أبدى مسؤولون أميركيون، اليوم الثلاثاء، خشيتهم من تداعيات التقارب بين قواتهم المتواجدة في قاعدة عسكرية بمحافظة الانبار يتواجد فيها عناصر من الحشد الشعبي، وفي حين بينوا أن التعاون مع تلك القوات "لا مفر منه" لمواجهة (داعش) ، عدوا أنه قد يؤدي لنتائج ضد المصالح الأميركية على المدى الطويل.
وقال مسؤولان كبيران في الإدارة الأميركية، بحسب ما أورد موقع بلومبيرغ Bloomberg الإخباري الأميركي، إن "جنوداً أميركيين ومجاميع من الحشد الشعبي الشيعية يتواجدون كلاهما في قاعدة التقدم العسكرية في الأنبار"، مشيران إلى أن تلك "القاعدة هي نفسها التي أمر الرئيس باراك أوباما بإرسال 450 جندياً إضافياً إليها للمساعدة في عمليات تدريب قوات العشائر المحلية في حربها ضد تنظيم داعش الارهابي " .
وذكر الموقع، أن "عدداً من المسؤولين داخل إدارة أوباما يتخوفون من أن يتعرض الجنود الأميركيون المتواجدون في القاعدة نفسها مع الحشد الشعبي لمخاطر"، في حين "كشف مسؤول كبير في الإدارة الأميركية عن قيام ممثلي قوات الحشد بالتجسس على الأنشطة الأميركية في قاعدة التقدم" .
وذكر بلومبيرغ، أن "التقارب بين القوات الأميركية والحشد الشعبي، جوبه بانتقادات من قبل معارضين أميركيين لأن تلك القوات كانت السبب بوقوع الكثير من القتلى بين صفوف القوات الأميركية خلال احتلالها العراق في السنوات العشر الماضية".
ونقل الموقع عن رئيس لجنة الخدمات العسكرية في مجلس الشيوخ، السيناتور جون مكين، قوله، إنها "بمثابة إهانة لعوائل الجنود الأميركيين الذين قتلوا أو جرحوا في معارك مع تلك المليشيات الشيعية التي كانت عدوة لنا، والآن نحن نقوم بإسنادهم وتزويدهم بالسلاح"، متسائلاً "كيف نشرح هذا الموقف لتلك العوائل".
وأكد الموقع، أن "الولايات المتحدة لا تقوم مباشرة بتدريب تلك القوات الشيعية المعروفة باسم الحشد الشعبي، التي تضم عشرات الآلاف من العراقيين الذين تطوعوا للقتال ضد تنظيم داعش الارهابي ، لكنها تدعمها من خلال توفير غطاء جوي وقصف مواقع داعش"،مشيرا الى أن" الولايات المتحدة تقوم بتقديم الأسلحة مباشرة للحكومة العراقية وقواتها الأمنية".
واستناداً إلى مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأميركية، وفقاً لموقع بلومبيرغ، فإن "التعاون والتنسيق العسكري مع الحكومة العراقية يكون بشكل واضح وعلني، حيث أن قسماً من قياديي الحشد يجلسون ليستمعوا إلى الايجاز العسكري للعمليات الموجه لقوات الأجهزة الأمنية الواقعة تحت سيطرة الحكومة".
وأضاف ذلك هذا المسؤول، أن "التعاون مع القوات العسكرية الشيعية التي قتلت الأميركيين شيئ لا مفر منه في الجهد المبذول ضد تنظيم داعش"، مستدركاً "لكنه قد يؤدي لنتائج عكسية ضد المصالح الأميركية على المدى الطويل" .
وقال موقع بلومبيرغ، إن "التقارير الواردة عن عدد القوات الشيعية من مقاتلي الحشد الشعبي في قاعدة التقدم متباينة فيما بينها، في حين يشير أحد المسؤولين في الإدارة الأميركية إلى أن هناك عدداً قليلاً جداً من ممثلي الحشد في القاعدة للتنسيق مع عناصر القوات المسلحة العراقية بينما ينتشر الجزء الأكبر من قوات الحشد الشعبي في أرض المعركة حول الرمادي التي يسيطر عليها داعش الارهابي".
في حين ذكر مسؤول آخر في الإدارة الأميركية، وفقاً للموقع، أن "القاعدة شهدت مؤخراً تواجد المئات من المقاتلين الشيعة وإنهم يتدفقون على القاعدة ويخرجون منها لتنفيذ عمليات عسكرية في المنطقة"،
مبيناً أن "الحكومة الأميركية قد سعت بمطلبها وحصلت على ضمانات رسمية من الحكومة العراقية بأن لا تتدخل قوات الحشد الشعبي الشيعية المتواجدة في القاعدة بشؤون عناصر الجيش الأميركي هناك، ومع ذلك فهناك شكوك في قدرة السياسيين الموجودين في بغداد على ممارسة أي ضغط أو سيطرة حقيقية على تلك القوات" .
وأكد Bloombergأنه "لحد الآن وعلى مدى الأحد عشر شهرا منذ مجيء قوات العمليات الخاصة الأميركية للعراق، لم يحصل أي تصادم بين عناصر قوات الحشد الشعبي الشيعية وأفراد الجيش الأميركي اثناء قتالهما ضد تنظيم داعش الارهابي ".
https://telegram.me/buratha