انتقد وزير الخارجية ابراهيم الجعفري استضافة قطر لمؤتمر مطلوبين للقضاء العراقيين" محذرا من "الاستمرار بهذا النهج".
وقال الجعفري في مقابلة صحفية "نحن في الوقت الذي نحرص فيه على مدى الجسور لكل العلاقات لكن بوعي وليس عن غفلة، نحن نريد علاقة مع قطر كما نريد علاقة مع بقية الدول شريطة أن تكون هذه العلاقة لخدمة البلدين، أما عندما تدخل قطر عن قصد أو عن خطأ وغير قصد فإننا لا نجبن ولا نضعف وإنما نعبر عن رأينا ونقول إن هذا الأمر مرفوض، ماذا يعني أنها تستقطب تحت عناوين معينة سياسية مشبوهة وطائفية مفترضة لا وجود لها بالساحة العراقية".
وأضاف "لا تستطيع أن نلتقي جمعا من العراقيين إلا وتجد الثنائية الدائمة المتكاملة بين الشيعي والسني، فمن يتجول في بغداد وبقية محافظات العراق سيجد هذه الحقيقة ماثلة أمامه، ما من محافظة إلا وبها ثنائية بين الشيعة والسنة، ونحن لا نعاني من أزمة تعامل بين الأشقاء العراقيين الشيعة والسنة، فهذا التكريس والإلحاح على تناول العراق من زاوية شيعية أو سنية مرفوض، سواء كان بتبني شيعة العراق على حساب الوحدة الوطنية أو بتبني سنة العراق على حساب الوحدة الوطنية".
وأكد الجعفري "نحن مع الوحدة الوطنية وعلى أصدقائنا أن يعوا هذه الحقيقة، وإذا كانوا يريدون أن يعبروا عن حبهم للعراق فليدخلوا من بوابة العراق دون القفز من شبابيك ضيقة بداعي أن هذا سني هذا شيعي، لأن هذا الأمر غير موجود بالعراق،
ماذا كان رد قطر على رسالتكم؟
حاولوا أن يمتصوا ردود الفعل والقول بأنهم لا يقبلون كذا ولا يقبلون كذا، لكن نحن الشعارات لدينا محترمة عندما تعبر عن واقع الممارسة". وتابع ان "الممارسة لم تكن صحيحة، لأن الإتيان بشخصيات عليها شبهات قضائية بل أحكام قضائية على بعضهم واستقطاب عناصر من النظام المقبور، وأن تكون شعارات يجمعها الجانب الطائفي فنحن نفرق بين الانتماء المذهبي والتعصب الطائفي، والانتماء المذهبس مدعاة فخر ومظهر حضارس ويعتز العراق أنه يتعدد ويتكامل مذهبياً".
ولفت وزير الخارجية الى ان "العراق كما به جغرافيا متنوعة فيه ديمغرافيا ومتنوعة وسكانية متنوعة، ألم يسمع هؤلاء بالمآسي التي حدثت في زنجار ولم تكن سنية ولا شيعية، ألم يسمعوا بالفضيحة والجريمة التس ارتكبت بكنيسة النجاة فلم تكن سنية ولا شيعية، والإرهاب يعادس الجميع، وفتح ملفات جانبية وتكريس حالة طائفية فس ظل أن يتهدد الوضع الوطنس بكامل حجمه فهذا يثير سؤالا لماذا؟ وكل العراقيين الآن يتضررون، الكل متضرر بدون تفريق، ومن يرد أن يقف بجانب الشعب العراقس عليه أن يبتعد عن مسألة العناوين الجانبية وإيجاد شروخ فى الصف الوطنس العراقس، سواء كانت دولة كأمريكا ودول أوروبا أو دولا عربية".
واستطرد الجعفري بالقول "كل الدول بدون استثناء عليها ألا تلعب بالنار، لأن الدخول من هذه البوابات سيؤدي إلى مشاكل لا طائل من ورائها، هل ترى أن هناك مخططا فعليا لتقسيم المنطقة ومن بينها العراق؟ واضح، السلوك يكشف عن نفسه وعن شعاراته، نحن نرى الممارسة ونحكم من خلال السلوك العملى بالميدان على الأرض، مطلوب الآن إشعال المنطقة وتفتيتها، لماذا، وهذه المنطقة التي كرمها الله بأنها كانت ولازالت مبعث القيم والأخلاق والفكر، ومن هنا انبعث رسل السلام والمحبة، وبها ثروات متعددة وقلب العالم وملتقى القارات الثلاث، وفيها ثروة النفط والزراعة وبها السياحة والآثار".
وتسائل "فلماذا تشتعل المنطقة بهذه الطريقة ومن المستفيد، ومجموعة من الشباب يأتون بعقلية انتحارية بعدما غسلت عقولهم، يقف وراءهم من يقف، لأنه لا يمكن أن يحدث ذلك بدون تخطيط وإمكانيات دولية، مطلوب تدمير هذه المنطقة، ما الذي تستفيده دولة مثل قطر مما تفعله فى العراق ومصر ودول أخرى؟ هذا سؤال تجيب عليه قطر، لكن من جانبنا فنحن نحذر من أن هذا النوع من التصرف لا يفيد العلاقات ولا يفيد قطر تحديداً".
وأشار الى ان "حرمة الدول العربية أمانة في أعناقنا جميعاً، وإذا كنا نزعم أننا عرب فالعربي عُرف عنه أنه بعيد عن الغدر فلا يغدر، وعرف العربي أن لديه قيما حتى قبل الإسلام [خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام]، [وإنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق]، العرب لديهم قيم وأخلاق ومروءة وعليهم أن يعوا هذه الحقيقة، لأن هذه النار إذا شبت ستحرق الجميع، والترويج للثقافة الطائفية وإيجاد حالة من الأحقاد بين أبناء الدين الواحد والملة والجغرافيا الواحدة هذا لا يخدم أحدا، أما ما الذي يدفع هذه الدولة أو تلك فهل هو الجهل وعدم المعرفة أم هو الجهالة، فهذا سؤال تجيب عنه قطر وليس أنا"
https://telegram.me/buratha