قال رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، ان مؤتمر برلمانات الدول الإسلامية الذي من المقرر ان يعقد الاربعاء المقبل في بغداد، "سيضع استرايجية لمواجهة الإرهاب والتطرف".
وذكر الجبوري، في مؤتمر صحفي، عقده بمبنى البرلمان اليوم ان مؤتمر برلمانات الدول الإسلامية هو، "المؤتمر الأول الذي سيكون منذ 2003 إلى ألان، اذ أول مرة سيُعقد في بغداد مؤتمر للبرلمانات العربية والإسلامية ما يعني إن العراق سيعود إلى حاضنته العربية والإسلامية".
واوضح "سنمضي باتجاه إقرار الإستراتيجية الإسلامية لمواجهة التطرف والارهاب"، مضيفا ان "عقد المؤتمر يتزامن معه الانتصارات التي يحققها الجيش والمتطوعين في جبهات القتال على داعش، وأيضا يعكس مقدار النجاح للدبلوماسية البرلمانية في اللقاءات التي تمت طوال هذه الفترة، والتي أثمرت عن استضافة العراق لهذا المؤتمر الكبير الذي ستصل من خلاله رسائل عديدة"، معلنا عن "بدء وصول الوفود المشاركة بالمؤتمر".
وأشار الجبوري إلى "اننا سنؤكد في الإستراتيجية التي سنمضي لإقرارها في المؤتمر، على الوحدة الإسلامية وضرورة حل المشاكل بين الدول الإسلامية عن طريق المساعي الحميدة"، مؤكدا ان "العراق سيلعب دورا مهما في هذا الأمر، وهو يعمل على تقديم نموذج للتعايش السلمي بين الطوائف"،
مبينا "هناك محاولات لعرقلة هذا المسار [التعايش السلمي] من قبل بعض المتطرفين والمجرمين وسنسعى لحل هذه المشاكل من خلال حل الخلافات ومحاسبة المجرمين الذين يريدون الضرب بعضد اللحمة العربية والإسلامية او التعايش السلمي في العراق".
وأضاف "بعد مباركة الانتصارات الكبيرة التي حققتها القوات الامنية والمتطوعين من مختلف الأطياف خصوصا تلك التي حدثت في الرمادي والمناطق الأخرى ونأمل الانتقال إلى مناطق أخرى في نينوى وغيرها من المدن، وتمت الزيارة إلى حديثة امس التي وقف أهلها بعشائرهم المختلفة كالجغايفة والبو نمر والبو عبيد والبو محل مع الجيش العراقي في قيادة عمليات الجزيرة بطرد داعش والاستيلاء على معداته والسلاح الذي زود به من خارج العراق، ورأينا المعنويات التي كانت موجودة في عيون وقلوب الأهالي ورغبتهم وجديتهم في تحرير المناطق، وهم يحتاجون إلى تعزيز أعداد وإسناد بالسلاح".
ودعا الجبوري الإدارة المدنية ورؤساء الدوائر إلى إن "يأخذوا دورهم بالعودة إلى المدن للانطلاق إلى مرحلة البناء والاستقرار وعودة الحياة المدنية وتمت الزيارة على ضوء ذلك إلى وزارة الاعمار والاسكان لتباشر عملها لتأهيل مؤسسات الدولة".
وأشار إلى ان "بعض المناطق التي تم تحريرها من داعش الذي هو الخطر الأكبر على العراقيين وأراد ان يزرع الفتة لكن بوحدة العراقيين استطاعوا أن يعبروا ذلك، كان هناك بعض المندسين الذين لم يستوعبوا الدرس ومازالوا يريدون خلط الأوراق ويريدون ضرب اللحمة الوطنية خصوصا في المناطق التي حررت كالمقدادية، فمازال السلاح منطلق ومازال هناك من يحمل السلاح خارج اطار الدولة وبعلم الدولة".
وتطرق رئيس مجلس النواب إلى التفجيرات الإرهابية التي استهدفت محافظة ديالى مؤخرا، مشيرا إلى ان "كل ذلك أمر مستنكر من جانبا ويجب ان تأخذ الحكومة دورها في محاسبة المجرمين"، لافتا إلى ان "الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء واللجنة الأمنية للاطلاع على الواقع الموجود والزيارة التي قمنا بها اطلعنا على مسائل يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار، هناك مجرمين بعلم الدولة معلومون باسماء موجودة".
وشدد الجبوري على ان "ترك المجال لهم واستمرارية الافعال الإجرامية بالاغتيالات او الخطف معناه تهديد للنسيج الاجتماعي وزيادة الدعوات التي تطالب بوجود حماية آمنة بمناطق أمنة خاصة وهذا لا نريده".
