شدد رئيس الوزراء حيدر العبادي على ضرورة تمويل المجتمع الدولي للعراق في حربه على عصابات داعش الارهابية، محذرا من عواقب وخيمة في حال التأخر بذلك".
وقال العبادي في كلمته خلال اجتماع تدارس سبل مكافحة الارهاب الذي عقد في في نيويورك برئاسة الرئيس الامريكي باراك اوباما اليوم الثلاثاء "يمكننا ان نحرز انتصارات في كل المناطق، ولكننا نحتاج الى مساعدة التحالف الدولي وجميع جيراننا ومع حقيقة سيطرة الارهابيين على مناطق كثيرة من بلدنا ونزوح الملايين من العراقيين، الذين يفوق عددهم 3 ملايين نازح، وبميزانية محدودة جدا في اوقات الحرب، بالمقارنة مع ما انفقته الحكومات السابقة في وقت السلم، فلا يمكننا تمويل الحرب التي يسعى جنودنا الى تحقيق النصر فيها بشكل لائق".
واكد "نحن بحاجة الى مساعدة المجتمع الدولي في التمويل وتجهيز معدات جنودنا في المعارك ودعم عوائل الشهداء وتوفير الخدمات اللائقة بهم، كما نحتاج الى مساعدة في تجفيف منابع تدفق الارهابيين والفكر المتطرف القادم من مختلف دول العالم، وعلينا العمل مع دول الجوار من اجل ايقاف تدفق المقاتلين الاجانب الذين يقاتلون المدنيين، وقد يعودون لبلدانهم والقيام باعمال ارهابية هناك".
وطالب العبادي جميع الدول "بمنع الارهابيين من تحويل الاموال عبر الشبكات المالية الدولية، التي تستخدم علنا لتمويل الارهابيين، ولحد الان، وبايقافها على ضوء القرارات الملزمة في مجلس الامن الدولي ومنعهم من الاستفادة من تهريب النفط واستعباد النساء والاطفال وسرقة الاثار والقطع الفنية التي تذهب الى تمويل اعمالهم الارهابية".
وتابع ان "الارهاب يستقطب أولئك الذين امتلأت قلوبهم بالكراهية، وينبغي علينا جميعا ان نحارب الفكر المتطرف الذي تبناه اعداء الديمقراطية في منطقتنا بالتزامن مع معالجة اسباب المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي من شأنها ان تشجع على التطرف"، مبينا "نحن في العراق قد ابتدانا بعلاج حقيقي على ضوء الحزم الاصلاحية التي قمنا بها لاستئصال هذه الاسباب الرئيسة التي تدعو البعض للتوجه نحو العنف والارهاب".
وأشار الى ان "العراقيين قدموا الاف التضحيات من المدنيين والمقاتلين والقادة وهم مستمرون بالقتال والتضحيات لحماية حضارتنا والعالم اجمع، ويجب ان لا نفقد التركيز ولا نهدر الوقت في حشد مواردنا لدحر داعش، وان لاتنسوا ابدا ان عنصر التأخير يعد حليفا لداعش وان عواقبه وخيمة لا تودي بحياة العراقيين فحسب بل بالعالم اجمع".
ولفت رئيس الوزراء الى ان "داعش احتلت اجزاء كبيرة من الاراضي العراقية، وخلال العام الماضي تم تشكيل تحالف دولي، وهناك دول صديقة كثيرة وقفت مع العراق في حربه العادلة، ونحن شاكرون لها الوقوف معنا في الحرب على عدو مشترك لا يهدد العراق وحده وانما العالم اجمع".
وقال :اليوم تمر سنة على تشكيل حكومة نرأسها والتي جاءت بعد انتخابات ديمقراطية حرة وبانتقال سلمي للسلطة، وهذا التقدم الذي حققناه علينا ان نجني ثماره اليوم خلال هذا العام والاشهر المقبلة، ونستطيع ذلك من خلال الوقوف معا".
