كشفت وزارة الدخلية العراقية امس انها تخطّط لتسلم كامل الملف الامني في بغداد مطلع العام المقبل واعادة نشر قوات الجيش خارج المدينة. وافاد مدير عمليات الوزارة اللواء الركن عبد الكريم خلف في تصريح صحفي ان وزارته «بدأت تعد منذ شهرين الخطط اللازمة لذلك، وتم تجهيز كل مستلزمات الدعم بما فيها مناقشة طبيعة الاسناد المتوقع طلبه من القوات المتعددة الجنسية. ولكن القرار بيد المراجع العليا».
وتوقع خلف تسلم كامل الملف الامني للعاصمة من قيادة عمليات بغداد التي يشرف عليها الفريق الركن عبود قنبر «بداية السنة الجديدة 2009» واشار الى انه «خلال الفترة المنصرمة تسلمنا ملفات عدد من الاحياء المهمة وسط العاصمة في جانبي الكرخ والرصافة مثل الكرادة والصالحية وحققنا فيها نجاحات كبيرة»، واعتبر «الوجود المكثف لقوات الجيش بآلياتها الثقيلة في الشارع يعطي صورة خاطئة للمواطن عن الامن ويوحي باستمرار وجود المخاطر» واعرب عن امله «مع استمرار التحسن الامني ونهوض وزارة الداخلية بمهماتها في السيطرة على الوضع الامني بفتح المجال أمام قيادة الجيش لإعادة نشره في ثكنات خارج المدن والاستعداد للدفاع عن البلد ضد الاخطار الخارجية».
واكد ان «الاستراتيجية العامة تتضمن ان يكون الملف الامني بيد وزارة الداخلية متمثلة بمراكز الشرطة ودوريات النجدة وبالاضافة الى نشر جهاز امن سري لجمع المعلومات اسوة بكل دول العالم» واوضح: «سيكون امر نقل ملف الامن من عمليات بغداد الى وزارة الداخلية بشكل تدريجي ووفق دراسة واستقراء ميداني يعتمد لغة الارقام على الارض واستبدال صورة الدبابة والمدرعة في الشارع التي تثير الخوف لدى المواطن بصورة تعزز الاستقرار والشعور بالامن لديه».
كما اشار الى ضرورة ان يكون التحول الجديد على ثلاث مراحل «الاولى سحب قوات الجيش من المدن بعد ان ادت واجبها في الحالات الطارئة التي مر بها البلد سيتم بعدها سحب قوات الشرطة الوطنية الى معسكراتها ومن ثم يستقر الامر بتسليم الامن الى مراكز الشرطة مدعومة من النجدة والامن السري».
من جهة أخرى، اكد العميد كريم عبود الطليباوي، آمر اللواء السابع في الشرطة في تصريح صحفي ان لواءه تمكن من بسط الامن في «منطقة الدورة جنوب بغداد التي كانت اكثر مناطق العاصمة سخونة» وقال إنه «تمت السيطرة على احيائها بعد عمليات متواصلة اسفرت عن اعتقال العشرات وتدمير اخطر اوكار الارهاب جنوب العاصمة واستولينا على 1800 بندقية خفيفة وعشرات مدافع الهاون والصوارخ الثقيلة»، وتابع: «بعد تحول استراتيجيتنا في المنطقة من اسلوب الدفاع الى الهجوم حققنا امناً شبه مطلق، وسنفتتح خلال عيد الاضحى شارع ستين الذي كان يعد من اخطر بؤر الارهاب في بغداد».
وعزا الطليباوي التقدم الامني في قاطع عمله الى «تطور العمل الاستخباري الذي سلب المبادرة من يد الارهابيين، وأصبحنا على علم بكل شاردة وواردة وتصاعدت لدينا المهمات الاجهاضية ضد الخلايا النائمة للعدو في المنطقة بعدما اندحر منها». وعن عودة المسيحيين الى الدورة قال آمر اللواء السابع: «عادوا بشكل مطلق ما عدا عدد قليل جدا منهم تضررت دورهم يقومون الآن بإعادة تأهيلها لغرض السكن».
https://telegram.me/buratha