وأشار "من مهمة الدولة حماية كل المواطنين، وسنقف مع الدولة لحماية المواطنين وسنقف مع المؤسسة الرسمية"، داعيا المؤسسة العسكرية إلى ان "تكون منصفة وحريصة على تحقيق الأمن والاستقرار".
وشدد على ضرورة ان "لا يُحمل السلاح الا في جبهات القتال وموجهة الإرهاب او تحت امرة المؤسسة الرسمية وخارج هذا الاطار"، مؤكدا ان "ديالى يجب ان تكون منزوعة السلاح وبخلاف ذلك نشعر ان المجتمع العراقي بخطر لا زال امامنا طريق نستطيع ان نحافظ على بناء الدولة واستقرارها ودعم المؤسسة الرسمية، فقيادة العمليات والاجهزة الامنية والقائد العام للقوات المسلحة يجب ان يثبتوا انهم حريصون على محاسبة المجرمين وتحقيق الاستقرار في ديالى وغيرها من المحافظات".
وأكد الجبوري "انكسار شوكة داعش ولا ينبغي ان نعود إلى المربع الاول في نزاع طائفي لا مبرر له، فالاستقرار والامن هدفنا ومسعانا"، مبينا ان "كل الدول الإسلامية ستأتي إلى العراق وسنتحدث عن استراتيجية اقليمية ويلعب العراق دور الوسيط فيها لحل المشاكل لمواجهة التطرف ويجب ان نكون نحن بذلك الوقت قادرون على حل مشاكلنا".
وذكر ان "بناء الدولة ومؤسساتها بمهنية عالية هو الضمان لحفظ المواطنين ترك السلاح بيد المليشيات المنفلتة والمجاميع المسلحة او الارهابيين الذين يسيئون للجميع وليس لمكون او طائفة او قومية او مذهب، وعليه امامنا فرصة بالحفاظ على الامن والاستقرار وقيادة العمليات بشكل مباشر مطالبة بان تؤدي هذا الدور".
وعن الدول التي ستحضر المؤتمر، كشف الجبوري عن "اعتذار بعض الدول لاعتبارات فنية فقط كتونس واليمن وبنغلادش وبعض الدول الافريقية، وهي اربع او خمس دول فقط من مجموع 54 دولة"، مؤكدا ان "الدول العربية الأخرى ارسلت وفودا واسماء وفود مازلنا بطور الاستقبال لهم".
وعن رفع العقوبات عن ايران، أكد الجبوري ان "السياسية العامة هي ازالة الخلافات والتصالح، واذا تمت بين دول المنطقة والعالم سينعكس بشكل ايجابي على الواقع".
وبخصوص الفصل البرلمان المقبل، قال رئيس مجلس النواب ان "يوم 19 [الثلاثاء المقبل] سننطلق بالفصل التشريعي الثاني من السنة الثانية وستعقد الجلسة" مبينا "لدينا خلال هذا الفصل، تشريعات أساسية مهمة وسنؤكد على تشريعات المصالحة الوطنية والازمة الاقتصادية وهي ستأخذ حظها من النقاش والحوار بين الجانب التشريعي والتنفيذي"، مؤكدا حرص البرلمان على "اتمام التشريعات التي تم الاتفاق عليها واتمام الاصلاحات والالتزامات المترتبة علينا كجهة تشريعية".
وعن استقدام القوات الامريكية الخاصة للعراق، لفت الجبوري إلى ان "اي قوة عسكرية خارجية لا يمكن ان تكون الا بمفاوضات مع الحكومة العراقية التي تقدر الحاجة إلى المعونة الدولية بهذا الجانب وسيكون هناك نقاش في مجلس النواب مع القائد العام للقوات المسلحة حول القوات العسكرية التي دخلت العراق، او المزمع ان تكون بالعراق وهذا الامر معني بشكل مباشر ورئيسي القيادة العامة للقوات المسلحة".
وتابع "هناك منهجين الاول يريد ارجاعنا للمربع الاول للصراعات الطائفية وهذا لا نسمح له وان واحدة من ادواته حمل السلاح خارج اطار القانون وقتل الناس وهناك منهج اخر قائم على احترام الدولة والدستور والنظر إلى المواطنين على حد سواء وهذا ما نريد تعميقه والالتزام به"، مشيرا إلى انه "ليست هناك ضريبة يدفعها طرف معين سياسي او مناطقي وما على الأخر الا ان يتلقى ذلك هناك التزامات متبادلة ولا بد ان نكون متوافقين"
https://telegram.me/buratha