وأضاف "ينبغي ان نتذكر ما كنا عليه خلال عام مضى وقبل تشكيل هذه الحكومة وما ورثناه من بلد يعيش في ازمة حيث كانت داعش تحتل 30% من الاراضي العراقية وكانت قواتنا العسكرية في وضع خطير بسبب انهيار عدة فرق لدخول هذا التنظيم، وكانت حضارة العراق مهددة بالزوال من داعش".
وأستطرد العبادي بالقول "أما على الجبهة الداخلية فكانت هناك نزاعات خطيرة بين الكتل السياسية وبين القوميات والطوائف وانقسامات طائفية وعرقية والحكومة كانت ضعيفة في ذلك الوقت ولدينا ازمة اقتصادية ومالية وبيروقراطية عنيفة في البلد واعداد كبيرة من العاطلين عن العمل".
وأوضح "نحن عملنا بجد على اعادة الوحدة الى بلدنا واجتثاث الفساد وانعاش الاقتصاد والمال واعادة بناء القوات المسلحة واستعادة علاقاتنا مع دول الجوار والعالم، ونحن نتواصل الان وبشكل دائم مع ابناء العشائر في المناطق التي مازالت محتلة من قبل داعش او مهددة منه ومن ضمنها الانبار وصلاح الدين ونينوى، واليوم الكثير من ابناء العشائر يقاتلون مع القوات الامنية".
وأكد رئيس الوزراء "نحن نقتلع جذور الفساد وعدم الكفاءة في المؤسسات المدنية والعسكرية بعدما قمنا باستبدال العديد من القادة العكسريين في وزارتي الدفاع والداخلية، كما خصصنا لاكثر من 80 الف من المتطوعين الذين يقاتلون مع القوات الامنية في محاربة داعش وقمنا بالغاء ما يزيد عن 50 الف من الجنود الوهميين [الفضائيين] الذي كانوا فقط يستلمون الرواتب دون ان يؤدوا خدمة وهذه كانت تكلف بحدود 500 مليون دولار سنويا".
وتابع "كما نعمل على تقليص حجم الحكومة بازالة المناصب التشريفية ونسعى الى خصصة الشركات العامة المملوكة للدولة وتقليل الاعتماد على واردات النفط وهذا خلل واضح في السياسة الاقتصادية العراقية في الحقبة الماضية ونحن نحاول الاستفادة من هبوط الاسعار لتصحيح هذا الخلل كما نعمل جاهدين لتكون قواتنا جامعة لكل مكونات الشعب العراقي".
ولفت العبادي الى ان "الحكومة تسعى الى تشكيل يتكون من المقاتلين المحليين والحشد الشعبي وهم يقاتلون الى جنب القوات المسلحة ضد الارهاب"، مبينا ان "داعش تهدد المنطقة اجمع لذا نعمل على تعزيز علاقاتنا مع دول الجوار من السعودية والكويت والاردن وسوريا وتركيا وايران، بالاضافة الى دول خليجية اخرى ومصر".
وقال "أننا وبينما نقوم باصلاحات في الجبهة الداخلية وخطوات جديدة على العلاقات الدبلوماسية فاننا نحرز انتصارات في ساحات المعركة ففي السنة المنصرمة قمنا بتحرير امرلي وبروانة وجرف الصخر وزمار وبيجي وجلولاء والسعدية والضلوعية وتكريت والدور والعلم والحجاج ومناطق اخرى غيرها".
وأشار العباددي الى عملية تحرير تكريت "حيث قمنا باشراك القوات الامنية والشرطة المحلية والاتحادية والعشائر والحشد الشعبي لتحرير المدينة من داعش وان عشرات الاف من العراقيين الذين فروا عادوا الى منازلهم بنحو 80% بعدما وفرنا الخدمات الاساسية لهذه المناطق بمساعدات من دول صديقة".
وذكر انه "على الرغم من مخاوف الكثير بهذا الشأن كانت محاولات الانتقام ضئيلة جدا بالمقارنة مع عودة الحياة الطبيعية بشكل متزايد خاصة مع ملاحظة العنف الذي شنه داعش في تلك المناطق عندما كان يحتلها ضد عشائر محددة مقابل عشائر اخرى".ا
https://telegram.me/buratha