العمارة – موفد القبس نزار حاتم:
في طريقنا من البصرة الى بغداد، آثرنا المبيت ليلتين في محافظة ميسان العمارة، بعد ان سمعنا قلق اهلها المتزايد من احتمال حصول صولة فيها مماثلة للتي كانت حصلت في البصرة باسم «صولة الفرسان». سكان العمارة المركز بعضهم آثر شراء المواد الغذائية الاساسية وتخزينها تحسبا لدخول الجيش واشتباكه مع ميليشيا «جيش المهدي» فيما تمثل هذه المحافظة احدى القلاع المهمة للتيار الصدري والميليشيا.
التحذيرات كانت رفيقتنا خلال وجودنا في هذه المحافظة من مغبة استخدام الكاميرا او الظهور بمظهر الصحفي لان جميع عناصر جيش المهدي مستنفرون ويتوقعون المواجهة، فيما معظم اهل العمارة يتمنون هذه المعركة اليوم قبل الغد ليتخلصوا من سطوة الميليشيات اسوة بأهل البصرة التي لا تبعد عنهم سوى 180 كيلو مترا.
الحرب النفسية تمهد للتوغل العسكريويبدو ان الخطة التي اعدتها القوات الحكومية لمعالجة الاوضاع في العمارة انطوى جزء كبير منها على الحرب النفسية من خلال اطلاق اشاعات عن اقتراب بدء الصولة فيما آثر عناصر جيش المهدي عدم الظهور المسلح والابتعاد عن مواجهة اي آلية تابعة للجيش والشرطة. لذا يشعر الداخل الى هذه المحافظة بوضع طبيعي لاينبئ بأي حالة من حالات العنف، فيما الحقيقة غير ذلك.
الجسور والمداخل.. والألغاممعظم مداخل المحافظة واحيائها وجسورها زرعتها الميليشيات في ساعات متأخرة من الليل ليتم تفجيرها ساعة المواجهة. بعض السكان شاهدوا زرع هذه العبوات بالقرب من بيوتهم فتوسلوا زارعيها بغية رفعها ونقلها الى اماكن بعيدة. وتأكدت «القبس» من ان عناصر جيش المهدي ليسوا جميعا من ابناء محافظة ميسان بعد ان توافد عليها اعداد كبيرة من الفارين من الملاحقات في محافظات البصرة، والناصرية، والديوانية.
وعلم ان جل هؤلاء العناصر اتخذوا من قضائي المجر الكبير، وقلعة صالح مقرا لهم ولاسلحتهم المختلفة.بموازاة ذلك تشهد بعض الاقضية والنواحي التابعة للمحافظة حوارات شبه متواصلة بين اطراف حكومية ورؤساء عشائر وقادة احزاب لحث العناصر المسلحة على تسليم اسلحتهم، فيما قامت احدى الطائرات المقاتلة قبل ثلاثة ايام، باسقاط اعداد كبيرة من المنشورات تحث على اخبار السلطات عمن يخبئون الاسلحة، كما حمل بعض المنشورات صورتين لشخصين متهمين بنقل الاسلحة من ايران. مع عرض مكافآت مالية لمن يدلي بمعلومات عنهما.
دور مميز للعشائروهناك مفاوضات تجرى مع رؤساء عشائر المحافظة ومسؤولي الاحزاب لاجل تجريد العناصر المسلحة من اي دعم شعبي، قبل الشروع في المداهمات. وفي اوساط العشائر يجري الحديث عن ضرورة التعاون مع الحكومة في حصر الاسلحة بيد الدولة، فالعشائر باتت هي الاخرى مهددة بسلاح الميليشيات في حال حصول نزاعات عشائرية حيث ينتمي عناصر هذه الميليشيات الى العشائر ذاتها بمختلف مسمياتها.
ويصر الكثير من ابناء المحافظة على عدم الاعتماد على عناصر الشرطة والجيش الذين هم من ابناء المحافظة، وضرورة استقدام عناصر من خارجها. دون الخوف من التهديدات العشائرية. بعض المصادر اشارت لـ«القبس» الى ان الضربة القاصمة للميليشيات في البصرة ادت الى هبوط المعنويات لدى العناصر الخارجة على القانون في ميسان، وبالتالي فقضية نزع اسلحتهم لا تحتاج كثيرا من الجهد، وان مجرد دخول القوات التابعة لوزارة الدفاع والشرطة سيمهد الطريق بلا مواجهات حامية امام المداهمات. ويبدو ان انطلاق العملية في ميسان يبدأ بعد الانتهاء من عمليات «زئير الاسد» الجارية في الموصل.
https://telegram.me/buratha