والده ووالدته وأخته يخضعون للعلاج في مستشفى آخر، بينما يرقد أثنين من أشقائه في شعبة أخرى، بنفس المستشفى".
https://telegram.me/buratha