الأخبار

السيد عمار الحكيم يشدد على ضرورة التواصل مع القوى السياسية في الإصلاحات وخلق شراكة حقيقية [موسع]

1895 13:11:29 2015-09-24


شدد رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم، على ضرورة تواصل رئيس الوزراء حيدر العبادي مع القوى السياسية في الاصلاحات من اجل خلق شراكة حقيقية.

وقال الحكيم في خطبة صلاة العيد التي اقيمت بمكتبه في بغداد اليوم، ان "العراق جزء مهم وحساس من هذه المنطقة الحيوية من العالم، وكل دول المنطقة تعاني من أزمات كبيرة وصراعات مفتوحة، وللأسف الشديد أصبح العراق مدخلاً لهذه الصراعات ومحطاً لهذه الأزمات"، مضيفا "لقد عملنا بقناعة كبيرة على ان يكون وطننا جسراً للتلاقي وممراً للعلاقات الإقليمية والدولية السليمة ولكن صراع الارادات الإقليمية والدولية كان اكبر بكثير من طاقاتنا المحدودة ومن امنيات شعبنا المحروم في العيش بحرية وسلام".

واضاف ان "البلد يقاتل اليوم من اجل تحرير محافظات عزيزة علينا من يد التكفير والإرهاب والتطرف والفكر المنحرف، ونحن لا نقاتل فصيلاً إرهابياً محدداً او مجموعة ضالة هنا او هناك وانما نقاتل جذور الانحراف التاريخي واسقاطاته المعاصرة، نحن نقاتل من لا يؤمنون بالحياة الحرة الكريمة التي وهبها الله لنا ويحرفون كلام الله ويشوهون رسالته ويقدمون خدمة عظيمة لأعداء الله والاسلام والإنسانية".

واوضح "نحن نعلم انها معركة طويلة وشرسة ويجب ان نعد لها ما نستطيع من قوة ومن تحالفات رغم ان ما سيحسمها في النهاية هو التوكل على الله والارادات المؤمنة القوية"، مبينا : "في خضم هذه المعركة الوجودية مع الارهاب التكفيري الداعشي فأننا نخوض معركة اخرى مؤلمة وخطيرة وهي معركة الإصلاح ضد الانحراف ومعركة النزاهة ضد الفساد ومعركة بناء الدولة والمؤسسات ضد منهج بناء الأشخاص والذوات".

وبين الحكيم "اننا اليوم اذا اردنا ان نلتفت الى الوراء لنقيم وبموضوعية مسيرة 12 عاماً بكل حلاوتها ومرارتها وبكل اخفاقاتها وانجازاتها نستطيع ان نحكم وبسهولة بأن هناك الكثير من الفرص الكبيرة الضائعة مع الأسف الشديد كان بالإمكان ان تستثمر لبناء حياة أفضل للمواطن العراقي وبناء مؤسسات أقوى للدولة العراقية، ولكن انشغال القوى السياسية بالصراعات الفئوية والحزبية الضيقة والسماح بالتدخلات الخارجية ضييع فرصا كبيرة على وطننا وشعبنا من الصعب تعويضها".

وقال: "اليوم لدينا حكومة تسعى لإنتاج رؤية لمشروع دولة، ولديها الإرادة لبناء دولة، وتحتاج منا جميعا الدعم والمساندة لان الواقع صعب ومعقد ولا يمكن إصلاحه بيوم وليلة، ولكن بنفس الوقت على الحكومة ان تساعد نفسها أولا وان تكون واضحة وصريحة وشفافة مع القوى الخيرة في هذا الوطن والتي تؤمن بمساعدتها وتوفير الغطاءات اللازمة لها"، لافتا الى ان "المرجعية العليا وهي ترسم بوصلتنا في خضم هذه العواصف المتتالية والأمواج العاتية قدمت الكثير من الدعم والاسناد وعلى الحكومة ان تستثمر هذا الدعم في خلق شراكات حقيقية من اجل الانطلاق بالإصلاحات الجذرية المهمة".

ولفت إلى ان "العراق كبير وواقعه متشابك ولا تستطيع أي جهة مهما كانت ان تقوده منفردة، ولا يستطيع أي شخص أيا كان ان يصل به إلى بر الأمان، وهذه تجارب العالم أمامنا وجميعها تثبت لنا ان المشاركة الحقيقية الفعالة هي أساس النجاح والفردية والاقصائية هي سبب الفشل واساس البلاء"، مؤكدا "سنبقى داعمين وبقوة لهذه الحكومة مادامت مؤمنة بمشروع بناء الدولة والمؤسسات، وهنا أقول وبكل صراحة اننا أمام عملية بناء من الأساس وليس عملية تطوير وإعادة بناء، ولذلك يجب ان تكون عملية بناء متكاملة".

