رأت صحيفة لوس أنجلس تايمز Los Angeles Times أن خطة الانسحاب من العراق التي تضمنتها الاتفاقية الأمنية تحمل شعاع أمل، مبينة أن تمرير هذه الوثيقة من شأنه أن يكون خطوة هائلة نحو إنهاء الاحتلال الأمريكي وتعزيز ثقافة حكم عراقية.وقالت الصحيفة في افتتاحيتها ليوم امس أخيرا “يمكننا الاعتقاد بأننا نرى ضوء في نهاية النفق العراقي”، مشيرة إلى أن يوم (الأحد) الماضي وافقت حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي ومسؤولين أمريكيين على تقييد العمليات القتالية الأمريكية ابتداء من الأول من كانون الثاني يناير، وانسحاب القوات الأمريكية من المدن بحلول حزيران يونيو والانسحاب من البلاد كلها بنهاية العام 2011. وابتدأ البرلمان العراقي مناقشة الاتفاقية يوم الاثنين، وإذا توفر لها الحظ، كما أملت الصحيفة، سيصدقها في الاسبوع المقبل”.وأضافت الصحيفة أن هذا الجدول الزمني “طويل جدا بالنسبة للعراقيين الذين يودون رؤية التمتع التام بالسيادة في كانون الأول ديسمبر بعد انتهاء صلاحية تفويض الأمم المتحدة التي تحكم نهاية الوجود الأمريكي، أما بالنسبة لأولئك الذين يخشون ما سيحدث بعد مغادرة القوات الأمريكية فيرونها ناقصة إلى حد كبير”. ومع ذلك، وعلى الرغم من أن الرئيس بوش كثيرا ما عارضها، فهناك “الآن جدول زمني في نهاية المطاف، جدول من الممكن أن يؤشر بداية نهاية الاحتلال الأمريكي للعراق”.وترى الصحيفة أن الاتفاقية “تبعث برسالتين مهمتين إلى المجتمع الدولي: الأولى هي أن الولايات المتحدة لا تخطط حقا لوجود عسكري دائم في العراق، وثانيا ان الولايات المتحدة لن تشن هجمات على الجوار انطلاقا من العراق”. إذ تحظر الاتفاقية تنفيذ غارات أمريكية عبر الحدود، وهذا تنازل براغماتي قدمته الإدارة لإبرام الاتفاقية. فالولايات المتحدة، كما تعتقد الصحيفة، ليست “هي الطرف الوحيد الذي يمارس البراغماتية، ذلك أن المرجع الديني آية الله العظمى السيد علي السيستاني قال انه لن يعارض الاتفاقية إذا دعمها غالبية النواب. ثم أن رئيس مجلس القضاء الإيراني آية الله محمود هاشمي شاهرودي قال إن مجلس الوزراء العراقي فعل “حسنا جدا” بتصديقها”.ويظهر أن إيران تريد بعث رسالة استرضائية بذلك إلى الرئيس الأمريكي المنتخب باراك اوباما.وإذا كان هؤلاء القادة حكماء في اغتنام لحظة الفرصة هذه، كما تعبّر الصحيفة، فليس ذلك “بسبب أنهم سذج ولا يعرفون التحديات. بل بالأحرى أن الاتفاقية تقدم مشكلات لجميع الأطراف في العراق”.فالمالكي بحسب الصحيفة “يغامر بالنظر إليه على انه مؤيد جدا للأمريكيين قبل الانتخابات المحلية المقبلة. والقائد الشيعي مقتدى الصدر والكثير من السنة يعارضون الاتفاقية، على الرغم من أنهم قد لا يملكون الأصوات الكافية لسد الطريق عليها في البرلمان. والأكراد يفضلون أن تبقى القوات الأمريكية في الجوار لوقت طويل”.وحتى لو صادق البرلمان على الاتفاقية، تتابع الصحيفة “فعلى الرئيس ونائبيه تصديقها، وهذا يعني أن نائب الرئيس السني طارق الهاشمي يمكن أن يستخدم حق النقض (الفيتو)”. وهنا تقول الصحيفة “نأمل مخلصين إلا يكون هذا هو الحال”.وتجد الصحيفة أن “تمرير الاتفاقية صعب ويتطلب حل وسط، لذا فالوثيقة التي تدعى باتفاقية وضع القوات الأمريكية القانوني من شأنها أن تكون خطوة هائلة نحو إنهاء الاحتلال الأمريكي وتعزيز ثقافة حكم عراقية”.كما أنها “تضع حدا لمفاوضات خنقت أنفاس السياسة العراقية لمدة عام وستسمح للبلد بالتحرك نحو قضايا أخرى لبناء الأمة العراقية، من قبيل الانتخابات المحلية التي ستأتي بالمزيد من السنة إلى العملية السياسية، والاتفاق على توزيع العائدات النفطية بين الطوائف والمناطق”، على حد ما أوردته الصحيفة.وتختتم الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن “انسحابا من العراق سيسمح للولايات المتحدة باستعادة مصداقيتها في الخارج، وبالقدر نفسه من الأهمية، تشرع بتضميد الجراح التي تسببت بها الحرب في داخل الوطن الأمريكي”.