كشف مركز ميترو للدفاع عن حقوق الصحفيين في إقليم كردستان، اليوم الأحد، عن تلقيه عشرات الشكاوى من صحافيين ومؤسسات إعلامية، نتيجة "الاعتداءات الواسعة" التي يتعرضون لها خلال تغطيتهم للأحداث التي شهدها الإقليم مؤخراً، وفي حين دان هو وأربع منظمات إعلامية أخرى تلك "الانتهاكات"، طالبوا السلطات الرسمية بوقفها ومحاسبة مرتكبيها قانونياً، وناشدوا القوات الأمنية والمواطنين ترك نظرة "الشك والحيطة والحذر" من الصحافيين واعتبارهم "اعداء لهم".
وقال المركز في بيان أنه "منذ بدء الحركة الاحتجاجية في إقليم كردستان، التي اتخذت طابعاً سلمياً تمثل بوقفات المعلمين والأساتذة للمطالبة بصرف رواتبهم المتوقفة منذ أربعة اشهر، ومن ثم تطورت إلى اضرابات عن العمل، حتى تحولت إلى تظاهرات واسعة لا تطالب بصرف المستحقات والرواتب للعاملين فقط، بل تعدت ذلك إلى المطالبة بحل الأزمة السياسية التي تضرب الإقليم، المتمثلة بمشكلة الرئاسة".
وأضاف مركز ميترو، أن "المركز تلقى خلال الأيام القليلة الماضية وحتى هذه اللحظة، عشرات الشكاوى من صحافيين ومؤسسات إعلامية، نتيجة الاعتداءات الواسعة التي يتعرضون لها خلال تغطيتهم للأحداث"، مشيراً إلى أن تلك "الاعتداءات شملت منع الصحافيين والفرق الإعلامية من الوصول إلى مكان الحدث، ومصادرة وسائل تغطية الحدث، وتحطيم أدوات العمل من آلات تصوير وغيرها، والاعتداء بالضرب على بعض الصحافيين وإصابتهم بجروح استدعت معالجتهم، فيما أصيب عدداً منهم بحالات اختناق وإغماء نتيجة استخدام القوات الأمنية الغازات المسيلة للدموع، فضلاً عن احتجاز وإهانة عدد آخر، وإطلاق الكلمات النابية بحقهم".
وأوضح المركز، أن "الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل أن الاعتداءات اتسعت، لتشمل المؤسسات الصحافية ومقار عملها"، مبيناً أن "متظاهرين غاضبين هاجموا مقر فضائية روداو في مدينة السليمانية، وحطموا الواجهة الزجاجية الأمامية للمبنى، ولولا مسارعة القوات الأمنية ووصولها إلى المكان، لكانت حياة العاملين فيها معرضة للخطر".
وذكر مركز ميترو للدفاع عن حقوق الصحفيين في إقليم كردستان أن "القوات الأمنية دهمت مقر فضائية ناليا (NRT) في مدينتي أربيل ودهوك، واحتجزت العاملين فيها، وقامت بترحيلهم صوب مدينة السليمانية، فضلاً عن قيام القوات الامنية باغلاق مقرات فضائية كي أن أن (KNN) في مدن أربيل ودهوك وسوران، وأبلغت العاملين فيها بأنهم ممنوعون من العمل الإعلامي في تلك المدن"، لافتاً إلى أن تلك "الاعتداءات التي طالت الصحافيين، مورست ضدهم من قبل القوات الأمنية والمتظاهرين في الوقت نفسه، كما أنها شملت جميع الصحافيين، سواء العاملين منهم في المرافق الإعلامية والفضائيات المستقلة، أم تلك المرتبطة بالأحزاب، ومنها قنوات ناليا وسبيدة وشعب كردستان وكي أن أن وزاكروس وريكا فضلاً عن بعض المواقع الالكترونية".
وتابع مركز ميترو، أنه و"النقابة الوطنية للصحفيين العراقيين، وجمعية الدفاع عن حرية الصحافة في العراق، ومرصد الحريات الصحفية، وبيت الإعلام العراقي، يدينون بشدة تلك الاعتداءات بحق الصحافيين ومؤسساتهم، الذين لا يبغون من عملهم سوى إيصال الحقيقة لأوسع شريحة من المجتمع بما يخدم المصالح العامة"، مؤكداً أن تلك الجهات "تطالب السلطات الرسمية باتخاذ الإجراءات التي توقف تلك الاعتداءات وتحد منها، ومحاسبة مرتكبيها وبشدة على وفق القانون، كما نناشد القوات الأمنية والمواطنين ترك نظرة الشك والحيطة والحذر من الصحافيين واعتبارهم اعداء لهم، لأن الصحافي في النهاية لا يبغي سوى إيصال المعلومات والحقائق إلى المواطنين بما يخدم مصالحهم".
يذكر أن إقليم كردستان يشهد تظاهرات صاخبة، تخللتها أعمال عنف، وحرق مقرات حزبية وإعلامية، منذ منتصف الاسبوع الماضي، احتجاجاً على الأزمتين السياسية والاقتصادية وعدم صرف رواتب الموظفين لأكثر من ثلاثة أشهر.
وكان مسلحون مجهولون، رشقوا بالحجارة، أمس السبت،(العاشر من تشرين الأول 2015 الحالي)، مقر فضائية روداو، (مقربة من نيجيرفان بارزاني، رئيس حكومة الإقليم)، قرب متنزه آزادي، وسط السليمانية، قبل أن يضرموا النار بجزء منها، في حين قامت قوات الأمن الكردي (الآسايش)، في أربيل ودهوك، بإخراج مكاتب فضائيتي ناليا (مستقلة)، وKNN (تابعة لحركة التغيير/ كوران) من المحافظتين.
https://telegram.me/buratha