كشف مصدر أمني رفيع، عن اعتقال ارهابي من تنظيم داعش حاول نقل مستلزمات طبية إلى مناطق سيطرة التنظيم في الانبار، بعملية استخبارية نوعية جنوبي بغداد، فيما بيّن أن المعتقل كان المسؤول عن علاج قيادات التنظيم الارهابي منذ عام 2014 ومن بينهم الارهابي "شاكر وهيب" قبل مقتله في أيار الماضي.
وقال المصدر إن "متابعة وبحث وتدقيق منظومة استخبارات الشرطة الاتحادية كشفت عن معلومات من مصادر مؤكدة عن نية التنظيم إرسال أحد أفراده إلى بغداد، بُغية جلب مواد ومستلزمات طبية بعد ندرتها في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم في الانبار".
المنظومة بادرت بتشكيل فريق عمل عالي المستوى لمتابعة الموضوع، حيث توصل الفريق إلى حقيقة أن التنظيم الارهابي سيحاول إرسال عنصر مختص بالأمور الطبية، وحدد أهدافاً عدة تعمل ضمن ما تسمى "المفارز الطبية" في داعش من خلال قاعدة بيانات التنظيم، بحسب المصدر، ليتم بعدها نشر مفارز الاستخبارات بالقرب من مذاخر الأدوية وشركات ومحال بيع المستلزمات الطبية الرئيسة في العاصمة، بالإضافة إلى تدقيق معلومات الداخلين من منفذ بزيبز.
الفريق المختص كثف من الجهود الاستخبارية في العاصمة بعد عدم تمكن الأجهزة الأمنية من تحديد هوية الأهداف المرصودة بين الداخلين والخارجين عبر منفذ بزيبز، حيث يبيّن المصدر أن المتابعة الاستخبارية استمرت لمدة أسبوع دون تحقيق نتيجة، لتقدم إحدى المفارز في اليوم الثامن معلومات تفيد بتحرك شخص تحركات غريبة وحذرة في منطقة شارع السعدون، وسط العاصمة، صدرت إثرها الأوامر بمتابعته، ليتضح أنه الشخص المطلوب والمكلف بشراء المستلزمات الطبية للتنظيم ونقلها لمناطق سيطرته.
المصدر يكشف، أن أوامر صدرت بمتابعته ومحاصرته لاعتقاله، إلا أن الفريق المكلف بذلك تنبه إلى ارتداء الإرهابي حزاماً ناسفاً صغيراً، ما دعا إلى تغيير الخطة بالعمل على سحبه إلى منطقة قتل، لكن الفريق أصر على اعتقاله حياً لأهمية المعلومات التي يمكن استخلاصها منه، وبادر إلى إجبار "الداعشي" على سلوك جسر الجادرية باتجاه منطقة الدورة والسيدية من خلال قطع بعض الطرق بالاتفاق مع مفارز الشرطة الاتحادية المنتشرة في قواطع المسؤولية.
المعتقل اضطر إلى سلوك طريق البياع السريع بعدما تم قطع شارع القادسية الرئيس، وعند وصوله لتفرع الطريق السريع وجد نفسه وسط زحام شديد، افتعله الفريق الاستخباري من خلال مشاجرة بين سائقين، ما اضطره للترجل من العجلة التي كان يستأجرها، حيث تمكن الفريق من اعتقاله فوراً وتفكيك الحزام الناسف، وسحبه إلى أحد مراكز التحقيق.
ويتابع المصدر، أن الارهابي المعتقل اعترف خلال التحقيقات المعمقة بهويته ويدعى (حُذيفة عبد ألله صباح الخليفاوي)، وعمله ضمن ما تسمى بالمفارز الطبية ضمن قاطع الرطبة في ولاية الأنبار، حيث بايع تنظيم داعش الارهابي في شهر آب من عام 2014 من خلال "القاضي الشرعي" لقاطع الرطبة الارهابي (أبو أنس الحديثي)، ليتولى مهمة معالجة المصابين والجرحى بالتنظيم جراء المعارك والقصف الجوي.
الارهابي المعتقل وبحسب المصدر الاستخباري الرفيع كان المسؤول عن علاج ورعاية القيادي في تنظيم داعش " الارهابي شاكر وهيب" طيلة ثلاثة أشهر بعد إصابته إصابة بالغة وبتر ساقه بقصف جوي على أحد مقار التنظيم، قبل مقتله في السادس من أيار الماضي بضربة جوية للتحالف الدولي بمعلومات من جهاز المخابرات في قضاء الرطبة، غرب الانبار، مركزها مدينة الرمادي،
https://telegram.me/buratha