ويقول مجيد كرم المسؤول في محطة توزيع جنوب كربلاء التي توزع الطاقة الكهربائية الى مركز المدينة وعدد من الاحياء المتاخمة له .. في بداية كل يوم يتصل بنا مسؤول التوزيع في السيطرة الوطنية الذي يرفض ان يعرفنا باسمه ويخبرنا ان حصة كربلاء لهذا اليوم من 80-90 ميكا واط وبعد نصف ساعة يطلب منا النزول بالحمل الى الطوارئ أي إلى ما يقارب 20 ميكا واط ونحن نعلم ان حصة كربلاء تحول الى محافظة بغداد مشيرا بان الحال عاد كما هو في عهد النظام البائد ولاسيما في عدالة التوزيع فهناك محافظات تتمتع بحصص ممتازة في حين محافظات اخرى لا تحصل على شيء .
ويتابع (كرم) حديثه قائلا " إذا لم ننفذ الأمر فأننا سنعاقب " ؟! مشيرا الى ان هذه التصرفات تعود بالسلبية على المحافظة موضحا بان كربلاء هي الأقل حصة بين جميع المحافظات الأخرى وان الحصة التي تزود بها المحافظة لا تكفي لتزويد المواطن بساعة كهرباء واحدة مقابل 5 ساعات قطع وحتى هذه الساعة الواحدة فأنها لا تصل كاملة اذ يحصل فيها ما بقارب 5 انقطاعات مدة كل واحد منها ثلث ساعة تقريبا وإذا ما أردنا ان نحسب صافي الوقت الذي تعطى فيه الطاقة الكهربائية فأنها تصل الى أجزاء من الساعة !!
وبين (كرم) ان مدير توزيع كهرباء كربلاء لا يقدم أي دعم الى كادر المحطة حتى انه لم يزورنا منذ ان تسلم منصب المدير الى يومنا هذا وحتى اذا أردنا المطالبة بحصة كهرباء كربلاء فانه يقف الى جانب مسؤول السيطرة الوطنية اضافة الى ان المسؤولين الآخرين في المحافظة لا يزوروننا أيضا.
ويذكر كرم ان كربلاء لديها 4 خطوط تغذية رئيسة وقد أوقفت منها 3 خطوط منذ 6 اشهر وبقي الخط الأضعف من بينها وطاقته القصوى 40 ميكا واط حتى انه لايمكن ان يستلم حصة كربلاء المقررة من هذه المحطة ويضيف في النظام البائد كانت محافظة كربلاء تستثنى من القطع المبرمج في يومي الخميس والجمعة اضافة الى المناسبات الأخرى وللأسف ففي الوقت الحاضر حرمت هذه المحافظة المقدسة من هذا الاستثناء .
فيما اعلن احد الموظفين العاملين في منظومة كهرباء المسيب في لقاء اجرته معه جريدة (اعمار كربلاء) في عددها (62) و رفض الكشف عن اسمه لأسباب يحتفظ بها لنفسه .. ان محطة كهرباء المسيب تنتج 800 ميكا واط يتم توزيعها من خلال السيطرة الوطنية في بغداد اذ تستلم العاصمة 380 ميكا واط فيما تستلم محافظة بابل 100 ميكا واط وتستلم ناحية اللطيفية 50 ميكا واط اما محافظة كربلاء فأنها تزود بـ 30 ميكا واط فقط ومن ضمنها الطوارئ وتجدر الإشارة إلى انه عند حصول أي خلل في السيطرة يتم إطفاء كربلاء بالكامل !!
من جانبه قال محافظ كربلاء الدكتور عقيل الخزعلي " ان هذه القضية نابعة من عدة أسباب الأول ان مدينة كربلاء في مؤخرة شبكة التوزيع الوطنية التي تصل إليها الحصة الكهربائية ومن ناحية اخرى انها من المحافظات القلائل التي تفتقر الى المحطات التوليدية مما يجعلها ان تكون تابع لباقي التوجهات والمزاجات للمحطات التوليدية التي تفتقر في كثير من الأحيان إلى عنصر الموضوعية والعدالة في التوزيع للحصص بل وجدنا ان النزعة المناطقية هي المتحكمة لدى المشرفين على توزيع الطاقة الكهربائية مما سبب ظلم وحيف وقعا على هذه المدينة المقدسة وخاصة وان هناك نوعا من المكابرة من مسؤولي وزارة الكهرباء للتصدي لمثل الحقائق المعروفة أعلاه .
وعن موقف رئيس الوزارء من مكابرة مسؤولي وزارة الكهرباء عند عرض هذه الحقائق قال الخزعلي في كل اجتماع مع السيد رئيس الوزراء يكون موضوع الطاقة (الكهربائية و الوقود )على جدول أعمال لتفاهم والتشاور ولكن ومع شديد الأسف هذه الاجتماعات تفتقر الى الصفة الإلزامية للمحافظات المولدة للطاقة والتي تمارس نفوذا وضغوطا على المحطات التوليدية من اجل قضم الحصة الأكبر دون مراعاة وضع المحافظات الأخرى .. وتأسيسا على ذلك تم تشكيل لجنة برئاسة السيد رئيس الوزراء لمتابعة موضوع الكهرباء والمشتقات النفطية وحسب علمنا تعقد هذه اللجنة اجتماعات أسبوعية وتتخذ عددا من القرارات الطموحة ولكن يبقى الخلل في الآليات التطبيقية اذ لم نلمس لحد هذه اللحظة ولاسيما في كربلاء نوع من التقدم الايجابي في هذا المضمار .
موقع نون
https://telegram.me/buratha