حذر قائد قوات التحالف الدولي لمحاربة تنظيم (داعش) الارهابي في العراق، اليوم الاثنين، من إمكانية تسبب الإسناد المحلي للارهابيين داخل الفلوجة بعرقلة قدرة القوات الأمنية العراقية على توجيه ضربة سريعة للتنظيم فيها، مرجحاً أن تستغرق المعركة الرئيسة لتحرير المدينة "وقتاً أطول"، واشار إلى انها ستكون "أكثر عنفاً" مما يتوقعه القادة العراقيون.
وقال الليوتنانت جنرال شون ماكفرلاند في حديث لصحيفة الواشنطن بوست (The Washington Post) وتابعته (المدى برس)، إن من "السابق لأوانه توقع ما ستسفر عنه المعركة داخل مدينة الفلوجة مخالفا بذلك توقعات رئيس مجلس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، وقادة كبار آخرين بقولهم إن حملة تطويق المدينة وتحريرها ستكون سريعة وحاسمة".
وأضاف الجنرال ماكفرلاند، أن "القوات العراقية لم تخض سابقاً معركة كهذه، وأن الفلوجة تضم بعض الذين تبنوا سابقاً فكر تنظيم (داعش) الارهابي المتطرف ومن الذين انخرطوا في التنظيم حديثاً"، عاداً أن ذلك "يعني إمكانية مواجهة معدل عال من العداء داخل المدينة".
وذكرت الصحيفة، أن "العبادي كان قد ذكر الاسبوع الماضي، أن المعركة تسير بنحو أفضل مما كان متوقعاً"، متوقعاً أن "يتم تحرير أهالي الفلوجة قريباً".
وأوضح ماكفرلاند، أن هناك "هاجساً لدى كثير من العراقيين تجاه الفلوجة كونها أصبحت مصدراً للتهديد العاصمة بغداد"، مبيناً أن "عدداً غير قليل من المدنيين في الفلوجة متعاطفين مع تنظيم داعش الارهابي، ولا يعرف ما إذا كانوا سيقاومون القوات العراقية، لكنهم قد لا يكونون متعاونين معها".
وأكد قائد قوات التحالف الدولي ضد (داعش) في العراق، أن "سكان بغداد سيستمرون بالشعور بانعدام الأمان، لحين تحرير مدينة الفلوجة، بعد تعرضهم لسلسلة من السيارات المفخخة، التي يعتقد أنها جاءت من محافظة الأنبار"، مدعيا أن "معركة الفلوجة ستستنزف قدرات القوات العراقية المدخرة لعمليات مستقبلية مثل تحرير الموصل".
ودعا ماكفرلاند، لأن "يؤخذ بالاعتبار طول مدة حملة الفلوجة"، مستطرداً "لا أعرف بالضرورة كم ستكون مدة الاستحواذ على المدينة".
ونقلت الواشنطن بوست عن مسؤولين أميركيين قولهم إن "الولايات المتحدة تقوم بتنفيذ ضربات جوية لمساندة عمليات تحرير الفلوجة وإن المستشارين الأميركيين يقومون بإرسال التوجيهات للقوات العراقية من مقراتهم البعيدة عن الخطوط الأمامية"، مؤكدين أن "القوات الأميركية لن تشارك بالعمليات القتالية في الفلوجة".
وتوقع القادة العسكريون الأميركيون، وفقاً للصحيفة، "وجود ما بين 500 إلى 700 ارهابي من عناصر تنظيم داعش في الفلوجة، يشكلون خليطاً من ارهابيين محليين وأجانب".
وكان رئيس مجلس الوزراء، حيدر العبادي، أعلن، أمس الاثنين، (الـ23 من أيار 2016 الحالي)، انطلاق العمليات العسكرية لتحرير مدينة الفلوجة، مؤكداً أن تنظيم (داعش) الارهابي ليس أمامه خيار سوى الفرار من المعركة.
https://telegram.me/buratha