ودعا رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي الى ان "يكون اكثر صبرا على اخوته وندعوه ايضاً ان يكون اكثر اقداماً في اجراء الإصلاحات الجذرية الفعالة، وان يكون أكثر تواصلا كي يشرح سياساته ويوضح خطواته ويفسر رؤيته وبرنامج عمله"، موضحا ان "التواصل هو الأساس لخلق فهم مشترك، مع تقديرنا للتحديات التي نواجهها جميعا وفي مختلف المجالات أمنيا واقتصاديا واداريا وسياسيا".

وبخصوص التظاهرات قال الحكيم إن "اغلب محافظاتنا شهدت تظاهرات احتجاجية شرعية عبرت عن الإحباط من الأوضاع الخدمية في عموم العراق ومن التقاطعات والتجاذبات السياسية التي عطلت الكثير من طاقات هذا البلد، وكانت مظاهرات عفوية وجماهيرية صادقة، وقد دعمناها وشاركت جماهيرنا في بعضها، ولكن الملفت ان هناك اياد خفية مختلفة أرادت ان تجير هذه الاحتجاجات لمصالحها السياسية الضيقة وان تستخدمها في تصفية خصومها"، مبينا ان "البعض أراد ان يوجه هذه الاحتجاجات ضد التيار الإسلامي خصوصا والنيل منه وتحميله ضريبة كل الإخفاقات والتراجعات والأزمات التي أصابت العراق منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة والنيل من رموزه الإسلامية"، وفال: "قد تحملنا الامر في بدايته لأننا ندرك ان شعبنا واع وان هذه الممارسات لن تنطلي عليه وانه سيكتشف عاجلا ام اجلا الجهات التي تقف وراءها ونوايا وخلفيات من يروج لها والاهداف التي تختبئ خلفها".

ونوه الى ان "الدولة العراقية الحديثة تأسست منذ ما يقارب الـ 100 عام ولم يكن التيار الإسلامي في أي مرحلة من مراحلها في السلطة عدا السنوات العشر الأخيرة، وقد عانت من الحروب الداخلية والخارجية والانقلابات المتوالية، وفي العقد الأخير كان التيار الإسلامي جزء من عملية سياسية متنوعة ولم يتجاوز وجودهم فيها نصف أعضاء الحكومات المشكلة، ومع ذلك هم يتحملون المسؤولية في عدم تقديمهم نماذج كافية من شخصيات قيادية متمكنة في إدارة الدولة ووضع الخطط الصحيحة".

وتابع "أيضا يتحملون المسؤولية في عدم اتفاقهم على مشروع موحد لبناء الدولة، ويتحملون المسؤولية في عدم إنشاء مؤسسات سياسية داخل أحزابهم وتياراتهم قادرة على إنتاج جيل سياسي متمكن من أدوات السلطة وإدارة الدولة"، مستدركا "مع اقرارنا بكل هذا فانهم لا يتحملون وحدهم اوجه الفشل والاخفاق، فهناك قوى سياسية من اقصى اليمين الى اقصى اليسار شاركت في الحكومات المتعاقبة وهناك قوى دولية وإقليمية كانت فاعلة وحاضرة على الساحة العراقية وكان لتدخلها وإراداتها المتقاطعة حصة كبيرة من الوصول الى حالات من الاخفاق والفشل".

قال رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي ان "علينا ان نضع النقاط على الحروف وان لا نسمح باستغلال احباط الناس من اجل تحميل المسؤولية الكاملة لتيار قدم الكثير من التضحيات ويمتلك تاريخاً ملؤه الشهادة والبذل، ان شعبنا واعٍ ومدرك وكل محاولات التسقيط الحاقدة لن تثنيه عن الدفاع عن خياراته العقائدية وايمانه بتياراته الصادقة المجاهدة".

وخاطب الحكيم الشباب قائلا: "إنني ادرك جيدا عوامل الاحباط الموجودة لدى بعضكم، وأدرك إنكم تشعرون بان مساحات الأمل بدأت تضيق أمامكم، فكان قرار بعضكم بالهجرة وترك الوطن هو السبيل الوحيد للتعبير عن احباطكم والمكم، وحتى إخوتكم ممن بقي في الوطن فان حماس الكثير منهم قد خفت واندفاعهم قد تراجع"، مضيفا ان "هذا العراق عراقكم، وهذه الثروات ثرواتكم، وهذه الأرض أرضكم، والمستقبل لكم مهما كان حاضره صعباً، فالازمات الحالية هي ازمات انتصارات وتقدم وليس ازمات تراجع وانهيار، ازمات انتقال من مرحلة تاريخية بكل قواعدها ومبانيها الى مرحلة جديدة تماماً، مرحلة تمر بها الامم التي تعيش مثل هذه الظروف.. ازمات بكل ابعادها الوطنية والاقليمية والدولية".

