أشادت المرجعية الدينية العُليا، بالانتصارات التي حققتها قوات البيشمركة الكردية في عملية تحرير قضاء سنجار، غرب مدينة الموصل، التي أنطلقت أمس، مشددة في الوقت نفسه على ضرورة منع تصادمها مع الفصائل المقاتلة للارهاب، بينها الحشد الشعبي، كما حصل أمس في قضاء طوزخورماتو".
وقال ممثل المرجعية في كربلاء السيد أحمد الصافي، في خطبة الجمعة من داخل الصحن الحسيني الشريف، ان "التحدي الارهابي الداعشي هو التحدي الاكبر الذي يواجهه البلد في الظرف الحاضر، ولابد من تسخير كافة الامكانيات لمواجهته، داعين الى المزيد من التنسيق والتعاون بين القوات المقاتلة المختلفة للخروج في المعارك القادمة بانتصارات جديدة وتحرير مناطق أخرى، ليتحقق في النهاية الانتصار الكامل وتطهير الاراضي من الارهابيين وازالة خطرهم".
وأضاف "نشيد بالانتصارات التي تحققت على يد قوات البيشمركة في سنجار، ونبدي أسفنا للمصادمات التي وقعت في طوزخورماتو بما لا مبرر لها أبداً، آملين ان يضع العقلاء من الطرفين حدا لها وان يوجه الجميع أسلحتهم للعدو المشترك، وهم الارهابيون الدواعش".
وشدد الصافي على ضرورة محاربة ظاهرة الرشوة وتعطيل معاملات المواطنين في الدوائر الحكومية.
وقال "يعاني المواطنون من عدم اهتمام بعض الموظفين في الكثير من الدوائر الحكومية بانجاز معاملات المراجعين وفق السياقات القانونية بل يلاحظ ان بعض الموظفين يعمد على عرقلة المعاملة واطالة أمد المراجعة بل السهل جداً على بعضهم أي الموظفين ان يؤجل المراجع الى وقت اخر من دون سبب مقبول غير مكترث بما يسبب ذلك للمراجع من اذى ومشاكل".
وأضاف ممثل المرجعية ان "هذا الأمر جزء من الفساد الذي تعاني منه المنظومة الحكومية ويجب السعي الى إصلاحه، كما يجب علينا مراعاة العمل التربوي والتثقيفي ولابد من القيام به في مرحلة سابقة على دخول الموظف في سلك العمل الحكومي، وان اشاعة ثقافة المواطنة الصالحة وتربية الاولاد عليها في البيت والمدرسة والجامعة يساهم كثيرا في تقليل بعض الممارسات الخاطئة عند بعض الموظفين وترفع اللامبالاة التي تحيط بسلوك اخرين".
وتابع ان "بعض الآفات الخطيرة التي تعاني منها بعض الدوائر الحكومية كالرشوة لم يكن لها ان تنشر بهذه الصورة المخيفة التي نشهدها اليوم لو كان هناك عمل جاد في تربية ابنائنا وبناتنا على الابتعاد عنها كحالة غير اخلاقية وتحذيرهم من مخاطرها على بناء البلد ومستقبله".
ولفت سماحة السيد الصافي الى ان "فساد النفس هو من أعظم انواع الفساد ومن لم يكن له وازع من نفسه يصعب منعه من ارتكاب المنكر في سلطة القانون فقط، وهذا لا يتحقق الا من خلال التربية الصالحة والنشأة الصحيحة واذا كنا نريد لبلدنا مستقبلا افضل تقل فيه نسبة الفساد فلابد ان نعمل على تنشئة الجيل الجديد في البيت والمدرسة والجامعة على التحلي بالفضائل الاخلاقية والابتعاد عن رذائلها ونزرع وننمي في نفوسهم حب الوطن والمواطن أياً كان والالتزام بالصدق ورعاية حقوق الاخرين والابتعاد عن الكذب والرشوة والاضرار بالمصالح العامة ونحو ذلك، وهذه مسؤولية تقع على عاتق الجميع.ا
https://telegram.me/buratha