أعلن طائفة الصابئة المندائيين في البصرة، الثلاثاء، وفاة أحد رجالها حرقاً خلال محاولته انقاذ عائلة مسلمة من حريق نشب في منزلها المجاور لمنزله، فيما أكد مجلس عشائر ومكونات البصرة أن ذلك يؤكد عمق التعايش السلمي بين أبناء المحافظة.
وقال زعيم طائفة الصابئة المندائيين في البصرة الشيخ مازن نايف في حديث صحفي إن "رجلاً مندائياً في الستين من العمر لقي مصرعه متأثراً بحروق أصيب بها خلال محاولته انقاذ عائلة جاره المسلم من حريق نشب في بيتهم الواقع في منطقة الجمهورية"،
مبيناً أن "الفقيد ناجي جمعة الخميسي سمع أن أحد الأطفال لم يزل عالقاً في البيت الذي كانت تلتهمه النيران، فسارع الى الدخول، ونجح في انقاذ الطفل، لكن الخميسي أصيب بحروق شديدة نقل على اثرها الى المستشفى، وبعد مرور ثلاثة أيام فارق الحياة".
ولفت نايف الى أن "ما حدث هو خير دليل على مدى التعايش السلمي بين أبناء البصرة خصوصاً، وبين العراقيين بشكل عام"، مضيفاً أن "تاريخ المحافظة ينطوي على كثير من الحوادث والحالات المشابهة".
وفي سياق متصل، أصدر مجلس عشائر ومكونات البصرة بياناً نعى فيه المواطن ناجي جمعة الخميسي، وأشار البيان الى أن "المجلس ينعى الفقيد الخميسي الذي ضحى بحياته من أجل انقاذ عائلة جاره المسلم، وهذه هي حقيقة كل العراقيين الشرفاء، فهم عنوان دائم للتعايش السلمي المشترك، وليس كما يعتقد البعض بوجود عداوة وبغضاء بين مكونات المجتمع العراقي".
يذكر أن الديانة المندائية تعتبر من أقدم الديانات الحية في العراق، وأول ديانة موحدة في تاريخ البشرية، وبحسب مصادر تاريخية مختلفة فإنها نشأت في جنوب العراق، ومازال أتباعها يتواجدون في المحافظات الجنوبية، علاوة على إلى منطقة الأهواز في إيران، كما يوجد عشرات الآلاف منهم في دول أوربية أبرزها النرويج وهولندا والسويد والمملكة المتحدة، حيث هاجروا إليها واستقروا فيها في غضون العقدين الماضيين.
وفي البصرة كان يسكن آلاف المواطنين المندائيين، لكن غالبيتهم هاجروا بعد عام 2003، ولا تتوفر إحصائية رسمية بعدد المندائيين في المحافظة، إلا أن التقديرات تفيد بوجود ما لا يزيد عن 200 أسرة معظمها تسكن في مناطق مثل الحكيمية والعباسية والجمهورية والطويسة، والأخيرة يقع فيها المندي (المعبد) الوحيد للطائفة في المحافظة.
https://telegram.me/buratha