واضاف "لقد تحققت نجاحات عظيمة لم نستطع ان نتعامل معها ونستثمرها كما يجب فارتدت علينا وعلى البلاد ككل، لذلك من الضروري المضي في الاصلاح والمراجعة وتوحيد الصفوف وزرع الامل، فتمسكوا بوطنكم واعملوا على مشروعكم وقدموا لأنفسكم، لان الغد لكم شاء من شاء وابى من ابى، ولا تسمحوا باحباط عزيمتكم، وتشبثوا بالأمل وبالوطن، واعلموا انكم على مشارف الانتصار، فلا تتراجعوا في اللحظات الأخيرة".

وتطرق الحكيم الى الظرف الاقتصادي الذي يشهده العراق، مبينا ان "بلدنا يمر بأزمة مالية خانقة ويحتاج الى إجراءات وإصلاحات جدية وجذرية وشاملة ومتوازنة ودستورية وجماعية، وأيضا في مثل هكذا أزمات فان الدول تستعين بأفضل رجالها وخبراتها كي يخرجوا البلاد من هذا المنعطف الخطير وهو ما يتطلب التأكيد عليه في الوقت الراهن، وعلينا ان نصارح شعبنا وان نخبره ان هذه الازمة ليست طارئة وأنها قد تستمر لعدة سنوات قادمة، وعلى الحكومة ان تضع برنامجا اقتصاديا مدروسا وان تجد السبل الكفيلة بمعالجة الشلل الاقتصادي الذي يعيشه العراق حاليا".

وذكر "لقد فوتنا فرصة عظيمة لأننا لم نستثمر الوفرة المالية في السنوات الماضية وسيكتب التاريخ ان العراق ضيع فرصة من الصعب ان تتكرر، واليوم امام الحكومة تحدي وضع خطة إستراتيجية كبيرة وحقيقية وفعالة من اجل اخراج العراق من عنق الزجاجة".
وبشأن العلاقات الإقليمية، قال الحكيم ان "العراق في قلب منطقة حيوية وفعالة في العالم وإننا عملنا بقوة كي نبعد العراق من محاور الصراع وهو في بداية نشأته الجديدة ولكن الإرادات الدولية والإقليمية كانت اكبر من طاقاتنا المحدودة، واليوم نرى ان الصراعات في المنطقة وصلت الى اعلى درجاتها التصعيدية وان دولاً بأكملها أصبحت دولاً متعثرة ومفككة وهناك أحلاف عسكرية وسياسية تشكلت ودخلت في صراعات مباشرة وغير مباشرة كما ان أنماط التدخلات الدولية أصبحت مباحة في منطقتنا، وان ملايين المهجرين والنازحين يهيمون بالعراء بين الدول".

واوضح ان "قناعتنا الراسخة هي ان هذه الصراعات لا يخرج منها منتصرٌ لأنها تدمر كل شيء وحتى الذين يتوهمون بأنهم منتصرون فيها هم في الحقيقة يوهمون أنفسهم بهكذا انتصارات"، مؤكدا ان "الحل الأساسي لكل مشاكل المنطقة هو بالاتفاق بين القوى الإقليمية الفاعلة من اجل تصفية الملفات الشائكة والمتداخلة، ان الحوار هو المدخل الرئيس للحل مهما تعنت البعض او أصر على الحلول العسكرية، لان مشاكل المنطقة سياسية صرفة، والمشاكل السياسية لا يمكن حلها عسكريا وإنما تحل بالحوار والمفاوضات وسياسة الربح للجميع".

ولفت الى ان "المنطقة ستبقى تنزف موارد وثروات والاهم انها ستبقى تنزف دماء من أبناء شعوبها المظلومة وفي النهاية ستبقى طاولة المفاوضات هي الملاذ الأخير"، متسائلا "لماذا لا نختصر معاناة شعوبنا ونجلس للحوار من الان؟!"، داعيا الى ان "يكون هناك لقاء بين دول المنطقة الإقليمية الكبرى واخص بالذكر ايران وتركيا والسعودية ومصر والعراق وان تؤيد هذا اللقاء الدول الكبرى من أعضاء مجلس الامن والاتحاد الأوربي والأمم المتحدة من اجل إيجاد حلول ومقاربات لأكثر الملفات تعقيدا في المنطقة وخصوصا الملف السوري واليمني والبحريني، وتوفير الدعم المادي والسياسي للعراق في حربه المفتوحة ضد الإرهاب".

وزاد ان "هذه دعوة نطلقها في هذا اليوم المبارك ونتمنى من دول المنطقة الكبرى المؤثرة ان تستجيب لها، فهناك الملايين من المهجرين والنازحين وهناك دول على حافة الانهيار وهناك إرهاب دولي دموي يعتاش على هذه الصراعات ولا ينجو منه أحد مهما تصور انه بعيد او محمي"، موضحا ان "صراعات المنطقة لم تعد مشاكل أحادية او ثنائية وانما اصحبت مشاكل وصراعات إقليمية ولن تجد طريقها للحل الا إذا تضافرت الجهود الإقليمية وساندتها الجهود الدولية"
 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك