النجف الأشرف- حازم خوير16-5-2008
أكد سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد صدر الدين القبانجي إمام جمعة النجف الأشرف أن سعي وإفراج طارق الهاشمي وضغط جبهة التوافق لست وخمسين ألف معتقل من السجون العراقية من خلال قرار العفو العام الذي أصدرته الحكومة العراقية زاد من العمليات الإرهابية في العراق، مؤيداً سماحته في الوقت نفسه الخطوة الأخيرة لرئيس الوزراء باستثناء المتهمين بأعمال الإرهاب والمحرضين عليه من قرار العفو.
جاء ذلك في خطبة صلاة الجمعة السياسية التي أقيمت في الحسينية الفاطمية الكبرى في النجف الأشرف بحضور أمين عام منظمة بدر وعدد من مسؤولي الكيانات السياسية وأمين عام هيأة عشائر الفرات الأوسط في النجف الأشرف وجمع غفير من المؤمنين والمؤمنات. إلى ذلك فقد تضمنت الخطبة مجموعة من المحاور هي: القومية والقوميون: حيث أوضح سماحته الرؤية الإسلامية تجاه القومية قائلا: المعنى الصحيح للقومية هو أن ينتمي الإنسان إلى قوم ويرتبط معهم ويريد خيرهم، ووصفها بالنزعة الذاتية التي لا يمكن اقتلاعها، وإن القومية الباطلة تعني مولاة الإنسان لقومه على حساب الحق وعلى حساب الآخر. وأضاف: إننا عرب ولسنا عروبيين وقبيلة ولسنا قبليين.طرد منظمة مجاهدي خلق الإيرانية من العراق: حيث وصف سماحته توقيع ستين عضو برلماني عراقي على طلب طرد منظمة مجاهدي خلق الإيرانية الإرهابية من العراق بالمطلب صحيح، داعياً إلى عدم جعل أرض العراق معسكرات تدريب ضد دول الجوار. وأضاف: نقف مع هذه الخطوة ومع خطوة مطالبة جميع دول الجوار بعدم التدخل في الشأن العراقي كذلك رفض التدخل الأجنبي بأي لون من الألوان.
دعوة المحكمة الجنائية العليا في النجف الأشرف لتفعيل شكاوى المواطنين: حيث دعا سماحة السيد القبانجي أهالي النجف الأشرف إلى تفعيل دعوة المحكمة الجنائية العليا في النجف من خلال تثبيت شكاويهم الرسمية لدى المحكمة ضد عناصر النظام السابق الإجرامية، مؤيداً دعوة المحكمة لتفعيل تلك الشكاوى التي بلغت بحسب احصائياتها أربعة آلاف شكوى، وأضاف: يجب أن يبقى عناصر النظام السابق محاصرون وملاحقون حتى لا يرجعوا إلى السلطة ويلاحقوا الناس مرة أخرى. الكهرباء: حيث طالب إمام جمعة النجف الأشرف الإدارة المدنية إلى تغيير الشبكة الكهربائية لمحافظة النجف الأشرف التي أسسها النظام السابق ضد المحافظة وإلى جعل محطات التوليد الكهربائية مفصولة عن كل العراق، والتخطيط لمشروع الـ(العشرة أمبيرات) وغيرها من المشاريع، مشيراً إلى أن كثرة الوعود بتحسين الكهرباء في المحافظة وعلى مدى السنوات المتوالية الماضية أصبحت غير مقبولة لدى الناس. عملية زئير الأسد في الموصل: حيث شدد إمام جمعة النجف الأشرف على ضرورة سيادة القانون وتطهير العراق من الميليشيات والإرهابيين أينما كانوا حتى المغرر بهم، مستنكراً سعي العصابات الخارجة على القانون لامتلاك الأسلحة الثقيلة من خلال ضبط العديد من راجمات الصواريخ في البصرة والتي كانت بحوزة تلك العصابات. وفي الشأن العربي أستنكر إمام جمعة النجف الأشرف سماحة السيد صدر الدين القبانجي ذكرى قيام دولة إسرائيل الغاصبة ومنحها الشرعية ووصف تلك الذكرى بالمشؤومة وإسرائيل بالوليد الغير شرعي والغاصبة التي قامت على الدماء. كما استنكر سماحته رفع برقيات التهنئة والتبريكات لها بهذه المناسبة. وحول أزمة لبنان أكد سماحته أن الموقف الصحيح والحل هو الابتعاد عن السلاح واعتماد الحوار للخروج من الأزمة. وفي الخطبة الدينية أكد سماحته أن طريق الخلاص من ارتكاب الخطأ والعودة إلى جادة الصواب هو الاستغفار، وإن أسباب المغفرة والحصول على العفو الإلهي يكمن في مجموعة أسباب هي: الاستغفار والعمل الصالح ودعاء الآخرين والبلاء.
من جانب آخر تناول سماحته موضوع(نقد الفكر الحداثي) في حلقات متسلسلة ستتضمنها خطب صلاة الجمعة الدينية حيث اشار إلى وجود سجال بين الفكر الحداثي في العالم والفكر الإسلامي وأضاف: الفكر الحداثي يقول: السعادة تتحقق من خلال أتباع النزعة المادية للإنسان، وهي الراحة والمنفعة والحرية، مشيراً إلى إن الفكر الحداثي الفلسفي يعتبر هذه النزعات هي الأصيلة ويجب أن يسعى الإنسان ورائها مهما تقدم في السن والباقي وهم.
في مقابل ذلك أكد إمام جمعة النجف الأشرف إن الإسلام يقول: إن الإنسان إضافة إلى تلك النزعات لديه أربع نزعات واندفاعات حقيقة يدافع عنها ويشبعها وهي: المادية والاجتماعية والدينية والأبدية، مشدداً إن الإسلام يؤكد أن السعادة تتحقق من خلال تكامل جميع هذه النزعات الأربعة.
وفي جانب آخر من الخطبة تطرق سماحته إلى حلول ذكرى شهادة الزهراء(ع) التي تصادف(13جمادى الأولى). حيث أشار إلى موقع الزهراء(ع) في النظرية الإسلامية تجاه المرأة التي تعتمد التوازن بين البعد الإنساني والبعد الأنثوي للمرأة، مؤكداً أنه من الخطأ والظلم تغليب أحد البعدين على الآخر كما في البعد الحداثي الغربي الذي يغفل البعد الأنثوي بمساواته الرجل والمرأة في كل شيء.
إلى ذلك فقد أكد السيد القبانجي إن الزهراء(ع) من حيث البعد الإنساني هي سيدة نساء العالمين وأم الأئمة وهي ليست إماماً، مشيراً إلى أن مرتبة الإمام تحتاج إلى البعد الذكوري، كما أكد في الصعيد ذاته أن الزهراء(ع) نموذج متكامل بين البعدين الإنساني والأنثوي وكانت الأكمل في أداء استحقاقات هذين البعدين. ودعا سماحته المؤمنين والمؤمنات إلى إحياء ذكرى شهادتها وإقامة المجالس لها في كل بيت لما له من الفضل والخير والثواب الجزيل في الدنيا والآخرة.
https://telegram.me/buratha